صفقات خارج إطار القوانين الدولية

مناجرة سماسرة ولاعبون تائهون

لمهضومة وهو ما يؤكد حسب مرزقان أن بعض المناجرة لا يتمتعون بالمصداقية كبيرة .تعد مهنة وكيل أعمال اللاعب من المهن الجديدة التي دخلت مسرح كرة القدم في منطقة المغرب العربي ، تزامناً مع تطور مفاهيم الاحتراف هذه الدول و من بينها الجزائر ، وحاجة الكثير من المحترفين إلى من ينوب عنهم في التعاقدات والمفاوضات. هذا الأمر أفضى إلى ظهور عدد من مكاتب التعاقدات بتونس و المغرب و تبقى الجزائر البلد الوحيدة الذي يفتقد لهذه المكاتب ، لدعم الأندية باللاعبين والمدربين سواء من المحليين أو من الخارج ، في البداية يجب أن يكون هناك تقنين لإصدار هذه الوكالات ، لأن أي وكيل أعمال اللاعبين لابد أن يأخذ الرخصة في أي اتحادية حتى يمارس مهامه بصفة قانونية ويجب أن يكون لديه مؤهلات دراسية و يتوجب عليه ان يستوفي بعض الشروط بالإضافة لعامل الخبرة الرياضية الكافية ،ناهيك عن رصيد المادي الذي يجب ان يكون فيه مبلغ قدره 45 الف اورو أي ما يعادل 50 مليون دينار جزائري ، هذا حتى يضمن للاعبين الدوليين الذين يتم توجيه لهم الدعوة لإجراء التجارب بأحد الفرق الإقامة في المستوى و تلبية احتياجاتهم الخاصة ، كما هناك شرط اخر يتوجب على وكيل الاعمال ان يكون مطلع على اللوائح والقوانين الفيفا .
و كل هذه القوانين موجودة بالفيفا ، ولكن في الجزائر غير مطبقة من مجمل المناجرة ، فهناك لائحة تنظم التعامل ما بين وكيل أعمال اللاعب واللاعب نفسه ، وما بين وكيل أعمال اللاعب والأندية المتفاوضة معه ، من حيث تنظيم العلاقة ما بين وكلاء اللاعبين و الاتحادية اللعبة. و عدم اتباع القوانين و اللوائح الدولية تؤثر سلباً بلا شك ، و يجعل الأمور تتجه سلباً على الاحتراف الذي تسعى هيئة روراوة تجسيده على ارض الواقع ، كما هناك بعض الاسماء متواجدة حاليا تتقمص هذه المهمة ليس لها علاقة مع كرة القدم و الرياضة ، بل هذه الاسماء تنشط بدون أي رخصة و الاتحادية و حتى الرابطة الوطنية صامتة على هذه التجاوزات و لم تحرك ساكنا .
وكلاء أعمال اللاعبين في الجزائر قليلون مقارنة بالدول الأخرى ، ويعود ذلك إلى أن أغلب الوكلاء لا يلتزمون بالقوانين الدولية ، و هو ما جعل الكثير من اللاعبين الجزائريين يعتمدون في بعض الاحيان على مجهوداتهم الخاصة للتعامل مع أي عرض يتلقوه خصوصا بالنسبة للعروض التي يتلقوها من الفرق المحلية ، و هو ما لا يتوافق و عصر الاحتراف و أي لاعب سواء بالأقسام المحترفة او الثاني هواة يحتاج إلى وكيل أعمال ، لكي يتابع له أعماله وتعاقداته ، و يتفرغ هو للتدريبات بدلاً من أن يشغل نفسه بخوض المفاوضات مما قد يؤثر ذلك على مستواه ، وبصراحة تعاقد اللاعبين مع وكلاء الأعمال و تواجد مناجير بالجزائر يساعد على تطوير احتراف اللاعب المحلي.
