الشلل هو تلخيص للوضعية الحالية للكرة اليد الجزائرية التي عاشت البطالة في سنة بيضاء خلت من أي تمثيل دولي، بعدما غابت الجزائر عن مختلف المحافل والتجمعات العالمية، وحتى الأندية الجزائرية لم تعد تشارك في المحافل الإقليمية بشكل منتظم، فلا المجمع البترولي الذي هو معاقب من طرف الكاف شارك في عصبة أبطال إفريقيا، ولا حتى الأندية الأخرى تمكنت من تشريف الراية الوطنية في البطولة العربية والوحيدة التي لا تخضع لقوانين الإتحاد الدولي، على غرار أهلي برج بوعريريج ونادي براقي. أما على المستوى المحلي فقد عاشت الصغيرة هزات عنيفة جراء الصراعات داخلية بين الإخوة الأعداء على مستوى الإتحادية، أفضت بإنتخاب لعبان ومكتب تنفيذي جديد الذي إصطدم بملفات ثقيلة أبرزها تواجد منتخب الأكابر بدون ناخب وطني، ومشاكل كبيرة في البطولة الوطنية بالإضافة إلى ملف إحتضان الجزائر لمونديال الأواسط، فلو لا تدخل الدولة التي أخذت على عاتقها تنظيم الحدث والتي سخرت جميع الوسائل اللوجستية والبداغوجية لإنجاح الحدث العالمي الذي شاركت فيه 24 دولة، لحدثت مهزلة كانت ستهز من صورة الجزائر على المستوى الدولي. بالإضافة إلى هذا فقد عرفت سنة 2017 أحداث مسيئة لسمعة اليد الجزائرية على غرار الفضيحة الأخلاقية التي ضربت المنتخب الوطني للسيدات خلال مشاركته في بطولة إفريقيا التي أقيمت بأنغولا، وخرج منها المنتخب الوطني بأربع هزائم متتالية ومن دون أي انتصار في البطولة التي سبقتها ضجة كبيرة بسبب عدم استدعاء عدد من اللاعبات للمشاركة في الدورة، واختتمت بفضيحة النتائج السيئة وفضيحة أخلاقية وصلت أروقة وزارة الشباب والرياضة، التي بادرت في مباشرة التحقيق حول تهمة التحرش الجنسي وجهته عضو من الطاقم الطبي للمنتخب لأحد أعضاء المكتب الفدرالي خلال دورة أنغولا. ليس بوقت بعيد كان الجزائر تتربع على عرش إفريقيا، وقبلها كانت الممثلي الدائم للقارة السمراء في مختلف المحافل الدولية، ليصبح التأهل إلى المونديال في حد ذاته إنجاز وصعبة المنال، خصوصًا بعدما غابت الجزائر عن مونديال فرنسا الأخير أين إستخلفها منتخب أنغولا الذي إنتزع تأشيرة التأهل من رفقاء بن مني في البطولة الأفريقية الأخيرة التي إحتضنتها مصر مطلع سنة 2016، أفضت بإستقالة صالح بوشكريو الذي تيقن أن الكرة الصغيرة مقبلة على عاصفة هوجاء، ليظل المنصب شاغرًا لأكثر من 18 شهر، عجز على إثره المكتب الجديد للإتحادية عن إيجاد مدرب يقود سفينة الخضر في المحفل الإفريقي القادم بإنغولا أين ستجرى الطبعة ال 32 لكأس أمم إفريقيا بداية من ال 17 جانفي المقبل، حيث كان من المفترض أن يكون الصربي حسن أفاندتش على رأس الخضر وهو ما أعلن عنه رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة اليد الذي نشر صورته رفقة الصربي وكلاهما يوثقان العقد، إلا أن أفاندتش تراجع عن فكرة إشرافه على المنتخب الجزائري لأسباب تبقى مجهولة، ليستنجد لعبان بمدرب أهلي برج بوعريريج حيواني الذي قد يكون كبش فداء يضحى به في حالة إخفاق في الكان المقبل. السنة البيضاء لم تطول اليد الجزائرية على المستوى الدولي وحسب فحتى على المستوى المحلي هناك عدة مهازل حدثت على غرار قضية الاحترازات التي تقدم بها فريق سيدات نادي الأبيار ضد المجمع البترولي في نهاية الموسم المنصرم، والذي إتهم من خلالها المجمع بإشراك ثلاثة لاعبات مغتربات في آخر لقاء الذي حسم على إثره اللقب الوطني لصالح العملاق النفطي عقب فوزه بفارق ثلاث نقاط، رغم أن القانون لا يسمح بوجود 3 لاعبات أجنبيات في الفريق، وهو ما جعل لجنة الانضباط تعاقب المجمع البترولي وتمنح الفوز لفريق الأبيار، قبل أن يتدخل المكتب الفدرالي ويقرر إعادة المباراة في وقت لاحق، وهو ما أحدث ضجة كبيرة.