رغم أن ظاهرة إقالة و استقالة المدربين في عالم كرة القدم تعد عادية و منطقية في جل دول العالم ، لكن عندنا و في الكرة المحلية على وجه التحديد نجدها قد فاقت كل الحدود بالنظر إلى الازمة المالية التي تمر بها الفرق جراء جائحة كورونا و تكاليف البروتوكول الصحي ، التي يشتكي منها رؤساء الفرق كلما أتيحت لهم الفرصة للظهور إعلاميا ، لكن حينما يأتي الأمر عند القرارات الارتجالية و ضغط الشارع الذي تفرضه النتائج بعيدا عن الأهداف المدروسة و المسطرة . ما يحتم عليهم اشهار سيف الحجاج في وجه مختلف الأطقم الفنية و أحيانا لأسباب واهية لا علاقة لها بكرة القدم ، الاقالة أو الاجبار على الاستقالة أحيانا تحت عنوان فسخ العقود بالتراضي ، أسفر خلال ال8 جولات من الرابطة المحترفة الأولى عن اقالة 11 مدرب و هم كازوني برنارد من مولودية وهران ، بوغرارة من اتحاد بلعباس ، عباس وداد تلمسان ، لكناوي نصر حسين داي ، سيكولني (لأسباب انضباطية) ، دزيري أهلي البرج ، عمراني شباب قسنطينة ، بوعكاز اتحاد بسكرة ، زلفاني و بوزيدي ، باشا نجم المقرة ، زلفاني و بوزيدي من شبيبة القبائل هذه الاخيرة التي تعد اول فريق يدفع غرامة 100 مليون سنتيم التي وضعتها لجنة تحويل اللاعبين و المدربين على مستوى اتحادية كرة القدم و الرابطة المحترفة ، كإجراء ردعي عقب استنفاذ اجازتين لكل فريق ، حيث جاء هذا الاجراء عقب فرض قانون إجازتين لكل فريق الذي فتح الباب امام التلاعب والتحايل بجلب مدربين بإجازات مسيرين حتى يتم السماح لهم بالجلوس على دكة البدلاء أثناء المباريات الرسمية في مختلف المنافسات . وهي الغرامة المرشحة للارتفاع مستقبلا حسب ما كشف عضو المكتب الفيدرالي العربي أومعمر لمجابهة هذه الظاهرة المشينة ، اما بالنسبة للمدربين الاجانب فقد صارت الاتحادية الجزائرية ، مهددة كل موسم بعقوبات قاسية في حال عدم دفعها لمستحقات فك النزاع بين المدربين و بين الفرق الجزائرية التي تجر إلى أروقة الفيفا و المحكمة الرياضية الدولية ، لتدفع الفاف تلك المستحقات زائد الغرامات بالعملة الصعبة على أن تسحب من حقوق البث التليفزيوني من الأندية على غرار ما حدث لكازوني مع مولودية الجزائر و كفالي مع مولودية وهران ، ألكاراز و دويلد مع المنتخب الوطني سواء في فترة محمد روراوة أو رئيس الفاف الحالي خير الدين زطشي في قيمة مالية اجمالية بين الرباعي بلغت ال20 مليار سنتيم ، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة مع قضايا جديدة و بلغة الأرقام و على غرار السنوات الخمس الاخيرة تعد قضية عدم الاستقرار على مستوى مختلف الأطقم الفنية في فرق الرابطتين الأولى و الثانية ، التي جاءت فيها البطولة الجزائرية في المرتبة الثالثة عالميا خلف كل من البطولتين البوليفية و التونسية أكثر تميزا من حيث إقالات المدربين على حسب المرصد العالمي لكرة القدم بمعدل 7.9 مدرب لكل نادي ، في حين شهدت مرحلة الذهاب للموسم المنصرم استهلاك 36 مدربا بما أنه لم يستكمل بسبب جائحة كورونا ، ليبقى السؤال مطروحا كيف ستكون حصيلة الاقالات مع انطلاق بطولة القسم الثاني ؟ المقررة في ال12 فبراير القادم .