أبرزغالبية المتدخلين في الملتقى الثاني حول "الاجتهاد" المنظم بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف، أن الشيخ رابح مدور، "أدى دورا كبيرا" في التحضير لمسيرة الثامن من ماي 1945. ذكرالمشاركون ب"الدور الكبير" الذي لعبه الشيخ رابح مدور في تلك المسيرة في كونه إمام مسجد محطة القطار "أبي ذر الغفاري حاليا" المكان الذي انطلقت منه المسيرة ومشاركته مع المتظاهرين فيها، كما كان للشيخ وزملائه دور جد مهم من خلال خطبه التوعوية التي تزامنت مع مجريات الحرب العالمية الثانية. وعلى هامش الملتقى، قال مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية سطيف سليم الأرقم، إن هذا اللقاء الذي جاء هذه السنة تحت شعار "أعلام منطقة سطيف والحفاظ على المرجعية الدينية والهوية الوطنية"، اختير له عنوان "الشيخ العلامة رابح مدور إماما و مصلحا"، بهدف إبراز مجهود و مآثر علماء المنطقة والتعريف بهم. ويتناول الملتقى خمسة محاور، هي التعريف بالشيخ وبجهوده العلمية وآرائه الإصلاحية ومنهجيته في الفتوى وكذا الاجتهاد عند جمعية العلماء المسلمين . وحضر افتتاح أشغال الملتقى بالإضافة إلى أفراد من عائلة الشيخ رابح مدور، باحثون وجامعيون من مختلف جهات الوطن وأئمة. يذكرأن الشيخ رابح مدور، ولد في مارس 1908 بملول "جنوبسطيف" وحفظ القرآن وهو لم يتجاوز 12 عاما والتحق بجامع الزيتونة سنة 1929، أين تحصل على شهادة التطويع "ما يعادل الدكتوراه حاليا" ليعود بعدها إلى الجزائر وينضم إلى جمعية العلماء المسلمين سنة 1935. وعين إماما لمسجد أبي ذر الغفاري بسطيف سنة 1939 فكان الإمام الخطيب والقدير والمفتي الصائب قبل اعتقاله من طرف قوات الاحتلال سنة 1957 ليرسل إلى معتقل قصر الطير "قصر الأبطال حاليا"، و بعد إطلاق سراحه لتدهور حالته الصحية واصل الشيخ مهامه إماما ومصلحا ومفتيا إلى أن وافته المنية في 16 نوفمبر 1994.