ما تزال العديد من المواقع الأثرية من أهمها قلعة بني راشد التي تعد من أهم المعالم التاريخية التي تزخر بها ولاية غليزان إلى جانب مدينة مازونة القديمة بمنطقة الظهرة الشمالية ، تعاني من قلة الخدمات و بحاجة إلى ترميم و تهيئة و كذلك المخططات المتعلقة بها ، و تضم هذه البلدة الأثرية التي تعود الى العهد العثماني و شهدت ازدهارا ثقافيا و عمرانيا ، عديد المواقع الأثرية على غرار (قصر الباي) و (ضريح بنت الباي ) ، حيث ما زالت بناياتها المنفرة و المتميزة قائمة تقاوم و بحاجة إلى ترميم . و يعود تأسيس هذه البلدة التي يطلق عليها أيضا اسم (الهوارة) إلى القرن السادس عشر ، و كشفت مصادر تاريخية أن قلعة بني راشد حملت هذا الاسم نسبة إلى راشد بن محمد المنتمي إلى قبيلة مغراوة و اتخذها العثمانيون حصنا لهم و من ابرز ما يميز هذه المدينة التي تحتوي على 366 قبة لأولياء الله الصالحين ، شوارعها و أزقتها الضيقة و كذا المسجد العتيق الذي تم تشييده سنة 1734 من قبل الباي بوشلاغم و المقبرة العثمانية ، إضافة إلى نشاطات تميز ساكنة المنطقة التي انجبت العديد من علماء الدين ، تنتظر هي الاخرى الحفاظ عليها من الاندثار ،كنشاط النسيج و زربية قلعة بني راشد التي تميز الجهة الغربية للمنطقة على غرار زربية مازونة و زرابي السرج و السجادات و المنسوجات الحائطية . هي زربية قلعة بني راشد من المنسوجات الجزائرية الأصيلة التي تزخر بها بلدية القلعة التي تبعد حوالي 37 كلم عن عاصمة الولاية غليزان ، استمرت لقرون و كانت لها سمعة حتى خارج الوطن لأنها تنفرد بمواصفات تميزها عن باقي اصناف النسيج كونها من أصناف النسيج المخملي (بالعقدة) و مستوحاة من الفن الأندلسي المغاربي ، يعود معملها إلى بداية الحقبة العثمانية بالجزائر خلال النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي ، و قد نالت هذه الزربية التي تعتبر صناعتها نسائية بحتة ، شهرتها بفعل إمتزاج معرفة العثمانيين بالسكان المحليين وكذا القادمين من الأندلس إثر سقوط غرناطة في 1492 و كان الطلب عليها من العائلات الثرية و المميزة آنذاك . كما أن وحدة الزرابي التقليدية المتواجدة بقلعة بني راشد التاريخية التابعة إقليميا لدائرة يلل الواقعة جنوب غرب الولاية ، التي أنشئت سنة 1974 و تضم 22 منسجا كبيرا و متوسطا ، مازالت متوقفة عن النشاط منذ تسعينيات القرن الماضي بسبب نقص التموين بالمادة الأولية ( الصوف) ، فهي تنتظر إعادة تنشيط قطاع النسيج ، لما للصناعات الحرفية التي تعبر عن تاريخ هذه المنطقة وموروثها من أهمية، إلى جانب متحفين صغيرين موجودين بقلعة بني راشد الأول لجمع المخطوطات و تحف و اواني و أسلحة قديمة ترجع إلى حقبات زمنية تعود الى 5 قرون مضت و يضم الثاني الى جانب هذه المنتجات الحرفية التي تعتبر نتاجا لآلاف السنين ، ألبسة تقليدية و معدات نسج زربية القلعة و غيرها و هما الآخران بحاجة لعناية ، أسسهما أحد مواطني البلدة بوعلام معزة . و لتفعيل مثل هذه الموروثات الحضارية و الحرص على حماية مأثرها التاريخية . من ناحية أخرى ، كان فريق من الباحثين من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ و الانتربولوجيا ، من حوالي سنتين ، قد قام بإجراء عملية مسح أولي و معاينة لمنطقة القلعة ، اذ تم العثور على أدوات حجرية و فخاريات و بقايا عظمية لحيوانات ( وحيد القرن و الغزال و الأبقار ) و جمجمة بمغارة (مصراتة) تعود إلى إنسان العصر الحجري .