تعيش العديد من أحياء ولاية ادرار ،على صفيح ساخن ،بسبب تفشي ظاهرة صعود المياه المستعملة وتسربها في الهواء الطلق ،خاصة نحو البساتين وغيرها ،في ظاهرة أضحت مقلقة جراء انتشار الحشرات والروائح الكريهة مع تهديد واضح للمحيط.وأكد مختصون في هذا الشأن ،ان الظاهرة أصبحت تميز أغلب القصور بالنظر إلى عدة خصوصيات ،إذ انه رغم برامج انجاز شبكات صرف المياه إلا أن هذا الوضع لا يزال يميز العديد من القصور التي تعاني من تسرب وصعود المياه إلى السطح ،كما هو الحال ببلدية سالي الواقعة بنحو 130 كلم عن عاصمة الولاية ادرار ،جراء تسرب المياه من المصب الرئيسي ،حيث تشكلت برك مائية ملوثة جراء انسداد البالوعات وامتلاء مجمعاتها ما حول مصب الصرف الصحي نحو البساتين والسكنات . مناطق رطبة مصنفة عالميا تغزوها مياه ملوثة ونفس الخطر يهدد بلدية تمنطيط بسبب انفجار حفر جمع المياه المستعملة ،المتسربة نحو بساتين النخيل بمنطقة أولاد يحي ،والمصنفة كما يعرف الجميع ،ضمن المناطق الرطبة عالميا ،لكن للأسف أصبحت منذ سنوات خلت تشكل كارثة بيئية بسبب صعود المياه المستعملة إلى السطح ،ما ساهم في انتشار الحشرات وفي مقدمتها البعوض ،وانبعاث الروائح الكريهة التي وصلت حتى قصور زاوية سيدي البكري المجاورة للبلدية . وفي هذا الصدد ،أوضح سكان المنطقة ،أن مديرية الموارد المائية لولاية ادرار لم تلتزم بربط حفر المياه المستعملة لقصر تمنطيط بشبكة قصر زاوية سيدي البكري عبر الشبكة الرئيسية لقصر تمنطيط . وأضافوا ،ان البلدية قامت بربط شبكة المياه المستعملة لقصر زاوية سيدي البكري بالشبكة الرئيسية لقصر تمنطيط بدون ربط الحفر المعنية بالتسرب .وغير بعيد عن بلدية تمنطيط ،تشهد قصور بلدية انزجمير كوارث بيئية خطيرة بسبب انسداد قنوات الصرف الصحي وطفوها إلى السطح ،حيث أصبحت العديد من البيوت والأزقة والبساتين بقصر تيلولين الوسط (عجرود)غارقة في المياه القذرة النابعة عن بالوعات شبكة الصرف الصحي ،مما ساهم في انبعاث روائح كريهة من كل مكان . هذا الوضع أصبح يشكل ظرفا بيئيا جد خطير قد يتسبب في أمراض خطيرة للساكنة جراء انتشار البعوض والحشرات السامة ،مما استدعى هجرة جماعية للبيوت والبساتين من قبل سكانها بعد ان احتلتها المياه القذرة .والجدير بالذكر ،أن السلطات المحلية وقفت على حجم الكارثة لمعرفة الأسباب واقتراح الحلول بالتعاون والتشاور مع جمعية الحي والمواطنين ،كما شكل رئيس الدائرة خلية أزمة عاجلة لإيجاد الحلول ،متكونة من مختلف القطاعات بما فيها ساكنة القصر والتي باشرت عملها في انتظار حل الأزمة وإيجاد الحلول . سكان تيمياوين يجاورون برك مياه الصرف وبأقصى جنوب الولاية ،يعيش سكان بلدية تيمياوين الحدودية التابعة لولاية برج باجي مختار ،بجوار برك مياه الصرف الصحي ،وأوضح المواطنون بان الانسداد وقع على مستوى الشبكة الرئيسية الناقلة لمياه الصرف الصحي على مستوى الطريق الوطني رقم 06 ،حيث قام عمال البلدية بتغيير القناة الرئيسية ،إلا ان عدم تمكنهم من إصلاح الخلل ثم ترك المياه تطفو على وجه الأرض وسط الطريق وبين سكنات المواطنين مشكلة بؤرة لانبعاث الروائح الكريهة والحشرات الضارة ومرتعا تشرب منه المواشي والأبقار الحلوب مما ينذر بكوارث وانعكاسات صحية على المواطنين .ومما زاد من استغراب المواطنين انه بجوار البركة المائية المذكورة آبارا تقليدية يتزود منها المواطنون بمياه الشرب لا تبعد عن سطح الأرض سوى بعشر أمتار ،مما زاد من مخاوف السكان في تلوث مياه تلك الآبار. كما تعيش شوارع مدينة برج باجي مختار هي الاخرى ،أوضاعا كارثية جراء تسربات قنوات الصرف الصحي والتي باتت تهدد صحة المواطنين جراء تراكم الحشرات الضارة وكل أنواع الزواحف الخطيرة ،في ظل انتشار البرك هنا وهناك .في هذا السياق ،أوضح القائمون على قطاع الري بالولاية . 1 مليار دج لإبعاد مصب الصرف عن التجمعات السكانية إن مدن ولاية ادرار تتوفر على شبكات الصرف الصحي بأقطار 250 و 315 ،و400 ملم للمصبات الرئيسية ،والتي أصبحت لا تستوعب التدفق حيث تفتقر هذه المدن لمخطط توجيهي لشبكة الصرف الصحي . كما أكدوا على ضرورة انجاز مخططات توجيهية للشبكة على مستوى كافة مدن الولاية ،وإعادة انجازها بأقطار كبيرة تتماشى والتوسع العمراني الذي تشهده هذه المدن .وفي سياق متصل ،صرح وزير الموارد المائية خلال زيارته الأخيرة لولاية ادرار ،ان تحسين الربط بشبكة الصرف الصحي تعد من أولويات القطاع بهذه الولاية ، معلنا عن تخصيص عملية مستعجلة بمبلغ 01 مليار دج ستوجه لانجاز قناة تحويل على مسافة 3800 متر طولي لأبعاد المصب النهائي للصرف الصحي عن التجمعات السكنية . وأضاف الوزير في ذات السياق ،ان الولاية ستستفيد من مشروع انجاز محطة جديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي وفق المعايير التقنية المعتمدة من اجل إنهاء معاناة سكان المنطقة
