إجراء امتحان إثبات المستوى للمتعلمين عن بُعد    ملف الذاكرة لا يقبل التنازل    وهران: إقبال معتبر على صالون التجارة الإلكترونية والإقتصاد الرقمي    الغذاء العالمي: منع دخول المساعدات ينذر بكارثة وتجويع خطير لأهالي القطاع    رئيس الجمهورية يستقبل رئيس المجلس الوطني لجمهورية الكونغو    تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، اتخاذ ترتيبات لتحسين الخدمات القنصلية للجالية الوطنية    خلال يوم دراسي حول الأسواق المالية : جامعة سكيكدة ولجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها توقعان اتفاقية تعاون    المعرض السادس للمنتجات الجزائرية بنواكشوط يتوج بالتوقيع على عشر اتفاقيات تعاون    القضاء على إرهابي وتوقيف 21 عنصر دعم للجماعات الإرهابية خلال أسبوع    ذاكرة: ولايات شرق البلاد تستذكر مجازر 8 ماي 1945 في ذكراها ال79    بدعوة من الجزائر, مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة مشاورات مغلقة حول المقابر الجماعية في غزة    منظمة التعاون الإسلامي ترحب بقرار جزر البهاما الاعتراف بدولة فلسطين    كرة القدم/أوروبا: بن سبعيني, ثالث لاعب جزائري يبلغ نهائي رابطة الأبطال    كرة القدم: ورشة "فيفا-فاف" حول تطبيق تقنية الفيديو المساعد للتحكيم (الفار) في الجزائر    ملفات تعود لسنة 2021 : والي سكيكدة تصف التأخر في الحصول على عقود التعمير بغير المقبول    سكيكدة: تنصيب أحمد ميرش مديرا للمسرح الجهوي    مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى السنفونية : فنزويلا في أول مشاركة لها والصين ضيف شرف للمرة الثانية    التصفيات الجهوية المؤهلة للمهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم : مشاركة قياسية للفرق المسرحية والتكوين رهان محافظة المهرجان    الأيام السينمائية الدولية بسطيف: تتويج الفيلم القصير "كود بوس" بجائزة "السنبلة الذهبية"    "راهن الشعر الجزائري" : مهرجان شعري وملتقى دراسي بمناسبة عيد الاستقلال    التوحيد: معناه، وفَضْله، وأقْسامُه    الجزائر/تونس: التوقيع على محضر اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الجمركي    الحملة الوطنية التحسيسية حول المخاطر المتعلقة باستعمال الوسائط الاجتماعية متواصلة    ذكرى 8 مايو 1945: انطلاق من العاصمة لقافلة شبانية لتجوب 19 ولاية لزيارة المجاهدين والمواقع التاريخية    حوادث الطرقات: وفاة 38 شخصا وإصابة 1474 آخرين خلال أسبوع    محمد عباد: المجتمع المدني مطالب بتكثيف جهوده للحفاظ على الذاكرة الوطنية    البزار: لا مؤشرات بقرب انتهاء الحرب على غزة لأن الكيان الصهيوني محاط بحماية أمريكا    انطلاق اليوم الأربعاء عملية الحجز الالكتروني للغرف للحجاج المسجلين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    رئيس الجمهورية يأمر بإعداد مخطط حول البيئة والعمران يعيد النظر في نظام فرز