تعد عادة «تاكركبة « واحدة من العادات الاجتماعية والطقوس الشعبية العريقة التي لازالت راسخة في يوميات سكان منطقة «توات» بولاية أدرار خلال شهر رمضان المعظم. وتأخذ هذه العادة الشعبية المتوارثة عبر الأجيال تسميتها من ذلك الدف الكبير المعروف ب «تاكركبة» المغلف بجلد الماشية ، والذي يقوم المسحراتي بالضرب عليه بواسطة عصا خشبية، حيث تحدث صوتا ضخما يسمع من أماكن بعيدة في أرجاء القرية، وتتم هذه العادة التي تدخل في يوميات سكان المنطقة خلال الشهر الفضيل بقيام المسحراتي بالقرع على طبلة الدف المجلد « تاكركبة» أو «الدبيبة»، كما يسميها سكان بعض المناطق الأخرى مرددا عبارات الذكر و المديح المتداولة شعبيا حول فضائل الإقتداء بسنة السحور طيلة شهر الصيام. وتشكل تلك القصائد التي يرددها المسحراتي أثناء مهمته عاملا مؤنسا له ر، حيث تعد بارة « صوموا صوموا .. لا تندموا» من أشهر العبارات التي يرددها بها المسحراتي في مهمته. وتستمر هذه العملية طيلة ليالي شهر رمضان المبارك إلى غاية الثلاث ليالي الأخيرة منه ، حين يعمد المسحراتي إلى ترديد عبارات أخرى تنذر بقرب توديع الشهر الفضيل وهو ما يحمل العائلات إلى تحضير مكافاءات المسحراتي تمنح له في فجر يوم عيد الفطر المبارك ، وتشمل مواد عينية كالتمور و الدقيق التي تملأ بها الأكياس التي ينثرها المسحراتي في أزقة القصر لجمع تلك المواد أثناء هذه الجولة التوديعية الأخيرة عرفانا لمجهوده و تشجيعا له للإستمرار في هذه الرسالة النبيلة.