سجلت مصالح الحماية المدنية خلال الفترة الممتدة ما بين شهر جانفي إلى غاية أوت المنصرم، وقوع أكثر من 1522 حادث مرور عبر طرقات الولاية المختلفة، منها الطرق الوطنية رقم 2 و4 و11، حيث أسفرت عن وفاة وهلاك 44 شخصا أغلبهم شباب، تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 40 سنة، وإصابة 1345 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة حولوا لتلقي العلاج بمختلف المصالح الإستشفائية بإقليم الولاية، حسبما كشف عنه رئيس خلية الإعلام والعلاقات العامة على مستوى مديرية الحماية المدنية. كما كشفت مصادر مطلعة من مديرية الحماية المدنية لولاية وهران، أنه يتم تسجيل من خمس (5) إلى عشر (10) حوادث مرور يوميا، وذلك على مستوى كل الطرقات الولائية، وعلى الأخص بالطريق السريع رقم 84 المؤدي للطنف الوهراني. فهذا المسلك لا يزال يشكل النقطة السوداء التي لم يتم التحكم فيها نهائيا، خاصة مع إقتراب موسم الإصطياف، وذلك بسبب التوافد الكبير لمستعملي هذا الطريق، سواء من قبل سكان المنطقة الساحلية، أو من قبل المصطافين المتجهين نحو الشواطئ لقضاء فترة من الراحة والإستجمام في هذه الفترة من الصيف. لكن للأسف الشديد فإن الإزدحام ومحاولة التسابق بين السائقين وانتهاج البعض للسرعة الفائقة، كثيرا ما يتسبب في حوادث يكون جلها مميتا، لا سيما مستعملو الدراجات النارية الذين غالبا ما يكونون ضحايا المناورات التي يقومون بها، أو يتسببون في حوادث لآخرين. كما أنه بالإضافة إلى طريق الكورنيش، نجد أيضا أن الطرق الوطنية منها الطريق الوطني رقم 02 المؤدي إلى بلدية مسرغين، والطريق رقم 04 المؤدي إلى دائرة وادي تليلات، إضافة إلى الطريق الوطني رقم 11، أصبحت هي الأخرى تشكل خطرا على مستعمليها، حيث يتم بشكل يومي تسجيل عدد من حوادث المرور، عادة ما تكون ناجمة عن إنحراف المركبات أو تصادمها فيما بينها. وتشترك الأسباب في هذه الحوادث فيما بين العامل البشري الذي مرده إلى السرعة المفرطة للسائقين، والعامل المادي المتجلي في وضعية الطرقات، التي تفتقد غالبيتها إلى صيانة والدراسات الميدانية المستمرة، وكذا حالة بعض المركبات التي يعمل أصحابها على مراقبة ومعالجة أعطابها التقنية. كما خلصت مضامين المداولات الخاصة بالقضايا التي مرت أمام مجلس قضاء وهران، والخاصة بتصريحات المتابعين في إرتكاب هذه الحوادث، أن جل مرتكبيها يقرون على تبرير ما إقترفوه بدافع مرورهم بمشاكل إجتماعية، تدفعهم لتناول الكحول والقيادة دون وعي، إضافة إلى تبريرين آخرين لأفعالهم بتعمد السرعة في القيادة لإرتباطهم بمواعيد طبية، أو نقل مرضى لتلقي الإسعافات، وأخرين يجمعون على أسباب إرتكابهم لحوادث المرور مرده إلى ضيق الوقت الناجم عن قوانين الحجر المحددة لمواعيد الإلتحاق بمنازلهم، ما يدفعهم إلى الزيادة في السرعة ما ينجر عنه إرتكابهم لهذه الحوادث. كما أوضحت مصادر مطلعة من الحماية المدنية أن جل الحوادث المسجلة ناجمة عن إنحراف مركبات الضحايا، أو إصطدام ما بين مركبتين أو مركبة بدراجة.