تمكن الشاب حسام ، سهرة الخميس إلى الجمعة، من إلهاب جمهور مسرح الهواء الطلق حسني شقرون بوهران، في حفل استقطب جمهورا غفيرا، من الشباب و العائلات، من وهران و من المدن المجاورة و حتى البعيدة، صنع الاستثناء و عكس الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الشاب حسام، الذي أمتع عشاقه و محبيه بأغانيه القديمة و الجديدة، التي رددها معه الجمهور، و تفاعل معها إلى حد كبير، في أجواء بهيجة، حولت هذا الحفل إلى عرس فني بامتياز، استمتع به الكبار و الصغار على حد سواء، الكل رقص و غنى و تجاوب مع كل ما قدمه الشاب حسام على ركح مسرح حسني شقرون، لا سيما أغنية "أنت عشقك صعيب" و "خطيرة خطيرة" و غيرها من الأغاني التي تضمنها ألبومه الأخير و اهتز على وقعها هذا الفضاء. الحفل شهد أيضا مرور الفنان ديدين، الذي تألق بدوره في هذا الحفل المميز، رفقة كل من الشيخ نعام من سيدي بلعباس، أحد أعمدة الأغنية الملتزمة و المشهور بأدائه القصائد الموزونة و الكلمات الجميلة، الذي أطرب الجمهور بباقة من أغانيه المعبرة عن حال المجتمع، في طابع "الراي" الهادئ و الهادف، التي تعكست مدى عراقة هذا التراث الفني، ثم الفنان بوغازي حاج أحمد كريم، الذي سجل حضورا لافتا في هذه السهرة، من خلال أغانيه التي انتقاها من ألبومه "عمري ما ننساك ياما". قبل ذلك كانت نجمة الأغنية القبائلية "جورا" قد أحيت رفقة فرقتها المشهورة، حفلا مميزا بمسرح حسني شقرون، ملبية دعوة الديوان الوطني للثقافة و الاعلام ، حيث صدح صوتها لأول مرة بوهران، بعد غياب عن الساحة الفنية الجزائرية دام 35 سنة، جورا قدمت من فرنسا، التي فرضت فيها موهبتها الفنية في الإخراج السينمائي، حيث و قعت ثلاثة أفلام قصيرة، و فيلما طويلا بعنوان "علي في بلاد العجائب"، و قبلها في المسرح، ثم في الغناء الذي استقرت عليه، بعد أن اختارت أن تكمل مسيرتها الفنية فيه، غنت جورا للمرأة و عن مرارة الغربة، و عن حالها و حياتها و صمودها و كفاحها من أجل تحقيق ذاتها، وسط عائلة لم يكن للمرأة فيها صوت، كما حرصت منذ البداية على توظيف التراث الشفوي، الذي تزخر به منطقة القبائل، و احسنت باختيارها هذا، استثماره في كتابة كلمات أغانيها، المثقلة بزخم من الأحاسيس، امتزج فيها الحب بالألم و الأمل و الفرح و التحدي، بحنجرتها القوية الرافضة للرضوخ و الاستسلام لكل ما يكبح طموحا، جورا هي باختصار رمز المرأة المتشبثة بجذورها و أصولها و تراثها و فنها حد النخاع.