تعترض حملات جني المحاصيل الفلاحية الكثير من المشاكل و أصبح أغلب الفلاحين يرددون في كل موسم نفس النقائص خاصة فيما يتعلق بقلة اليد العاملة و غلاء أجورها و عزوف الشباب عن مهنة الفلاح الموسمي فتبقى أراضي شاسعة تنتظر من يجنيها و أمام تأزم الوضع و الخوف من الخسارة يضطر الفلاح إلى بيع محصوله في الأرض للوسطاء و السماسرة قبل اكتمال نضجه و التاجر الوسيط يقوم باحتكار السلعة و تكديسها في غرف التبريد ليبيعها في وقت الندرة و يزيد في سعرها و يلهب جيوب المواطن بحثا عن الربح السريع . كما يضطر بعض الفلاحين للتخلص من الفائض بالمفرغات لعدم وجود حلا أو سبيلا لتسويقها . و قد تكبّد الفلاحون خسائر كبيرة جراء مشكل غياب اليد العاملة خاصة في موسم الاصطياف حيث فرّ الشباب نحو الشواطىء للاستجمام و آخرون تخلوا عن المزارع و راحوا يحضرون ملفات أجهزة التشغيل بدون أي مؤهلات لفتح مؤسسات وهمية . و نقص اليد العاملة بقطاع الفلاحة أرق كثيرا المنتجين حيث اضطر فلاح بولاية مستغانم للتنازل على البطيخ الأحمر بالمجان للمارين بالمزرعة . أما منتجو البطاطا بغليزان قاموا باستئجار أراضيهم ب 7 ملايين سنتيم للهكتار سنويا لتفادي مشاكل الجني و البحث عن العمال . و فلاح بسعيدة يؤكد أن الحل في بيع المحصول للوسطاء. بينما يبحث فلاحو معسكر عن عمال بالولايات المجاورة . و في ولاية عين تموشنت لم تجد الغلة غير النساء لجنيها . في حين اشتكى بعض العمال بسعيدة من الأجر اليومي الزهيد و الذي يتراوح ما بين 800 و1500 دج يوميا مقابل جهد كبير تحت أشعة الشمس الحارقة إضافة إلى غياب التغطية الاجتماعية و التأمين.