اللاعب المحلي يفتقر لثقافة وكيل الأعمال
كما لهذا الوكيل واجبات على اللاعب و يجب أن يكون حريصاً على مصلحته وليس فقط البحث عن المردود المالي ، فبكل تأكيد وكيل الأعمال سيتحصل على مستحقاته المادية في حالة ما نجحت الصفقة ، كما أن لذات الوكيل اللاعبين يجب أن يكون ناصحاً اثناء عملية التعاقد ، لأننا شاهدنا الكثير منهم يتحصلون مبالغ كبيرة جداً ، لكن لم نلمس أن هناك استثماراً لهذه المبالغ من نواح ايجابية سواء من الناحية الفنية او الترويج للأنصار اثناء المواجهات ، فأغلبهم يأخذون مبالغ كبيرة ولا يكون لديهم خلفية تجارية ايضا ، ونجد أن هناك رأس مال يعتبر نواة وقاعدة لمستقبل اللاعب ، لأنه من الممكن ألا يتعاقد في حياته كلها أكثر من مرة أو مرتين ، لأن كل عقد مدته و جيزة ..
ما يزال هناك عدم فهم لدور وكيل اللاعبين وقصور كلي في التعامل مع هذه المهنة بطريقة محترفة ، حيث إن الكثير من المسئولين في الأندية الجزائرية يعتقدون أن وجود وكيل أعمال يشكل حاجزاً بينهم وبين اللاعب ، وهو إشكال كبير بحد ذاته ، ونحن نتطلع دائماً إلى أن تقوم الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بدور أكبر في تعميق مفهوم وكلاء اللاعبين لدى الأندية ، فالوكيل يعمل تحت مظلة الاتحاد الدولي ، حتى لا تحدث بعض التجاوزات التي تحرم اللاعب من حقوقه و انما العقد الاحترافي يمنح ضمانات كثيرة للمتعاقدين .
أشباه المناجرة و سماسرة يتحايلون على اللاعبين لغاية في نفس يعقوب
و هناك بعض المناجرة بالجزائر يتعاملون بغير المنطق المتفق عليه ، فالأعراف الدولية بهذا الاختصاص تقر ان وكيل الاعمال له نسبة 10 بالمئة من أي صفقة يعقدها ، إلا أن البعض منهم يستغل حماسة اللاعب الذي ينشط بالأقسام السفلية ، و بكل سذاجة يتفق معه على أن يأخذ راتبه لأربعة او خمسة اشهر و هو ما يتناقض و القوانين التي سنتها الاتحادية الدولية لكرة القدم ، و في غالب الاحيان تكون هذه الصفاقات ما بين مناجير لا يملك للرخصة من اجل مزاولة هذا المهام و لاعب غير معروف و يسعى للشهرة حتى و لو كان ذلك على حساب حقه المشروع .
الاعلام الرياضي ساهم في وجود مناجرة غير شرعيين
إن الإعلام بالجزائر لغاية الان لم يستوعب ان هناك مناجرة شرعيين القلة ينشطون بطريقة مشروعة ، و يتبعون القوانين التي رخصت بها الفيفا لهؤلاء لمزاولة مهامهم ، و في العادة ما تجد بعض الصحف الجزائرية تنشر اسماء لبعض المناجرة غير شرعيين ، و لو ذلك من باب المعلومة ، لكنه يساهم في اشهار غير مباشر لذلك المناجير الذي يستفيد منه فيما بعد ، و هو ما يساهم في رضوخ لكثير من اللاعبين الموهوبين الشباب الذين يسعون وراء التألق و الذين يلجئون لهؤلاء المناجرة الذين يفرضون شروطهم مقابل عرض مغري من احد اندية كبيرة ، لذا يتوجب على الاعلام الرياضي اخذ بعين الاعتبار للأسماء التي ينشرها اثناء المقالات الصحفية و التأكد من مهيَّة هذا المناجير الذي يسعى لان يكسب ارباح من عرق اللاعبين الشباب .