لم ينعم سكان الباهية وهران ولا حتى ضيوفها من الأجانب و السياح منذ عشرية من الزمن بالتمتع بجمال هذه المدينة المترامي بين أحضان جبال المرجاجو وبأعالي معلم القديسة "سانتاكروز" لاكتشاف الجيل الجديد على الأقل أسرار وهران السياحية والتاريخية حيث حرمت العائلات الوهرانية من الفسحة الجميلة بهذه المنطقة ولم تحافظ القعدة المميزة بضريح الولي الصالح بجبل مولاي سيدي عبد القادر " مول المايدة" على عاداتها وتقاليدها منذ سنوات غابرة وأضحت أهم المعالم التاريخية السياحية المطلة على الساحل الوهراني بعيدة عن أعين السياح وأبناء الباهية مادام أن الوصول إليها لن يكون سيرا على الأقدام ويتطلب وسيلة نقل أو منشأة سياحية تواكب التطور و تضمن راحة مستعمليها وهو ما يجعلنا طرح نفس السؤال الذي يأتي في بال أي مواطن وهراني لم يجد بديلا عن التلفيريك من اجل الوصول إلى قمة" سانت كارورز" أو التمتع بغابة جبل مولاي عبد القادر وهو ما جدوى صرف الملايير من السنتيمات منذ أزيد من 25 سنة على وسيلة ما إن يتم تشغيلها حتى تعود لتختفي عن الأنظار أو تجدها معلقة جامدة لا تعمل أو مركونة في إحدى المحطات ينخرها الصدأ ويطالها التخريب وفي كل مرة يتكرر معها سيناريو الصيانة أو التجديد بحجة العصرنة فمتى سينعم الوهرانيون أولا بمنشاة سياحية عصرية تليق بمكانتها السياحية وأهميتها الاقتصادية لتعود مجددا وتختفي في العصور الماضية وتدفع ثمنها عاصمة الغرب التي لا يمكنها الاستغناء عن مكاسبها السياحية القديمة من أجل وسيلة استغرقت نصف قرن من الزمن ولا زالت عقدة المسؤولين المحليين فقدان الأمان بعد التعطلات والاعطاب ما حدث لتلفيريك وهران في السنوات الماضية بسبب تعرضه لأعطاب وتعطله في كل مرة لم يعد بالنسبة للكثير من العائلات وسيلة أمنة و لم يعد الكثيرون يتقون بوصولهم سالمين لأنهم سمعوا عن مشاكله وكثرة توقفاته فكيف سيتمكن القائمون على قطاع النقل بوهران بإقناعهم بعودة التليفريك في شكله العصري المجهز بأحدث التكنولوجيات حسب ما تضمنه المشروع الجديد الخاص بإعادة بعث وتهيئة المصعد الهوائي في إطار التحضير للألعاب المتوسطية القادمة وهي الأشغال التي امتصت من خزينة الدولة 40 مليار سنتيم تضاف إلى ميزانيات المعتبرة على غرار تلك التي رصدت بقيمة 20 مليار لتصليح منذ 13 سنة بمبلغ يتجاوز ال60 مليار سنتيم التي ذهبت هباء منثورا في تصليح ما يمكن إصلاحه وتغيير العربات القديمة وتجديد الكوابل الكهربائية في عمليات كانت بمثابة مضيعة للوقت ولم تأت بالمفيد خصوصا وأنها اصطدمت بعراقيل أخرى حالت دون تشغيل التليفريك منها تماطل المؤسسة السويسرية سابقا في الأشغال التي زادت من حجم الخسائر المسجلة ليفسخ عقدها ويفتح هذه السنة ملف التلفيريك باختيار مؤسسة "كرافنتا" السويسرية المختصة في تجهيز العربات و تركيب الكوابل الكهربائية إلى جانب مؤسسة جيسبا الجزائرية للأشغال العمومية التي باشرت مؤخرا في عملية إعادة تجديد المنشأة انطلاقا من الأشغال القاعدية حتى يتسنى استغلال المصعد في تنشيط الحركة السياحية بالباهية وهران مجددا مع العلم أن هذه الشركة تتولى إعادة بعث التليفريك على امتداد مسافة طولها 8 كيلومتر والأشغال متقدمة بنسبة كبيرة يدخل حيز الخدمة بعد 15 شهرا وبحسب مسؤولي مديرية النقل بوهران فإن مشروع عصرنة التلفيريك من شأنه تبديد الصورة السيئة للتلفيريك من وجهة نظر الوهرانيين و إستعادة الأمل في هذه الوسيلة المستحدثة بمجرد دخوله حيز الخدمة في ظرف عام ونصف خصوصا وأن المنشاة السياحية ستعود إلى الواجهة في شكل مغاير و بمعايير متطورة ومضبوطة في مدة أقصاها 15 شهرا المخصصة لمشروع العصرنة وفي هذا الإطار وأكد المدير الولائي للنقل السيد "مختار رزوق أن جميع التدابير