تحضرُ باريس، لاحتضان مُؤتمر حول ليبيا شهر نوفمبر القادم، تُشارك كل من ألمانيا وإيطاليا في الإعداد له حسبما كشفهُ وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان أمس الثلاثاء. ويكمن هدف هذا المُؤتمر حسبما كشفهُ وزير خارجية فرنسا في ضمان سير الانتخابات الليبية بحسب الخطة المُقررة أي تنظيمها في 24 ديسمبر المقبل، كما سيناقش المُؤتمر موضوع المُقاتلين الأجانب ورحيلهم عن ليبيا وهي نفس الملفات التي طرحت للنقاش على طاولة الاجتماع الذي احتضنته الجزائر نهاية شهر أوت الماضي، والذي انتهى بمخرجات مُهمة من بينها خُروج القُوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية في أقرب الآجال مع التركيز على الحل السياسي في ليبيا ودعم جهود تعزيز الاستقرار في البلاد. وقبل يومين فقط من الإعلان عن احتضان باريس لمؤتمر حول ليبيا، هذه الأخيرة التي وجدت نفسها خارج ملعب الصراع الدُولي، تلقى رئيس البلاد عبد المجيد تبون اتصالا هاتفيًا من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وكان الوضع في ليبيا والوضع في منطقة الساحل الصحراوي أبرز ما تضمنتهُ المكالمة الهاتفية بحسب ما أورده بيان عن الرئاسة. وفي وقت سابق من يوم أمس نشر وزير الخارجية رمطان لعمامرة صور تجمعهُ مع وزير الخارجية الفرنسي إيف لودريان، وقال في تغريدة له إن تبادل مع نظيره الفرنسي وجهات النظر حول أبرز المسائل المطروحة على جدول أعمال الجمعية العامة ومجلس الأمن إضافة إلى مستجدات الأوضاع على الساحة الإقليمية. ويُثير التحرك الفرنسي اتجاه الجزائر عشية احتضان باريس مؤتمر حول ليبيا تساؤلات عدة أبرزها هل وجهت فرنسا دعوة للجزائر للمشاركة في هذا المؤتمر الذي لم تتضح قائمة مدعويه بعد؟، فإلى غاية خط هذه الأسطر لم تتم دعوة ليبيا رسميًا لحضور المؤتمر، على الرغم من وجود مسؤولين لليبيين في نيويورك يُشاركون برفقة وزير خارجية فرنسا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولم يستبعد الباحث في الشؤون السياسية والأمنية مبروك كاهي أن يكون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد عرض على رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الحضور، وقال ل "الجزائر الجديدة" إن اجتماع فرنسا قد يضم الفرقاء الليبيين لكن من الصعب أن يجمع الدول الفاعلة مثلما قامة به الجزائر شهر أوت الماضي. وتابع المتحدث قائلا إن هدف ماكرون من إشراك الرئيس عبد المجيد تبون في هذا الاجتماع هو إقناع جماعة طرابلس على حضور الندوة ممثلة في رئيس حُكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، إضافة إلى ذلك ترى باريس في حضور الجزائر أمر مهم للغاية ولو بوزير الخارجية باعتباره رئيس قمة دول جوار ليبيا المنعقدة في البلاد. لكن الإشكال الذي يعترضُ هذا المسار، يُشير الباحث في الشؤون السياسية إلى "الصفة القانونية لقمة باريس" على اعتبار أن جميع الأطراف حاليًا اعتمدوا مُؤتمر برلين 1 و 2 كمرجعية دولية وقانونية إضافة إلى الخلاف الفرنسي مع أمريكا وبريطانيا وأيضا الصراع مع تركيا. ويرى مبروك كاهي أن باريس حاليًا تعيشُ تخبط تام في إدارة الأزمات الدُولية، فتركيا وروسيا تحاولان فرض أنفسهما بالقوة أما أمريكا فتبنت الحل السياسي، وأمام هذا الاختلاف العميق ستجد هذه الأخيرة نفسها أمام مهمة صعبة للغاية تتمثل في إقناع الشركاء الدوليين.