غياب الأب عن المنزل لها أثر كبير في فقدان السيطرة الأبوية من جهتها يرى الكثير من الأشخاص أن غياب الأب عن المنزل مسألة خطيرة ولها أثر كبير في فقدان السيطرة الأبوية، لأن قوة السلطة الأبوية تقي الأسرة كثيرا من المشكلات التربوية الأسرية،فوجود الأب في المنزل مع الأبناء ليس هو مطلبا في ذاته، بل يجب على الأب أن يعرف ماذا يجب عليه أن يفعل أو لا يفعل في حال تواجده في المنزل؟ وهنا سيدرك كل منا هل هو من الآباء الغائبين، أم من الآباء الحاضرين الغائبين». فما فائدة تواجد الأب في المنزل إذا كان يفرط في تدليل الأبناء ويحرمهم من توجيهاته التربوية والتأديبية؟ وما فائدة تواجد الأب إذا كان لا يعدل بين أبنائه، ويفضل بعض الأبناء على بعض؟ وما فائدته إذا كان يتعامل مع أبنائه بالقسوة والعنف، ولا يتحدث معهم، ولا يقبلهم. انعدام المشاعر الأبوية يؤدي إلى انعدام الحنان بين الطرفين صرحت لنا الأستاذة فتيحة ببن عكنون، هناك سلبيات خطيرة في غياب الآباء عن أبنائهم منها ضعف الجانب العاطفي الأبوي، وانعدام المشاعر الأبوية تجاه الأبناء الذي يؤدي إلى انعدام الحنان والمحبة بين الطرفين وحدوث حالات نفسية مكتئبة لدى الأبناء، فقد تحدث بعض الاضطرابات في حياة الطفل، ويتجلى ذلك في مشاعر الخوف والقلق التي تنتاب الطفل بين الحين والآخر، لاسيما أثناء النوم، أو بشكل أعراض نفسية جسديه (قضم الأظافر، تبول لاإرادي، عدم التركيز، كثرة النسيان، الميل للعزلة)، وشلل الهيكل التربوي نتيجة لغياب الأب المستمر، فتضعف الجوانب العلمية والفكرية والثقافية لدى الأبناء، وتحمل الأم العبء الأكبر من مسئولية تربية الأبناء في جميع الجوانب، وهذا يؤدي بلا شك إلى تقصيرها في التربية، بسبب غياب دور الأب ومسؤوليته في المنزل. دارسة عليمة تثبت أن الأم لا تستطيع في تربية الأطفال بمفردها أثبتت دراسات العلم النفس التربوي أن التوترات النفسية تزيد ضعفي نسبتها بين الزوجات اللاتي يغبن أزواجهن إما بسبب السفر أو الموت، كما أكدت الدراسة أن الأم لا تنجح عادة في تربية الأطفال بمفردها لاسيما الذكور، حيث تجد صعوبة في السيّطرة عليهم وعلى تصرّفاتهم في غياب الأب. ومع ذلك تتحمّل الأم بمفردها كل المهام، حيث تقوم بدور الأم والأب معا، وهو ما يتطلّب منها مجهوداً كبيراً في تربية الأطفال. غياب الأب يؤثر بشكل سلبي على الأبناء وخاصة في المجال التربوي هذا وتطرق السيد عبد الرحمان موظف بمؤسسة خاصة، إلى القول بأن غياب الأب عن المنزل يؤثر بشكل سلبي على تربية الأبناء وعلى تماسك أفراد العائلة، نظرا لأن الأبناء يشعرون بالحرية المطلقة في التصرفات، لعدم وجود الشخص الذي يفرض هيبته وإدارته على المنزل. ويؤكد أن غياب الأب عن أطفاله الذكور يخلق داخلهم نزعة العدوانية، حيث يبدأ الطفل الذكر بتقليد الآخرين في الشارع والحياة العامة، معتبرا أي رجل هو نموذج لوالده، بالإضافة إلى أن الطفل يبدأ في تكوين سمات الرجولة بعيدا عن شخصية والده. الزوجة تحتاج لمن يساندها في رعاية أبنائها الطالب الحقوقي محمد يرى أن الزوجة تحتاج إلى من يساندها ويعاونها على تربية الأبناء وإدارة المنزل، فضلا عن احتوائها نفسيا وعاطفيا والاستماع إلى مشاكلها، وبالتالي فإن غياب الزوج وتقصيره في هذا الجانب يضع المرأة في صراعات نفسية كثيرة، ويفقدها السيطرة على إدارة أمور الأسرة، كما أن الزوجة التي يغيب عنها زوجها عادة ما تشعر بعدم الأمان النفسي والإحساس بالغيرة، والشعور بالنقص والرغبة في الانعزال عن المجتمع، نظرا لأنها تكرس اهتمامها في رعاية وتربية الأبناء.