كرمت مديرية الثقافة مولود معمري أحد أعمدة الأغنية القبائلية الفنان طالب طاهر أول أمس، احتفالا بمرور 40 سنة من مشواره الفني الثري الذي يحمل في جعبته أكثر من 200 أغنية أطرب من خلالها جمهوره، حيث تمزج أغانيه الأصيلة بين الحب، الوفاء، الوطن والهوية. عاد الفنان القبائلي القدير طالب طاهر من بعيد بعد تعافيه من المرض الذي ألزمه الفراش لفترة طويلة، ليطل على جمهوره في حفل استثنائي أقيم على شرفه بقاعة الحفلات الكبرى بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، احتفالا بالمناسبة المزدوجة لمرور 58 سنة عن ميلاده و40 سنة من مشواره الفني. وتميزت المبادرة بحضور جماهيري كثيف غصّت به القاعة، لكن الأكثر تميزا الحضور القوي لكوكبة من أعمدة الفن القبائلي الذين سجلوا مشاركتهم عرفانا بما قدمه طاهر من عطاء ودعم للأغنية القبائلية التي اعتنقها وهو لا يتعدى 18 سنة. على غرار الفنان فريدي فراقي، مجاهد حميد، علي مزيان، واعزيب، عمر عبد النور وغيرهم، كانت البداية بافتتاح معرض الصور الذي يلخص المشوار الفني لطالب طاهر، وأقيم ببهو دار الثقافة، ليليه حفل فني من تنشيط مجموعة من الفنانين الشباب الذين أطربوا الجمهور الحاضر بألمع أغاني "دا طاهر" التي صنعت نجوميته، على غرار أغنية "أعطار"، "قوجلاغ" التي أصدرها في 1977، وغيرها من الأغاني الأخرى التي أبرزت اهتمام الفنان الكبير بأدق تفاصيل الأغنية القبائلية، سواء من حيث التلحين الموسيقي أو كتابة نصوصه الغنائية. ليختتم الحفل بتكريم الفنانين المشاركين في تنشيط الحفل بتقديم شهادات مشاركة رمزية لهم، ثم تكريم الفنان القدير طالب طاهر وزوجته التي وقفت إلى جانبه خلال محنة مرضه من قبل مسؤولي مديرية الثقافة لتيزي وزو. وفي هذا الصدد، أعرب الفنان طالب طاهر عن سعادته بهذه المبادرة التي قال عنها إنها فرصة لا تتاح لكثيرين. كما قدم شكره الجزيل لكل من وقف إلى جانبه أثناء فترة مرضه. وعن مشواره الغنائي الثري والطويل، أكد الفنان أنه ترك بصمته في ظروف جد صعبة ميزتها الأوضاع السائدة في البلاد آنذاك، "إلا أنني استطعت أن أرافق جميع عشاق فني طيلة 40 سنة بباقة من الأغاني التي ستبقى راسخة في رصيدي لتكون مدرسة للجيل الصاعد بغية تبني الأغنية القبائلية كفن وهوية بعيدا عن اتخاذها كتجارة". من جهته، صرح الفنان الكبير فريد فراقي أن تكريم الفنان بعد 4 عقود من العطاء هو تكريم للثقافة الأمازيغية في الوقت نفسه، باعتبار أن أي شعب دون ثقافة هو شعب دون هوية، مضيفا أنه من واجب أي فنان المشاركة وتشجيع مثل هذه المبادرات التي تعد وقفة تبقى راسخة في ذاكرة كل فنان كرس حياته خدمة للفن عموما والأغنية القبائلية خصوصا.