يعتبر قصر " الغاسول " ببلدية الغاسول جنوب شرق ولاية البيض من أعرق القصور القديمة المشهورة بمناطق الجنوب الغربي، حيث يحتل موقعا إستراتيجيا محاطا بالبساتين والجبال، كما أن مبانيه بُنيت بالطين والخشب وجذوع النخيل . ويرجع تاريخ بنائه حسب مصادر من دار الثقافة بالبيض إلى حوالي 8 قرون ، حسب روايات شفوية ، كما يمكن إعطاؤه تاريخا نسبيا ، وذلك بالرجوع إلى التصنيف الذي قام به بعض الدارسين بالاعتماد على الشكل الدائري الذي ينتمي إلى الطابع العربي، فنمطه يعد متطورا ، حيث شيد على حافة طريق رئيسي للقوافل التي كانت تعبر الصحراء الكبرى آنذاك. خصوصا عبر الطريق الرابط بين المشرق والمغرب، و طريق الحج . يعتبر هذا القصر من القصور التي تنسب إلى جبال "القصور" ، الممتدة على طول الأطلس الصحراوي، تحديدا من الحدود المغربية غربا إلى جبل العمور شرقا، وللعلم فإن قصر " الغاسول" قد أخذ تصميمه العام شكلا دائريا ، وهو مدرج من الأعلى إلى الأسفل بمساكن فوق بعضها، ويحيط بالقصر سور به مدخلين، هما الباب الشرقي والغربي ،و تتفرع منه مجموعة من الشوارع الرئيسية و شوارع ثانوية من أزقة و دروب، وكل واحد منها يؤدي إلى المسجد الموجود في قمة القصر، والوجهة الأخرى ممتدة نحو الضريح في الناحية الغربية وتوجد به 3 ساحات، تعرف كل واحدة منها محليا بالرحبة ، أوّلها ساحة مستطيلة الشكل بجوار المدخل الرئيسي يحيط بها مجموعة من الدكاكين ، و الرحبة الثانية توجد أمام المسجد من الناحية الشمالية، والثالثة في الجهة الغربية بجوار الباب الغربي للقصر. تتميز هذه الأخيرة باختلاف أحجامها و تنوع مخططاتها ، فمنها البسيطة والمنتظمة في خطتها و في شكلها ،ومنها ما تحتوي على أكثر من منزل ، إلاّ أن هذه البيوت تتميز بمداخلها المنكسرة في معظم الأحيان يليها إلى الداخل الصّحن الذي تشرف عليه مجموعة من الغرف مختلفة الوظائف، منها مخصص للتخزين والمطبخ الذي توجد به مدخنة في إحدى الزوايا لتفريغ الهواء، وغرفة خاصة للضيوف، وكذلك إسطبل خاص بالحيوانات، إضافة إلى المرافق الصحية الموجودة على جانب المدخل الرئيسي محجوبة عن الأنظار، بداخلها ثقب أو ثقبتين في المسطح من تبليط طيني، يوجد أسفله مجموعة من الأخشاب المتراصة،كما يوجد في جل المنازل عناصر معمارية أهمها الدعامات والأقواس، إضافة إلى وجود دار خاصة لإقامة القائد أثناء الاحتلال الفرنسي ، و هي تقع بشارع المدخل الغربي للقصر ، وقد خصصت منازل للغرض الدفاعي، كأبراج للمراقبة تسمى " الڤارة" و توجد هذه الأخيرة بالناحية الشمالية الغربية للقصر حيث تحيط به عدة مرافق ضرورية.. وللإشارة فإن هذا القصر كان بمثابة مركز تجاري مزدهر لدى البدو، إلى غاية الاحتلال الفرنسي وظل هذا الأخير محطة سياحية بامتياز عبر التاريخ ، يستهوي الزوار والسياح الذين تستوقفهم خصوصيات المباني الطوبية وأسس البناء التي لا تزال تصارع العوامل الطبيعية كالرياح والفيضانات وعامل الإنسان ، وهناك مساع من قبل بعض الجمعيات والمعنيين على المستوى المحلي، للحفاظ على هذه المحطات الأثرية التي تساهم بقدر كبير في جلب الزوار لانتعاش السياحة بولاية البيض .