الحصول على معلومات دقيقة وتفاصيل حول مكونات وصفة الشعوذة المتوفرة بأغلب محلات بيع الأعشاب كاد أن يكون مستحيلا إلى أن وجدنا محلا قديما بإحدى أحياء المدينة قادنا له أحد موزعي التوابل بعد أن أكد أن ما نريده موجود عنده و أفادنا بمعلومات مفزعة حول المواد المتوفرة لديه، توجهنا الى المحل وكان صاحبه عجوزا تجاوز عمره الثمانين وذبلت هيئته إلا أنه لازال قائما على صنعته، ذهلنا لما داخل المحل من أشياء مفزعة فعلا معلقة أمام العيان، قرون، وجلود الحيوانات وما تمكنا من معرفته هو جلد الأفعى أو كما سماه العجوز ثوب الأفعى ومختلف أنواع الأفاعي، وجلد ثعلب أو ذئب وحتى أسنانه، وأغلب هذه المواد مجففة وتتراوح أسعارها بين 2000 دج الى 50 الف دج، حسب الزبون. رحب بنا صاحب المحل الذي نادرا ما تزوره وجوه جديدة كما قال فهو يعرف زبائنه أو زبوناته إن صح التعبير ولكن إضطررنا للقول أننا قصدناه لأمر ما من طرف إحدى زبوناته، ونسينا ما نطلب لغرابة المشهد، ورائحة المكان المقرفة، سألناه عن ريش الهدهد، فذهب مباشرة لإحضاره بخطواة ثقيلة، ثم سألناه عن تلك الجلود والأشياء المعلقة فقال أنها تستعمل لعدة وصفات، وسألنا عن ما نريده تحديدا، ولأننا لم نتوقع السؤال طلبنا منه تفسير استعمالات كل مادة وأسعارها لنخبره لاحقا بما نريد، فراح يشرح دون تردد، أما جلد الخنزير «أعزكم الله» فيستعمل لتغليف «الحجوب» وجداول السحر التي تدفن تحت التراب، وقال أن هذا الجلد لا يتحلل إلا بعد مئات السنين ويصل سعره إلى 5 آلاف دج لقطعة لا تتجاوز بضع سنتيمترات، ويستعمل جلد الحية والسحلية «زرزومية» لسحر المحبة يضيف صاحب المحل، حيث تجفف هذه المواد حسبه وتخلط مع عقاقير أخرى وسوائل وتوضع في أكل الهدف تعجبنا لما نسمع، ولم نتوقع أن الكلام عن أشياء دنيئة ومؤذية وفضلا عن ذلك محرمة سيكون بهذه البساطة، كان علينا المواصلة خاصة وأن العجوز كان مسرورا بنقل علمه المزعوم وشرح كل ما هو مبهم، وأضاف أن لديه وصفات مجربة وناجحة لسحر المحبة على أساس أن هذا سحر ليس فيه أذية وراح يسمي بعض الأعشاب المتوفرة لديه مثل «السالبة والجالبة والهبالة والساكتة، والشمع الأحمر والأسود..» كما حصلنا على حقائق مدهشة ومفزعة لاتسمح الأخلاق ولا الدين بالحديث عنها غير أن غالبية النسوة المعتادات على السحر والشعوذة يعرفنها جيدا ابدينا إنبهارنا بهذا العجوز وبما لديه من أشياء ومعلومات قلنا أنها مفيدة لنحصل على المزيد من التفاصيل، وحقيقة بهرنا عندما لمحنا علبة فيها أقفال حديدية « كادنة» ومسامير، وبعض الحيوانات المجففة «جيفة» مثل القطط والسلحفاة وحيوانات أخرى لم نتمكن من معرفتها، وهنا إضطررنا لمغادرة المكان بحجة مكالمة مستعجلة توجهنا بعدها حاملين صدمة كبيرة لواقع لم نكن نعلمه بهذه القسوة والدنائة الى محل متخصص في بيع التوابل وبعض الزيوت والأعشاب، وأخبرناه مباشرة بما رأينا عند المحل السابق، فأخبرنا الباعة بأمور كثيرة تخص موضوع تحقيقنا، أن أغلب محلات بيع الأعشاب تنشط في السحر والشعوذة وتوفر كل المواد الموصوفة من كتب وطلاسم وجلود حيوانات وحتى أسنانها وحتى عظام الموتى ولكن غالبا ما يحتال الباعة بتقديم أمور مشابهة مقابل أموال طائلة لكون الحصول على بعض المواد أمر صعب يعتمدون لتوفيرها على بعض الصيادين الذين يتعاملون معهم وقال صاحب المحل أن 90 بالمائة من زبائن هذه الاوكار هم من النساء يشترين الوهم والخراب بأموال طائلة، واعترف أحد الباعة أن هناك عقارات ليس لها أي مفعول على المسحور غير التسبب في أمراض خطيرة بسبب تناول «الجيفة» التي توضع في الأكل لتتراكم في جسم الضحية السموم والميكروبات التي تؤدي إلى السرطان. ح.ت