- الدكتور شاميل بوطالب رئيس المؤسسة : الأمير رمز الوحدة الجزائرية - الأستاذ محمد الأمين بلغيث: ما يشاع بمواقع التواصل الاجتماعي يجب محاربته
تزامنا مع الذكرى ال 138 لوفاة الأمير عبد القادر و الذكرى ال 184 لمعاهدة "تافنة" نظمت مؤسسة "الأمير عبد القادر" أمس بفندق " المريديان" ملتقى وطني أكاديميي ممنهج تحت شعار "الذاكرة و توحيد اللحمة الوطنية " ، تمحور حول السلم و العالمية في مسيرة الأمير عبد القادر الحسني الجزائري ، عرف حضور عدد معتبر من الأساتذة و الباحثين الجامعيين و مشايخ الزوايا الذين ثمنوا تنظيم هذا اللقاء الذي تطرق الى شخصية و مسار مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة . وأكد الدكتور بوطالب شميل رئيس "مؤسسة الأمير عبد القادر" بان الأمير عبد القادر هو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة بكل معانيها ، و أن معاهدة تافنة أعطت الحدود العصرية للجزائر من غربها إلى شرقها بما يقارب 3 أرباع الجزائر التي نعرفها حاليا ، مشيرا الى أن هذا البطل قاد الجزائر و عمره لم يتجاوز ال 24 عاما ، و في سن 26 سنة كان قد تمكن من تحقيق العديد من المكاسب ضمن 116 معركة خاضها ووحد الجزائر و أصبح رمز المقاومة و الوحدة الجزائرية رغم قوة الجيش الفرنسي ، و نوه بأن هذا الرجل السياسي و العسكري البطل يشهد له العالم و خصومه بعظمته ، علما بان أعظم دولة و هي أمريكا قامت حسبه باطلاق اسم هذا الزعيم "الكادير " على إحدى بلدياتها . رجل سلم أعطى معنى للتاريخ و هو نفس ما أكدته الأساتذة دواجي حساين دليلة رئيسة المجلس العلمي للجمعية الثقافية للأمير عبد القادر و التي صرحت بأنه رجل السلم و نموذج يرتكز على محوري الشرعية و الانسانية التي كان مهتما بها اهتماما بالغا ، و التزم بها منذ مبايعته الى غاية نهاية الحرب ، حيث كانت الشرعية بالنسبة له أساس السلطة التي ترأسها طيلة المقاومة و كان خلالها معتمدا على معايير الكفاءة و النزاهة و مركزا على العدالة و الحقوق الإنسانية ، و استشارة الأخصائيين من الفقهاء في مجلس الشورى في الإشكالات المتعلقة بالحياة الاجتماعية و حالات الحرب و الشريعة و غيرها ، ويلجأ الى شيوخ فاس و الأزهر ، و أشارت إلى أن إنسانيته كانت مستمدة من القرآن و السنة النبوية حيث تميز بالأدب و الأخلاق و السلم و المسؤولية و أعطى معنى للتاريخ . خاض 116 معركة و هزم خلالها 16 جنرالا هذا و أوضح الدكتور محمد الأمين بلغيث أن الأمير عبد القادر رجل كبير ترك بصمته في حوليات الجزائر التي تعود الى 10 آلاف سنة و هو محي الدولة الجزائرية الحديثة التي ننعم بحدودها الحالية ، و أكد بأنه شخصية عظيمة و كبيرة خاض 116 معركة أمام أكبر جيش في العالم هزم خلالها أكثر من 16 جنرال ، وهو صاحب كرامة و مروءة ، سعى جاهدا من أجل تحرير بلده من الاستعمار الذي سيطر على الجزائر ووهران و نوه بأن هذا البطل العظيم و الكبير تعرض للإتهامات الباطلة وتشويه صورته ليس من قبل وسائل التواصل الاجتماعي فحسب بل منذ فترة طويلة ، و لكن في مسار حوليات الجزائر لابد من تقييم شخصية الرجل من خلال الذين عاصروه ، و أوضح بأن معاهدة تافنة تتعرض بدورها الى التشويه و التزوير من قبل أطراف كثيرة . و قال المتحدث بان الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة تحققت به و في دولته مجموعة من القضايا أهمها العودة الى الشعب من خلال "بيعة شجرة الدردار" و استطاع أن يؤسس دولة رغم كل الظروف مع انه واجه عدة معوقات نتيجة تعرضه الى استنزاف طاقته في الغرب ، و أشار الى أن غالبية العائلات العالمة و الشريفة و القبائل تركت خلال تلك الفترة الجزائر و توجهت الى المغرب و صرح الدكتور المحاضر أن معاهدة تافنة هي انتصار دبلوماسي في التاريخ ، جاءت بطلب من الفرنسيين رغم انه في تلك الفترة كان الامير بأمس الحاجة الى السلم مع العدو نظرا لأن جيشه استنزف طاقته الاساسية ، و أكد بان الأمير عبد القادر و جيشه و دولته تعرضت حينها الى الاختراق من قبل جواسيس فرنسيين و على رأسهم ليون روش اكبر شخصية استطاعت أن تعطي المعلومات جيش الأمير ونقاط ضعفه، و نوه الى أنه لم ينهزم في 17 سنة ، الا في قلة من المعارك و حقق انتصارات كبرى و منها معركة المقطع التي تدرس حتى في الجامعات الامريكية الى جانب ذلك تطرق الاستاذ الى بعض البنود التي جاءت بها معاهدة تافنة و من ضمنها حدودنا الادارية الحالية مشيرا الى أنها ليست من صنع فرنسا ، و أن للأمير الحق في استعادة تلمسان بما فيها من سلاح و بارود ، و أن يقوم الجيش الفرنسي باعطاء الأمير عبد القادر 5 آلاف بندقية عام 1837 من أحسن البنادق ، اضافة الى أنه لم يعترف لفرنسا الا بالجزائر ووهران ، و دعا الدكتور بلغيث الى ضرورة قراءة التاريخ في مساره الحقيقي بعيدا عن تزوير الحقائق ، مؤكدا بان الامير عبد القادر هو رمز و روح تاريخ الجزائر المعاصر و رمز السيادة و الكرامة و الدفاع عن الذات و عن الاسلام ترك مسارا تاريخيا مميزا . فخر للعرب و المسلمين و بدوره أشاد الأستاذ عيسى الاخضري بمواقف الأمير عبد القادر وببطولاته التاريخية قائلا بأنه صاحب القلم و السيف و اللسان و الروح الطاهرة ، و هو فخر للعرب و المسلمين و الأحرار في العالم بأخلاقه الرفيعة و بمقاومته الشريفة و خصاله الحميدة ، و طالب بضرورة توثيق هذه المحاضرات و توزيعها لتعميم الفائدة و تبليغ الرسالة لضمان استمرار و مواصلة أمجاد الأجداد مع الأحفاد. الأمير ينتمي الى الطريقة القادرية و الأكبرية و ما تجدر الإشارة اليه هو أن حتى مشايخ الزوايا و من بينهم صالي الحكمة ثمنوا بطولات الأمير عبد القادر الجزائري الذي ينتمي الى الطريقة القادرية و الأكبرية جاهد العدو ، و نوهوا الى انه ارتأوا المشاركة في هذا الملتقى عرفنا ووفاءً لهذا الرمز الذي وحد الدولة الجزائرية .