اللهم رحماك.. رحماك.. فحتّى المهن الإنسانية لم تسلم من جشع بعض البشر.. ويحزنني أن أتحدث عن أولئك الذين يعملون في مجال الطِّبّ وعلاج الأدواء وقد أصبح بعضهم لا هَمَّ له سوى جَنْيِ الدنانير وهي على قلبِه كالمراهم وأمّا راحةُ الناس من الأوجاع ورحمتُه من الآلام وشفاؤه من الأسقام فلا يَشغلُ بالَهُ. فالمُهم عنده أن تمتلئَ جيبُه ولو افتقرَ المرضى أو ماتوا من الوجع والمرض ولكن الدنيا دوارة لمن لا يراجع تصرفاته والحياة ستصفع بعدالتها هؤلاء الذين يتسببون في تعميق آهات البشر. ولا يمكن أن نبخس جهود الأطباء الذين يتعاملون مع مرضاهم بطريقة محترمة ويخففون عنهم هموهم وهؤلاء يستحقون الإنصاف وكل الإحترام ولكن يبدو أننا بحاجة في هذا الزمان إلى البحث عن الطبِّ النَّبيل لا البَديل ورحِم الله الطبيبَ الذي يقول: اللهم الأجرَ قبلَ الأُجرة فلِله دَرُّه ما أزكى نفسَه وما أنبلَ خُلُقَه!. أدام الله علينا وعليه نعمة القناعة والرضا ورقنا العافية والأمان وأسدل علينا جلباب الستر والغفران..