وتوزيع النفايات    رئيس الجمهورية: رفع معاشات ومنح المتقاعدين نابع من اعتراف وتقدير الدولة لمجهودات أبنائها من العمال    وفد من وكالة الفضاء الأمريكية يزور جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين    على هامش لقاء سوسطارة والكناري حسينة يصرح: ملفنا قوي و"التاس" ستنصفنا    دور ريادي للجزائر في تموين السوق الدولية بالأسمدة    وفاة الأسيرة الصهيونية "جودي فانشتاين"    أفضل ما تدعو به في الثلث الأخير من الليل    الجزائر تدين بشدة تنفيذ الاحتلال الصهيوني لعمليات عسكرية في رفح    تأكيد على دور حاضنات الأعمال في تطوير المؤسسات الناشئة    قسنطينة تستعد لاستقبال مصانع التركيب    16 موزعا الكترونيا جديدا لتحسين الخدمة قريبا    هذه مسؤولية الأندية في التصدى لظاهرة العنف    دخول 3 رياضيّين جزائريّين المنافسة اليوم    إحياء ذكرى تأميم المناجم وتأسيس "سونارام"    الحجز الإلكتروني للغرف بفنادق مكة ينطلق اليوم    حجام يتألق في سويسرا ويقترب من دوري الأبطال    الأهلي المصري يرفع عرضه لضم بلعيد    ترحيل 141 عائلة من "حوش الصنابي" بسيدي الشحمي    بن رحمة هداف مجددا مع ليون    تبسة : ملتقى وطني حول تطبيق الحوكمة في المؤسسات الصحية    دعوة لإعادة النظر في تخصص تأهيل الأطفال    تفكيك جماعة إجرامية مختصة في السرقة    مطالب ملحّة بترميم القصور والحمّامات والمباني القديمة    صيد يبدع في "طقس هادئ"    طرح تجربة المقاهي ودورها في إثراء المشهد الثقافي    حج 2024:بلمهدي يدعو أعضاء بعثة الحج إلى التنسيق لإنجاح الموسم    هول كرب الميزان    الجزائر تصنع 70 بالمائة من احتياجاتها الصيدلانية    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قرصنة بحرية في المياه الدولية
إسرائيل تتحدى المواثيق
نشر في الجمهورية يوم 07 - 06 - 2010

أحداث عظمى ولا شك كتلك الخاصة بقافلة الحرية ، تستفز الباحث في التاريخ فتجعله تحت الضغط النفسي يتذكر بعض احداثه ، وقد ينسى اخرى احداث تزحزح بعضها وتزاحم مشاغل الحياة اليومية ، تتجاذب أفكاره ، التاريخ لا يعيد نفسه غير أن بعض أحداثه تذكر بأخريات . فتجعل المتذكر، يقارن الجوانب الايجابية بالسلبية ويذكرها للاعتبار بها ، ينسبون إلى الامام الشافعي رضي الله عنه قوله : " من إستغضب ولم يغضب فهو حمار "
انهم مفسدون في الأرض :
1) الاسرائليون عصابة من الاشرار ، عصاة ، غلاة ، أوائلهم عقوا أباهم ونكلوا بأخويهم ورغم المحن عفوا عنهم " قال لا تثريب عليكم اليوم . يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين " ( يوسف / 92 ) .
2) كرمهم الله فجعل من ذريتهم عددا من الانبياء والرسل ،غير انهم استكبروا وكفروا بالنعمة ،قتلوا عددا من اولئك الانبياء والرسل وكان آخرهم عيسى عليه السلام ، وفي ذلك قال تعالى : " ان الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم "( آل عمران 21).
