الرسام الشاب سويلم عبد النور هو أحد الرسامين الذين يسافرون يوميا بحثا عن الحقيقة الإبداعية للريشة،.. عمره 26 سنة ومع ذلك يحلق بالمتأمل للوحاته إلى عالم سحري يخرج فيه كائناته وأبطاله في شكل مستحدث يجمع بين الطرافة والتجاوز للأسلوب الأكاديمي . ولد عبد النور ونشأ بمدينته تيميمون ، لم يتلق يوما أي تكوين في فن الرسم ، كما لم يلتقي بفناني هذا العالم الإبداعي الجميل ، باستثناء الرسام « عشار عبد العاطي « الذي يتمنى له الشفاء العاجل ويكن له كل التقدير ، والسؤال المطروح هنا كيف تمكن عبد النور من النجاح والتألق بريشته بهذا الشكل السحري الخرافي في لوحاته ؟ .. وفي هذا الصدد يقول سويلم عبد النور « كنت في طفولتي أتأمل كثيرا تراثنا التقليدي والحرفي، وكنت أرسم ما يدور في مخيلتي من صور لأبطال الأفلام الكرتونية مثل أبطال « الديجيتال «، ، كما كنت أنقل انطباعاتي ومشاعري على لوحات مزينة بالخطوط والألوان التشخيصية ،التي تعطي أبعادا تشكيلية ومضامين فنية وإنسانية تتجاوز المضمون المحلي الضيق «.، ويشير محدثنا إلى أنه ولج عالم الإبداع وهو صغير ، فرغم بساطة رسوماته إلا أنها كانت رائعة في شكلها الطفولي ، بشكل لفت انتباه أبناء حيه الذين أحبوا خربشات قلمه وألوان لوحاته ، ما حفزه على نسخها وإهدائها لهم، ولم تلبث أن تحولت هذه الموهبة عبر مراحل عمره إلى طاقة هائلة ،نجح في التعبير عنها بطريقة مبتكرة ، موضحا هذا الشاب العشريني أنه لم يدرس فن الرسم وقواعده في أي معهد ،حتى أنه يجهل أية مدرسة ينتمي إليها فنه .. ومن جهته أثنى أحمد على موهبة ابن حي عبد النور قائلا « مهما كانت أدوات عبد النور وخاماته بسيطة ، إلا أنه يستطيع أن يجعل منها فنا ينال الإعجاب «، مع العلم أن الرسام سويلم عبد النور يستوحي أعماله من أفلام الرعب والأفلام الكرتونية ، ويضيف عليها مسحات جمالية بأنامله الإبداعية، ..وحسبما كشفه هذا الأخير فإنه يمارس فن الرسم التشخيصي لغاية واحدة ، وهي الرغبة في تجسيد الخانة الإبداعية في رسوم تستمد ذاتيتها من الواقع التراثي الجميل .