وِهران..تَوليبَةُ البوحِ..

كلّما تَسَلّلْتُ إلى هذه (الوِهران ) أجدُني أُبْعَثُ فيها حُلُمَ صِبايَ بعشقٍ جديدٍ..
1
وتتفتّق وِهران
كأنّها ضحكة الشّمس
حينما تتلاشى
بين يديها
سحائبُ الخريفِ المنفوشةُ
في أهداب الضّحى..
2
وِهران
عروسٌ على قارعة
البحرِ
تغازلها السّفنُ
والنّوارسُ
والخطى المهاجرةُ
مع ريّاحِ الاشتياقِ..
وِهران
وكأنّها كوكبٌ دُرِّيٌّ
تسبحُ ليلَ نهارَ
في مِشكاتها الأرجوانيّةِ
المعلَّقةِ في مرايا
مدينةِ الحبورِ..
3
فصولُ وِهران
حنايا الهمس الهادرِ
نوباتُ جنونٍ
وحبّاتُ رُضابٍ
تروي لهفةَ
شرايينِ الوجعِ..
4
من أوّل لقاءٍ
تُسلِمُ وِهرانُ طارِقَها
مفتاحَ قلبِها
وترسمُ على جبينه
وَشْمَها الرّهيفَ..
وِهران
بلا زيفٍ
تحضن الوافدينَ
بمواويل العشقِ المباح
وتسري إلى جوانحهم
أكاليل بلّورِ البسمات..
5
وِهران
ألفُ صُواعٍ
من خمرةِ التَّجلِّي
وسلسبيلَ بلسمٍ
يفلُّ تتار الألم..
وِهران
شبقيّةُ الانعتاقِ
كلّما قُدَّ قميصها من قُبلٍ
تخلعُ عليها سِحرَ
بلقيسَ
وتبايعُ عرشَ الشّعراءِ
الحالمينَ بالفُتُّوَّةِ
في مَسامات الشّتاءِ..
6
و.ه.ر.ا.ن
وشوشةُ
هوى
روحِ
أنثى
نورانيّةٍ..
وِهران
لالوبةُ عشقٍ سرمديّ
تأوي إليها ظلالُ القصائدِ
من كلّ بوحٍ عميقٍ
وتتساقطُ
في نورها
سِرْبَ فَراشٍ مَهْوُوسٍ
بشطحات الخلود..
7
أنا ووِهران
فلذةُ عُمُرٍ مَكْنونٍ
تحتجبُ تجاعيدُهُ
في عيونِ القمرِ..
وِهران وأنا
حكايةُ حُلُمٍ طفوليٍّ
لا يكدّرُهُ
صُراخُ السّنينَ..
وِهران بوّابةُ وُلوجي
إليّ أنا
إلى تَوليبَةِ انبلاجي
تتلو شذاها
بصمةُ الانتماء..