3) تاريخيا عاشوا في كنف العرب،الكنعانيين في شبه الجزيرة العربية ثم في حضن العماليق )الهيكسوس ( بعدما استولوا على مصر السفلى ورفعوا يوسف عليه السلام مقاما عليا ، فجاء بأبويه واخوته من ارض العرب الى مصر فتمصروا وتمكنوا . "....وقال ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين " ( يوسف /99) وبعدما اساءوا الى الكلدانيين ( القرن السادس قبل الميلاد ) احتل ملك الكلدانيين " بختنصر " مصر وهو في طريقه اليها حرق مدينة القدس وأجلى الاسرائليين الى بابل ( العراق ) حيث عاشوا هناك في كنف العرب ثم انتشروا فتوطنوا في اليمن السعيد وفي يثرب وضواحيها ، وبعد الاسلام اصبحوا ( وهم اهل كتاب ) معززين في بلاد العرب فعاملهم العرب بلطف وصاهروهم وتزوج منهم الرسول الكريم صفية كما تزوج من المسيحيين مارية القبطية ، ثم ازدادوا انتشارا في ارض العرب والمسلمين ، وبعد فتح الاندلس استوطنوها مع العرب المسلمين الى ان اخرجوا منها جميعا ، فعادوا الى بلاد العرب في افريقيا حيث عاشوا مكرمين ، رغم ما بهم من صفات رذيلة كالخيانة والتواطؤ والدسائس فقد كانوا من اسباب احتلال فرنسا الجزائر في 1830 ومعروفة هي مؤامرة التجار الاسرائليين وخاصة باكري و بوشناق وقد ساعدوا الفرنسيين الغزاة وخانوا من احسن اليهم فالخيانة طبعهم . ثم تفرنسوا بمرسوم ادولف كريميو ( الوزير اليهودي الفرنسي ) الصادر في 24/10/1870 فأصبحوا في صف الاعداء المحتلين ، وساعدوا فرنسا على قمع الثورات والانتفاضات وتجندوا معها لقمع ثورة التحرير الأخيرة .
4) معروفة هي صفاتهم عبر التاريخ : الغرور والاستعلاء وحب المال والتعامل بالربا والمكر والغدر والجبن وقسوة القلوب والافساد في الارض واشعال فتن وايقاظ أخرى والجوسسة والنفاق ، والتآمر ونقض العهود والمواثيق ، الى آخر القائمة الطويلة من الاخلاق الرذيلة ، خاصة في حق من يختلفون عنهم في العرق والدين ، وفي ذلك يقول القرآن الكريم : " لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين اشركوا ..." ( المائدة /82) وفي نقضهم العهود والمواثيق يقول " او كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون" ( البقرة / (100 ، وقد عتوا في الأرض فسادا فكانوا منظري الشيوعية والرأسمالية العالمية الفاحشة ولهم دور فعال في اشعال نار الحربين العالميتين الأولى والثانية وفي اسقاط الخلافة الاسلامية .
* من جدنا بختنصر إلى عمنا عبد الناصر:
5) ولشدة لؤمهم سلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب عبر التاريخ :
أ عاشوا الذل والهوان في ظل حكم الفراعنة " واذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم " ) البقرة / 49 ( .
ب ومن شدة وجلهم من اجدادنا الفنيقيين ) فرع من الكنعانيين ( عصوا امر الرسول موسى عليه السلام بدخول فلسطين ، جزعوا لشدة جبنهم وتلك حالة نقلها عنهم القرآن الكريم " قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها... فاذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون " المائدة / 22 و24 ) .
ج ثم عاشوا في بلاد العرب الفترة المسماة " السبي البابلي" حيث اذاقهم الكلدانيون ( البابليون ) سوء العذاب ، خربوا بيت المقدس (الخراب الأول) ونفوا الاسرائليين الى بابل وهو ما فعل ايضا الرومان حيث خربوا بيت المقدس( الخراب الثاني) ونفوا اعدادا من الاسرائليين الى مصر ، والاسرائليون هم من تسببوا في قتل يحيى وزكريا عليهما السلام بأن حرضوا الرومان ، وهجَروا مريم الى مصر وابنها عيسى عليه السلام قبل ان يتآمروا عليه ويتسببوا في قتله بشبهة . فكلما اشتد فساد الاسرائليين سلط الله عليهم في كل الأزمنة من يسومونهم سوء العذاب وفي ذلك يقول القرآن الكريم : " واذ تأذن ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب "...( الاعراف / 167 )
د لفسادهم وافسادهم جعلهم الله اشتانا في الارض من يوم وجدوا الى يوم القيامة ، فلم تجمعهم دولة واحدة ولا دين واحد ، فلا شيئ يجمعهم أو يفرقهم عن الغير الا المصلحة ، فهي عندهم فوق كل اعتبار ، مفضلة على كل اخلاق وكل عقيدة سماوية او ارضية ، وفي ذلك يقول القرآن الكريم " وقطعناهم في الارض امما ......" ( الاعراف /168 ) و تغريبهم في الارض يؤدي بالضرورة الى اختلاف اهوائهم وميولهم واخلاقهم ولغاتهم واختلاف مصالحهم ، وعقائدهم ايضا وهو ما يجعلهم شيعا عنصرية مختلفة لا تجمعها غير المصلحة الحالَة في الارض وفي ذلك يقول القرآن الكريم : "...والقينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة ... ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين " ) المائدة / 64 ) و "... بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لا يعقلون " ( الحشر/ 14) .
