- «مسيرو الأندية لا يعرفون القيمة الحقيقية للمدرب» - «التنافس على جلب المؤطرين الأجانب ساهم في تفاقم الوضع » يرى المدرب محمد حنكوش أن تعيين المدربين في الأندية الجزائرية لا يتم وفق دراسة صحيحة لاحتياجات النادي وهو ما يتسبب في ظاهرة استهلاك المدربين التي تعرفها بطولة الرابطة المحترفة الأولى. ومعلوم أنه وإلى غاية الجولة الثامنة تم تغيير أكثر من 10 مدربين. ويقول حنكوش في تصريحه ل«الجمهورية" بخصوص هذه الظاهرة: "الأندية عندنا عندما تريد جلب مدرب لم تعد تهتم بأهداف النادي وسياسته الرياضية بل تجلب المدرب الذي يقترحه عليها المناجير الذي يراعي فقط مصلحته المادية أو المدرب الذي أوصتها به جهات أخرى، وعليه فإن تعيين المدرب ليس مبنيا على أسس صحيحة من البداية، فبعض مسيري الفرق لا يعرفون الأهمية الحقيقية للمدرب حيث يعتقدون أن مهمته تقتصر على إجراء حصص تدريبية للاعبين وفقط، في حين المدرب هو في الحقيقة سياسة رياضية ومناجير عام ونحن لا نزال بعيدين عن هذا المستوى، فتعيين المدربين أصبح عشوائيا حيث بمجرد إقالة المدرب الفلاني من الفريق الفلاني يقوم الفريق الجار بالإتصال به وجلبه وهكذا دواليك، فالمسؤولية مشتركة بين المسيرين والمدربين، على سبيل المثال إذا كنت انا رئيسا لفريق وأسمع بأن مولودية العاصمة اقالت المدرب كازوني على الأقل يجب أن أستفسر عن هذا التقني قبل جلبه". كما يرى حنكوش ، المتوج مع مولودية وهران بكأس الجمهورية كمدرب سنة 1996 ، أن ظاهرة تنافس الأندية الجزائرية على استقدام المدربين الأجانب ساهمت في استفحال استهلاك المدربين ، حيث يضيف: "نلاحظ اليوم تنافسا بين الفرق على مجموعة معينة من المدربين الأجانب الذين ليس لهم المستوى للعمل في بلدهم لكنهم ينشطون دائما في بطولتنا، عموما تنقصنا معرفة القيمة الحقيقية للمدرب، يجب على رؤساء الفرق عند التعاقد مع أي مدرب أن يراعوا أهداف النادي وسياسته وأن يكون العمل على المدى البعيد من خلال عقد يمتد لعامين أو ثلاثة على الأقل وليس طرده بعد أول هزيمة". ويدعو المدرب حنكوش إلى إصدار قوانين جديدة تصب في مسعى التقليص من ظاهرة استهلاك المدربين ، حيث يقول في ذات الصدد: "صحيح أن هناك قانون يمنع المدربين من الإشتغال مع أكثر من فريقين في الموسم الواحد لكنه يجب بالمقابل سن قانون آخر يمنع الأندية من التعامل مع عدد كبير من المدربين بالرغم من أننا نعلم أن النادي المحترف الحقيقي له الحق في التصرف في فريقه كما يريد ، لكن واقعنا مغاير ويجب التعامل معه...عموما الحل عميق جدا ويبدأ من المسؤولين عن كرة القدم الجزائرية بشكل عام لأنه عندما يكون المسؤول المناسب في مكانه فالكل سيسير في الطريق الصحيح". «المرحوم قاسم ليمام أفضل مثال عن الرئيس الذي يفقه في التسيير» واستدل المدرب حنكوش بالمرحوم قاسم ليمام كمثال عن رئيس النادي الذي يفقه في كرة القدم والذي يجب أن يحتذي به رؤساء الأندية، حيث قال عن عملية تعاقده مع مولودية وهران للإشتغال بها كمدرب سنة 1996: "أتذكر سنة 1996 عندما اتصل بي المرحوم قاسم ليمام لأشرف على مولودية وهران تحدث معي في البداية عن بعض الأمور التقنية واستفسر عن الخطط التي أعمل بها فأجبته بأنني لا يمكنني التحدث عن أي خطة أو تكتيك حتى أتعرف على اللاعبين وإمكانياتهم وعلى الفريق وهنا قال لي: أنت هو المدرب الذي أريده، ولو قلت لي سأطبق هذه الخطة وهذا التكتيك لم أكن سأتعاقد معك، هذا هو المثال عن الرئيس الحقيقي الذي يفقه في الكرة لكننا اليوم أصبحنا نفتقد لمثل هؤلاء المسيرين في كرتنا للأسف".