تستمر عمليات بيع اللحوم غير الشرعية والمراقبة بسوق حي الشهيد محمود "بوجمعة" وهو الموقع الذي لا يخضع لأية مراقبة بيطرية أو تجارية، ورغم ذلك يواصل نشاطه في ظل الإقبال الكبير الذي يعرفه يوميا، حتى خارج المناسبات، ومرد ذلك لمناسبة الأسعار المتعامل بها، كونها تنافسية مقارنة مع أثمان البيع بالمحلات التجارية الأخرى، إذ لا يتجاوز سعر الكيلوغرام 1050 دج، فحتى مع غياب شروط النظافة بالعديد من المحلات وحالات الغش المعروفة بالسوق من خلال تبديل اللحوم وبيع الماعز على أنه خروف والغش في الوزن ومختلف عمليات التحايل التي تحدث عنها الزبائن، إلا أنهم يفضلون هذه السوق، بشرط التفطن لعمليات الغش على أن يستفيدوا من تخفيض الأسعار هروبا من جشع التجار النظاميين . وخلال جولة استطلاعية قادتنا إلى السوق، أمس لاحظنا حركية تجارية كبيرة بهذا الفضاء، بعيدا عن أعين الرقابة التي بررت عدم إدراجه في قائمة المواقع المراقبة بكون نشاطه غير قانوني ومن ثمة فإنه وحسب مصادر من مصلحة المراقبة وقمع الغش بمديرية التجارة فإن تنظيم السوق وتخصيص عمليات تفتيشية به غير ممكن ما دام التجار لا يحوزون أصلا على سجلات تجارية وبالتالي لا يمكن مراقبتهم، إنما توقيف نشاطهم من خلال عمليات مبرمجة تقوم بها مصالح الأمن وهو ما يتم عادة عن طريق حملات متفرقة من حين لآخر لم تردع على ما يبدو، التجار المتمسكين بنشاطهم، حسبما صرحوا به لنا إذ أكدوا بأن عددهم، يتجاوز 50 جزارا وأغلبهم موالون يذبحون الماشية بمزارعهم القريبة من موقع السوق ويبيعون اللحوم مباشرة للزبون وأحيانا وفقا لطلبه أو بعد تفحصه للماشية التي يريدها كما صرحوا بأنهم موالون لهم من الخبرة ما يجعلهم على دراية بحالة الماشية الصحية قبل ذبحها تخوف من غلق السوق كما جدد التجار مطلبهم بإنجاز مذبح بلدي بمنطقة حاسي بونيف، سبق وأن وعدوا به إذ أنهم لا يرفضون تنظيم نشاطهم غير أنه مرهون بتسوية مشكل وثائق الملكية الخاصة بالسكنات التي يستأجرون بها محلاتهم حاليا بمنطقة بوجمعة وهو الأمر الذي حال دون التمكن من قيدهم بالسجل التجاري، العملية التي يطلب ضمن ملفها عقد الإيجار كما يلح التجار على البقاء بنفس الموقع الذي ينشطون به حاليا بالنظر للحركية التجارية المسجلة به إذ أبدى هؤلاء تخوفهم من توقيف نشاط السوق الذي يعرفه الجميع وتعودوا على التسوق منه خاصة خلال المناسبات فسوق "الشهيد محمود" عشية حلول شهر رمضان يصل ذروة نشاطه ورغم زيادة الطلب تبقى الأسعار مقبولة ولا تتجاوز 1100 دج، وهو ما أيدته تصريحات المواطنين لاسيما وأن التجار يوفرون للزبائن البيع بالجملة والتجزئة معا وكلما زادت الكمية انخفض السعر كما يمكن العثور على مختلف أنواع اللحوم : منها لحم "البقري" الذي يباع بأسعار جد معقولة بين 800 و1200 دج ولحم "الديك الرومي" زيادة على أحشاء الخروف والكبد معا ب3000 دج والتي يزيد الإقبال عليها خاصة خلال الفترات الصباحية. انعدام تام لشروط النظافة الجدير بالذكر أن بعض المحلات التجارية التي زرناها تنعدم بها فعلا شروط النظافة فالأحشاء معروضة تحث أشعة الشمس رغم كونها سريعة التلف واللحوم معلقة دون تبريد ومن ثمة فإن التسوق من الموقع يتطلب القدوم باكرا والتفطن لحالات الغش بالتأكد من نوعية اللحوم ومصدرها فيما إذا كانت خروفا أم لا؟ والحرص على استلام نفس اللحوم التي تم اختيارها لأن بعض التجار يتركون الزبون يختار ما يشاء غير أنه وبعد تقطيع اللحم ونظرا للإقبال الكبير ووجود كميات كبيرة من اللحوم على الطاولة يتم تغيير أكياس البضاعة المباعة ناهيك عن حالات الغش في الوزن والمغامرة بشراء لحوم غير مراقبة ومن ثمة فإن مهمة البحث عن السعر المناسب غير مضمونة النتائج