* من القرصنة الجوية إلى القرصنة البحرية
ونعود على بدء ، ففي يوم الاثنين 31 ماي 2010 سجل التاريخ آخر قرصنة بحرية ، ترتكب في عرض المياه الدولية من عصابة الاشرار الصهيونية على سفن مدنية تحمل مساعدات مادية ومعنوية الى شعب محاصر في غزة ، وكان اسطول الحرية مكونا من عدد من السفن وعلى متنه 750 فرد من اكثر من 40 دولة في رحلة تعاطف ، وكان من بينهم 40 شخصية برلمانية وسياسية من العرب والعجم ومن ذلك الجمع 32 جزائريا منهم 10 نواب ، تلك السفن المدنية اعترضتها بوارج وزوارق حربية مع انزال جوي بواسطة مروحيات عسكرية ، وكانت النتيجة عددا من القتلى والجرحى من المتضامنين المدنيين ، بالاضافة إلى المصابين نفسيا في معركة بحرية شنها سلاح البحر والجو الاسرائليين على عزل فيهم نساء واطفال وشيوخ وعجزة ، وبعد الترويع من عملية ارهابية اقتادوا الجميع الى مرسى اسدود في الارض المحتلة وتركوا سكان غزة في انتظارهم على الميناء في لقاء ودي كانوا حضروا له اعز ما يملك شعب محاصر ، رموز التعاطف والمحبة من ورود وعناق ودموع فرح بالقادمين ، في محاولة تخليصهم من الحصار ، وبعد استنطاق وترهيب اخلوا سبيل عدد واحتفظوا بعدد آخر ، ثم أفرجوا عن الجميع لتهديد تلقوه من العظيمة تركيا.
تلك كانت عملية عدوانية ليست مفاجئة لأحد ، فمن اغتصب ارض دولة فلسطين وطرد شعبها وشرده في اصقاع العالم بطريق القرصنة ، (لتحقيق خرافة : أرض بلا شعب لشعب بلا أرض )، لا يرتدع في ان يقوم بقرصنة بحرية في المياه الدولية ، خلافا للمعاهدات والاتفاقيات والقوانين الدولية ، وتلك عادة الاسرائليين الفساد في الارض ، بارتكابهم جرائم حرب وجرائم في حق الانسانية ، ذاك طبعهم وتلك طباعهم عبر التاريخ وقد برهن على ذلك في التاريخ الحديث زعماؤهم بن غوريون و بيغن و رابين وشارون و بيراز ، و نتانياهو وغيرهم منذ ان وطئت اقدامهم القذرة ارض فلسطين المقدسة ، وضربهم عرض الحائط القوانين والقرارات الدولية او ليس بن غوريون هو القائل " القانون الدولي هو عبارة عن قصاصات ورق " انها كلمة معبرة فعلا عن واقع سيء وحالة مزرية ، لما أصاب الأمم المتحدة من ضعف وهوان تجاه المحظية اسرائيل .
