وصف خبراء الاقتصاد لدى الأممالمتحدة وضعية قطاع الصناعة في زمن تفشي وباء الكورونا بالكارثي، حيث قدروا حجم خسائر تصدير الصناعات التحويلية عبر العالم، المترتبة عن انتشار هذا الوباء ب 50 مليار دولار، لا سيما في الصين، باعتبارها أكبر مصدر في العالم خلال العقدين الماضيين، حيث سجلت انخفاضا معتبرا في الانتاج بنسبة 15.7 بالمائة، مس بشكل مباشر صناعة السيارات و الأدوات الدقيقة وأجهزة الاتصالات، وفي هذا السياق كشفت رئيسة قسم التجارة الدولية والسلع لدى الأممالمتحدة قائلة : « إن من بين الاقتصادات الأكثر تضررا مناطق مثل الاتحاد الأوروبي (15.5 مليار دولار) والولايات المتحدة (5.8 مليار دولار) واليابان (5.2 مليار دولار)»، مضيفة هنا « بالنسبة لاقتصادات «الدول النامية التي تعتمد على بيع المواد الخام» فإن الشعور بهذه الأضرار «مكثف جدا «. من جهة أخرى، أجبر وباء كورونا شركات صناعة السيارات بألمانيا على تعليق إنتاجها، الذي أثر سلبا على مبيعات «فولكسفاغن» العملاقة بشكل كبير، وقد كشف المدير التنفيذي للشركة، عن توقيف الانتاج في مصانعها الكائنة بإيطاليا وإسبانيا والبرتغال وسلوفاكيا، كما تستعد لإغلاق مصانعها المنتشرة في جميع أنحاء أوروبا، بسبب تفشي هذا الوباء، الذي أثر على مبيعاتها خلال شهر فبراير المنصرم 2020 بنسبة 24.6 بالمائة، وهو ما سيعمق من معاناة الشركة العملاقة، التي تستعد لدفع تعويضات للمستهلكين الألمان، إستجابة لدعوى قضائية جماعية تتعلق بفضيحة «الديزل»، كما تعتزم شركة «أودي» التابعة لمجموعة «فولكشفاغن»، وقف الانتاج في مصانعها بكل من ألمانيا وبلجيكا والمكسيك والمجر، ونفس المصير تعيشه اليوم، العديد من ماركات السيارات الألمانية الشهيرة ذات الرواج العالمي، كما يشهد قطاع صناعة السيارات في الصين واليابان وكذا كوريا الجنوبية حالة من الغموض، بعد أن أخلط فيروس كوفيد-19 كل أوراقهم وحساباتهم..