تشهد ولاية المغير جهودا حثيثة لتطوير شعبة زراعة النخيل وتحسين جودة أصناف التمور المحلية ذات القيمة التسويقية العالية. ويتجلى هذا المسعى، حسب المديرية الولائية للمصالح الفلاحية، في توسيع المساحات المزروعة والوعي المتزايد لدى الفلاحين بأهمية اعتماد الأساليب الحديثة في الري والتسميد ومكافحة أمراض النخيل. ويتعلق الأمر أيضا بضمان التأطير التقني اللازم وتثمين المنتوج عبر التحويل والتوضيب، إضافة إلى تعزيز التنظيم المهني للفلاحين في هذا المجال، وتطوير قنوات التسويق وتوسيع فرص التصدير، حسبما أكده فاعلون في القطاع. وفي هذا الإطار، تلعب جمعية "السفير" الفلاحية بالمغير دورا بارزا في دعم الفلاحين من خلال التوعية والتحسيس والتكوين، وتنظيم اللقاءات التقنية لنقل المعارف وتحسين الممارسات الزراعية، كما صرح به رئيسها، وحيد بن مبروك. وتولي الجمعية اهتماما كبيرا بحماية الأصناف المحلية المهددة بالاندثار، على غرار "ليتيمة" و"اللولو" و"العماري" و"تمسريط" و"طنطبوشت" و"التينيسين" و"بيض الحمام"، وذلك عبر برامج التحسيس وتشجيع الفلاحين على توسيع نطاق زراعتها. كما تسعى إلى إدخال أصناف جديدة واعدة، مثل "المجهول" و"زقار مقار" و"البرحي"، بهدف تنويع الإنتاج وتعزيز التنافسية، فضلا عن توفير فسائل عالية الجودة وخالية من الأمراض، بما يدعم جهود تطوير الأصناف المحلية والجديدة على المنطقة. من جهتها، تعمل محطة الأغفيان التابعة للمعهد التقني لتنمية الفلاحة الصحراوية، على حماية الأصناف المهددة بالاندثار، حيث تضم 33 صنفا من التمور. وتقدم استشارات وتنظم أيام تقنية لفائدة الفلاحين، حسب ما أوضحته ممثلة المحطة، المهندسة رحيمة بلاكي، مشيرة إلى أن "دقلة نور" و"الغرس" و"الدقلة البيضاء"، تعد من أهم الأصناف الغنية بالقيمة الغذائية والأكثر طلبا في الأسواق. توقعات بإنتاج أزيد من مليوني قنطار من التمور برسم الموسم الجاري بخصوص الإنتاج، تتوقع مصالح ولاية المغير تحقيق ما يقارب مليوني قنطار من التمور خلال الموسم الجاري (2026/2025)، تتصدّرها دقلة نور ب 32ر1 مليون قنطار، تليها الغرس ب300 ألف قنطار، ثم الدقلة البيضاء ب265 ألف قنطار. ويتجاوز هذا الرقم إنتاج الموسم الماضي الذي بلغ 8ر1 مليون قنطار، ما يعكس منحنى تصاعديا في مردودية الشعبة. وتحصي الولاية نحو3 ملايين نخلة، منها 4ر2 مليون نخلة موجهة للإنتاج، مما يؤكد تحول الشعبة تدريجيا من إنتاج تقليدي إلى صناعة غذائية قائمة على القيمة المضافة والانفتاح على الأسواق الخارجية. وتكتسي الصناعات التحويلية للتمور أهمية كبيرة، مثل قهوة وعسل وسكر التمر، إضافة إلى استغلال بقايا النخيل في صناعات مختلفة، وهوما يعزز القيمة الاقتصادية للنخلة، استنادا للمصدر ذاته. وستساهم عملية تطوير الشعبة في استحداث فرص عمل جديدة عبر تثمين المنتوج المحلي وتشجيع المقاولاتية الفلاحية والمؤسسات المصغرة، انسجاما مع التوجه الوطني نحو تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق تنمية مستدامة.