هذه القرصنة البحرية الاخيرة سبقتها اول قرصنة جوية ، قامت بها اسرائيل كالعادة ، فهي الآمر بالشر الناهي عن المعروف ، كان ذلك في 12 ديسمبر 1954 بان اختطفت طائرة سورية كانت في طريقها الى القاهرة فحولتها الى الارض المحتلة وانزلتها في مطار اللد ، وتلك سنة سيئة قلدتها فيها فرنسا الاستعمارية بان اختطفت طائرة الزعيم بن بلا ورفاقه في 22 اكتوبر 1956 في الاجواء الدولية في طريقها من المغرب الى تونس وكانت طائرة مدنية تابعة لشركة الخطوط الجوية الملكية المغربية وعلى متنها الزعماء الاربعة ( قيادة ثورة التحرير الجزائرية ) مع عدد من الصحافيين من جنسيات مختلفة ، في طريقهم الى تونس لحضور اجتماع الثلاثي : ملك المغرب محمد الخامس ورئيس تونس الحبيب بورقيبة والوفد الجزائري بقيادة الزعيم احمد بن بلا وكان جدول الاجتماع عرض الوفد الجزائري مسألتين للنقاش وهما : الاتفاق شبه النهائي المتوصل اليه وقتذاك بين قيادة الثورة وفرنسا ليطلع عليه جيران الجزائر فهم اكثر المعنيين بتلك الاتفاقية الابتدائية ، وكان مضمونها شبيهاً بما جاء في اتفاقيات ايفيان( 19 /03/1962) كما يقول الزعيم احمد بن بلا في شهادته على العصر المنقولة عبر قناة الجزيرة القطرية ابتداء من 2002 ، والمسألة الاخرى كانت مقررات ما عرف في التاريخ بمؤتمر الصومام في 20/08/1956 ومسيرة الثورة الجزائرية .
وبذلك فاسرائيل كانت اول من خرق القانون الدولي بقرصنة جوية واستمرت في خرقه بعدم تنفيذ القرارات الدولية الصادرة عن الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي منذ 1948 الى الآن ، وهي آخر من خرقه ايضا بقرصنة بحرية عن طريق اعتداء مسلح في عرض المياه الدولية على قافلة سفن مدنية ، وبتلك أضافت اسرائيل إلى رصيد اعتداءاتها البرية والجوية اعتداء بحريا كل ذلك خرقا للقوانين الدولية .
كان الثمن غاليا لما تكبد المتضامنون من عذاب مادي ونفسي غير ان كل شيئ يهون في سبيل فلسطين ، فما يزال في الدنيا خيريون كثر من مختلف الاجناس و الاديان و الالوان و الاقطار والقارات . و تلك تضحيات هي في حقيقتها من واجبات الانسانية وهي لا محالة فرض عين في حق العرب والمسلمين . وظني ان الكل يتمنى ان يركب البحر او الجو او يقطع البر للوصول الى اهالينا هناك ، ومحظوظ هو من اكمل حجه وعمرته بالصلاة في المسجد الاقصى ، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
* أبناء الأموات القردة والخنازير:
كيان مصطنع من قطع غيار بالية يسمونه اسرائيل جسم غريب من مجموعات من شذاذ الآفاق وقطاع الطرق ، مرتزقة وقراصنة ولصوص ، تجمع مجرمين من قردة وخنازير وهو ما وصفهم به القرآن الكريم في قوله "... وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت اولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل" (المائدة /60 ) وهم أبناء اموات فقد عاقبهم الله بأن اماتهم ثم تاب عنهم فاحياهم : " ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون " ( البقرة /56 ) فماذا ينتظر العالم من ابناء الاموات وجنس من القردة والخنازير غير الذي فعلوا ويفعلون ، وسيفعلون من شر وفساد في الارض ؟ وتلك الاوصاف الدنيئة تجعلهم حثالة خلق الله ومن طبعهم ان يكونوا اجبن خلق الله على البسيطة عبر التاريخ لحبهم الحياة والمال ، وفي ذلك يقول تعالى : " لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة أو من وراء جدر ..." ( الحشر/ 14) ولذلك استعرضوا بطولاتهم التراجيدية مدججين بالبوارج و الزوارق والطائرات الحربية ، وأحدث الأسلحة ، في حق مدنيين فيهم نساء وأطفال ، وأذكر أن سيد الشهداء حمزة ابن عبد المطلب رضي الله عنه ورحمه قال لأحد سادة قريش ( أبي الحكم عمرو بن هشام ) بعد ان اذى المسلمين وهم جياع عزل قولته التاريخية : " بطل انت ومغوار يا أبا جهل " ، ثم صرعه فأسقطه .