والإجراءات تم اتخاذها من أجل تسليم هذه المنشاة قبل الموعد الكروي الرياضي الهام والمتمثل في احتضان الباهية الألعاب المتوسطية 2021 وهذا حتى يتسنى للرياضيين والزوار التمتع بجمال ولاية وهران هذا وقد أوضح ذات المسؤول أن المشروع عرف تأخرا في انطلاق الأشغال بسبب بعض المشاكل المتعلقة بالمؤسستين اللتين حضيتا بالصفقة لكن تم الفصل فيها من قبل الوزارة الوصية ليتم مباشرة العمل وحاليا تعقد خرجات ميدانية إلى ورشات العمل للوقوف على الأشغال التي إلى حد الساعة تعطي تفاءلا بإستيلام المشروع في موعده مشيرا أنه انه ولحد الآن لازال التفكير في عن الإطار الذي سيشرف على عملية التسيير خدمات تكنولوجية جديدة بالعربات الجمهورية وقفت في زيارة إلى محطات التلفيريك على أشغال التهيئة التي انطلقت هذا الأسبوع حيث وبمجرد وصولنا لا حظنا التغيير الجدري الذي بدا يمس هذه المنشاة بداية من أشغال إعادة تهيئة المحطات الثلاثة و إزالة الأرضيات و الجدران القديمة إلى جانب الأعمدة التي سيتم تجديدها حسب ما كشف عنه المكلف بالمشروع الذي أضاف أن المصعد الكهربائي سيتعزز ب26 عربة عوض 16 بحجم مغاير على شكل بيضوي مجهزة بتقنيات وخدمات جديدة منها هاتف للاتصال و قاطعة كهربائية للشحن الهواتف النقالة إضافة إلى توسيع المركبة ب8 مقاعد بدل 6 من استيعاب عائلة بكاملها في جولة واحدة تستغرق 7 دقائق أما الأشغال الجارية حاليا تشمل التهيئة القاعدية ب3 محطات رئيسية منها محطة النصر بحي الدرب التي تم تجريدها من الأرضية القديمة و كل المعدات على غرار "الميشلار" و المرأب الخاص بالعربات على اعتبار أن الحجم الجديد والعدد الإضافي للمصعد الهوائي تطلب أشغال التوسعة وتهيئة مختلفة تماما عن التليفريك الكلاسيكي القديم وبالموازاة مع العمليات المتواصلة بهذه المحطة تم تجنيد حوالي 40 عاملا لإزالة الجدران و إزالة حوالي 7 أعمدة كهربائية من أصل 14 عمود معني بالتجديد بمحطة سي صالح بحي الصنوبر " بلانتير" وعلمنا أن سيرورة العملية تسير بوتيرة جيدة وتخص بالدرجة الأولى إعادة تجديد المحطات والكوابل بكاملها أما العربات فيتم جلبها جاهزة ومجهزة من الخارج ولن تتطلب أشغال كبرى في التركيب تشجيع السياحة الجبلية هذا ويتوسم القاطنون في أحياء سي صالح سيدي الهواري والدرب إعادة تشغيل هذه الوسيلة التي كانت متنفسا لهم في الثمانينات رغم أنها فترة لم تكن فيها كل الإمكانيات متوفرة قبل أن تجمد لتعود ثم تتوقف لأسباب مختلفة على أمل أن يكون الوجه الجديد للمصعد الهوائي في مستوى تطلعات سكان وهران وضيوفها لفك العزلة عن القاطنين بمحيط حبل مولا ي يسدي عبد القادر من جهة والتخلص من المعاناة التي لحقتهم بعد توقف التليفيريك لعدة سنوات لكونه وسيلة نقل حيوية خاصة في فصل الشتاء للتقليص من هاجس التقلبات الجوية التي تؤدي في الكثير من المرات إلى قطع المسالك الوعرة بهذه المنطقة التي تنعزل كليا بسبب سيول الجارفة من أعالي "جبال مرجاجو" ليصبح التليفيريك المنفذ الوحيد للسكان للتزود بالمؤونة وغيرها وفي المقابل ذلك عودة السياحة الجبلية إلى الواجهة من جهة أخرى هذا ما أشارت إليه مصالح مديرية السياحة التي أكدت بدورها أن إنجاز المشروع يعتبر مكسبا للقطاع خاصة في لإثراء الخزينة الدولة من خلال برمجة جولات سياحية منتظمة للزوار من الداخل وخارج الولاية للتفرج على المناظر الخلابة التي تعتز بها عاصمة الغرب الجزائري ، هذا ونشير أيضا أن المشروع سيكون متنفس للعديد من الشباب البطال ليس بفتح مناصب شغل مباشرة وإنما أيضا بانجاز العديد من المحلات تجارية قادرة على استحداث مناصب عمل ، المشروع انجاز التليفريك سيكون مكسب هام لمدينة وهران ليضاف أيضا إلى جملة مشاريع قطاع النقل منها مؤسسة "الترامواي