على بعد حوالي 10 كيلومترات عن مدينة الرقاصة ولاية البيض، يقع "مسجد الموحدين" المشيد تحت الأرض، حيث تبلغ مساحته 200 متر مربع بعمق 6 أمتار، ولهذه الميزة يختلف عن غيره من المساجد . ولدخوله توجد بوابة صغيرة تقع فوق الأرض،منها ينزل المصلون على سلالم متقنة ، تم إنجازها خلال عمليات الحفر، و الزائر لهذا المعلم يعتقد أن تشييده لمهندس معماري، بسبب التناسق الذي يبدو مدروسا في كل جدرانه وأركانه،وحتى التطابق بين مساحة المسجد،والأعمدة الأرضية ، وحسب الأستاذ ملياني فغن البناء تم سنة 1930، عندما قرر الشيخ "محمد بن بحوص" أن يحفر باطن الأرض ليتخذ منها مسجدا سريا، بعد أن وصل الأمر بالاستعمار الفرنسي إلى منع الجزائريين من ممارسة شعائرهم الدينية من حفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية، وهذا المسجد بمثابة التحدي الذي رفعه هذا الشيخ في وجه جبروت الاستعمار. وقد شهد المسجد خلال فترة الاستعمار الفرنسي تخرج نحو375 طالبا حافظا للقرآن الكريم، والتحق عدد كبير منهم بصفوف الثورة التحريرية الجزائرية المجيدة، كما كان وقتها مخبأ للمجاهدين الجزائريين و مازال منارة للعلم إضافة إلى وظيفته الأساسية للصلاة .