* ألا ليت الخلافة تعود يوماً
كان المتضامنون من الرضيع ( ابن ربان السفينة مرمرا، ومرمرا بحر في تركيا غير بعيد عن استنبول : بيزانطيا والقسطنطينية سابقا ) الى الشيخ العجوز وهو سفير امريكي سابق ( عمره 81 سنة ( ويقول الجزائريون العائدون ليلة 2/3 جوان الجاري ( عن طريق الاردن بعدما لقوا من ترحاب وحفاوة مع تطبيب هناك ) انهم تعرضوا لمعاملات غير انسانية كالتفتيش بالكلاب والسب والضرب و الاهانات الأخرى بأنواعها ، وتعطيشهم والزامهم بالوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة على ظهر السفن بالاضافة طبعا الى قتل عدد من النشطاء امام الجميع والاعتداء على النساء بتعريتهم امام الحضور ...الخ من صور المهانة والإذلال المقصود بالاضافة كذلك الى اخذهم رضيعا (ابن قبطان السفينة مرمرا ) رهينة ، لاجبار ابيه على فعل ما يطلبون ، ومنعوا المحتجزين من الذهاب الى دور المياه تنكيلا بهم ، فلاحظوا انهم كانوا يتلذذون بتعذيبهم المادي والمعنوي كالبصق على المصلين عند الركوع والسجود ...الخ غير ان المختطفين لم يبالوا بتلك الافعال السادية وقابلوها بصبر بالاكثار من التكبير والتسبيح وبرفض التوقيع على محاضر التحقيق ورفض التعهد بعدم العودة الى غزة وبعدم الاعتراف بانهم في الاراضي الاسرائلية ...الخ وتلك مواقف مشرفة فعلا ، والمواقف المشرفة اكثر كانت من المتضامنين الاتراك فالوفد الجزائري يقول عنهم انهم طلبوا من جميع الحضور في السفينة التركية مرمرا ، ( وكانت في المقدمة ) ان يبقوا في الخلف وفي الطوابق السفلية ( فهم اعتبروا أن الأسطول ما دام قد انطلق من الأراضي التركية فهو تحت مسئوليتها) ، وتقدم الاتراك أحفاد سليمان القانوني لمواجهة أفواج الجيش الصهيوني ، ( معلومات تذكر أن عددهم كان خمسة آلاف ) مدججين بالاسلحة الفتاكة والبوارج والزوارق الحربية والطائرات العمودية ، قابلوهم ودافعوا عن انفسهم بما وجدوا في المتناول ، وانهم احتجزوا ثلاثة عساكر وجردوهم من اسلحتهم غير انهم لم يستعملوها خوفا من رد فعل من الصهاينة بافناء جميع ركاب السفينة بحجة مقابلة السلاح بالسلاح .
ويقول رئيس الوفد الجزائري السيد مقري ان المخابرات الاسرائلية استبقوه عندهم بعد الافراج عن الآخرين غير ان الأتراك رفضوا المغادرة من دونه بالاضافة الى مواقف أخرى مشرفة يذكرها العائدون العرب ، وقد سبق لتركيا أن سجلت مواقف سياسية ومنها رفضها دخول القوات الأمريكية من أراضيها لغزو العراق سنة 2003 ، وتسجل هذه المرة انطلاق أسطول الحرية من أراضيها بقيادة مواطنيها ، واشتراطها على اسرائيل الافراج عن جميع النشطاء المحتجزين و دون محاكمة . في 1923 اعلن مصطفى كمال ( اتا ترك) الجمهورية في تركيا والغاء الدولة العثمانية و الخلافة في العالم الاسلامي ، وكان ذلك خاتمة لما مهد له الشريف حسين عندما فصل الحجاز سنة 1916 اثناء الحرب العالمية الاولى عن دولة الخلافة ، وكانت الامبراطورية العثمانية الى جانب المانيا ، وفي نفس السنة ايضا ) 1916 ( كانت اتفاقية سايكس بيكو وتوزيع العالم العربي وخاصة الشرق الاوسط على بعض الدول الاوربية ، وتلك واقعة تلتها مباشرة خيانة بريطانيا للعرب باصدارها وعد بلفور في سنة 1917 بانشاء وطن قومي لليهود ووقع الاختيار على فلسطين وكان تمهيدا لقرار التقسيم الصادر في 1947 وانشاء الكيان الصهيوني في فلسطين سنة 1948 ومذبحة دير ياسين ، ثم قانا الأولى والثانية وصبرا وشاتيلا ثم غزو لبنان وغزة وفرض الحصار عليها .
* تركيا تتجه الى الشرق لإستعادة مكانها
وبعد الغاء الخلافة الاسلامية اصبحت تركيا علمانية واستبدلت الحروف العربية باللاتينية وغيرت وجهتها الى الغرب باعتبارها دولة اوربية ثم اصبحت تتوق الى الانضمام الى الاتحاد الاوربي غير ان ذلك لم يقع لانتمائها لحضارتها العربية الاسلامية ، وفي الفترة الاخيرة وبعد صعود التيار الاسلامي الى حكم تركيا غيرت وجهتها من جديد وهي الآن تتجه تدريجيا الى الشرق لتستعيد مكانها الطبيعي في صف الدول الاسلامية وتعزيز الحضارة العربية الاسلامية ، وقد تحتل زعامة العالم الاسلامي ، وهي جديرة بذلك ، وما فعلت اخيرا في تزعمها اسطول الحرية لخير دليل على ذلك . مدعومة بارادة الشعب التركي ، واذا كانت للحكومات مبرراتها فان للشعوب ضروراتها وضرورات الشعوب تسقط مبررات الحكومات التي تستمد مشروعيتها وشرعيتها من تقبل شعوبها لها كما هو حال الحكومة التركية الآن .
...نتائج أكثر من المتوقعة
1 ( اسطول الحرية أنجز مهمة عجزت الدول والأمم المتحدة عن انجازها في محاولة لفك الحصار عن غزة وهو حصار ظالم مضروب عليها منذ أكثر من ثلاث سنين بحرا وجوا وبرا ايضا ، نتيجة جاءت اكثر مما كان متوقعا بأن انشغل العالم بغزة بعد نسيان .
(2تضامن العالم مع الفلسطينيين وخاصة مع غزة المحاصرة ، فمجلس الامن اصدر قرارا بادانة اسرائيل اثر الاعتداء على اسطول الحرية ، كما ان لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة اصدرت قرارا بانشاء لجنة دولية لتقصي الحقائق في نفس الاعتداء وهو قرار اعترضت عليه الولايات المتحدة الامريكية ، وهي من تدعي حماية القانون الدولي وحقوق الانسان وراعية الحريات العامة والفردية .
( 3 تظاهر عدد من شعوب العالم تضامنا مع الغزاويين بالاضافة الى الكثير من شعوب الاقطار العربية والاسلامية ، وافتى الكثير من علماء المسلمين كالشيخ القرضاوي والاستاذ العوا بتعزيز التضامن معهم وان على دول عربية أن تلغي علاقاتها الديبلوماسية او التجارية مع اسرائيل ، وحيا الشيخ القرضاوي بالمناسبة موريتانيا لقطعها العلاقات مع الصهاينة وقال انه لو لا ذلك ما زارها اخيرا . كما ان مصر اعلنت عن فتح الحدود البرية مع غزة .
(4 نيكاراغوا اعلنت يوم فاتح جوان قطع علاقاتها مع اسرائيل بسبب اعتدائها الاخير على اسطول الحرية ، وتكون بذلك التحقت بكل من كوبا وفنزويلا وبوليفيا وتلك خطوة ايجابية جدا و على بعض الدول العربية التي لها علاقات تجارية او ديبلوماسية مع اسرائيل ان تقتدي بتلك الدول البعيدة من امركيا اللاتينية .
(5 الاعتداء الاخير على اسطول الحرية لم يثن عددا من المنظمات العربية والاجنبية من الاعداد لارسال قوافل أخرى الى غزة ، وهو ما اعلنت عنه العديد من تلك المنظمات المدنية ، وهناك سفن هي الآن في طريقها اليها .
* حصار غزة يصبح حصارا على إسرائيل
(6 أول الغيث مزنة فالحصار على غزة تحول بفضل أسطول الحرية بأن أصبح حصارا على إسرائيل مع كره للولايات المتحدة الأمريكية وهي التي خسرت كل حروبها في العراق و أفغانستان وخسرت مشروعها : الشرق الأوسط الجديد ، كل ذلك لأنها تحمي اسرائيل وهي أكبر عصابة اجرام في العالم .
(7 كان الوفد الجزائري في اسطول الحرية مكونا من 32 شخصا منهم 10 نواب برلمان وخمسة صحافيين من الشروق والبلاد والخبر والجزائر نيوز ، وكانوا من خيرة الصحافيين العاملين في صحف عربية اللسان والوجدان ، وتطوعوا للقيام بواجب قومي ولتمثيل عناوينهم في اسطول الحرية ، عكس صحافيين آخرين سبق لهم ان زاروا الكيان الصهيوني ابتداء من سنة 1990 وقد اعلنوها بوقاحة سنة 2000 والحادثة معروفة لما كان لها من فضيحة اعلامية وتلك زيارات يتباهى بها بعض الاستئصاليين ، وآخرون مثل الصحافية (س . ت ) فهي قد صرحت بفظاظة انها لن تتردد في زيارة اسرائيل اذا سنحت لها الفرصة . وهو ما يعني انها رهن الاشارة من اخوانها هناك .
( 8 موقف الصهاينة منذ مؤتمرهم الايديولوجي الاول سنة 1897 في بال في سويسرا برئاسة ( شيطانهم ) هرتزل ، وما ارتكبوا مذ ذاك من جرائم وفظائع في العالم وفي فلسطين على وجه الخصوص وما يرتكبون وما سيرتكبون لا محالة ، فهم مجرمون بالسليقة ، منحرفون بالطبيعة ، قد نجد من يغير موقفه من فرعوني موسى على نبينا السلام ، ويعترف لهما وخاصة رمسيس الثاني انه كان ذكيا بسبق اكتشاف خبث الاسرائليين فاسترقهم ونكل بهم وهو ما يستحقون ، وهو ما فعل ادولف هتلر ان كانت حكاية المحرقة واقعة حقا كما يزعمون ( لا كما ينفيها كليا او جزئيا بعض المفكرين ومنهم استاذنا رجاء غارودي خاصة في كتابه " الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائلية " وهو ما جعلهم يوجهون اليه فوهات مدافعهم للتنكيل به ثم ادانته عن جريمة رأى عملا بقانون غيسو ( الشيوعي الفرنسي ) الصادر في 13/07/1990 وقد فعلها من قبل بختنصر امبراطور الكنعانيين ( البابليين ) والتاريخ القديم يحتفظ له بواقعة " السبي البابلي " حيث اجلاهم من فلسطين الى بابل وخرب اورشليم ) القدس سنة 586 ق م ) وهدم الهيكل ثم فعلها بعده امبراطور روما سنة 70 م حيث خرب القدس وهدم الهيكل من جديد وهجر اليهود فانتشروا في اصقاع العالم وباع الاسرى في اسواق النخاسة . والفارون منهم التجأوا الى العرب فاستوطنوا عددا من المدن والقرى العربية ك / يثرب وخيبر وقرى أخرى مجاورة لها ، وعلى ذكر خيبر فلا يسعنا بالمناسبة إلا التذكير بالشعار المعروف :
" خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود "


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.