اختتمت، يوم الثلاثاء بولاية البليدة، فعاليات الطبعة الثامنة لمهرجان الأغنية والموسيقى العروبي، في أجواء فنية مميزة عكست المكانة التي يحظى بها هذا اللون الموسيقي الأصيل في المشهد الثقافي الجزائري. وشهدت التظاهرة، التي احتضنتها قاعة مسرح "محمد التوري" بعد ترميمها، تكريم الفائزين الأوائل في المسابقة الفنية، إلى جانب الجمعيات الموسيقية المشاركة، من طرف السلطات المحلية. وعادت المرتبة الأولى في هذه الطبعة، المنظمة تخليدًا لروح ابن البليدة وفنان العروبي الراحل محمد طوبال، إلى الفنانة فريال سليمان من ولاية البليدة، فيما نال المرتبة الثانية الفنان إسلام حاج حسان من نفس الولاية، بينما عادت المرتبة الثالثة للفنان عبد المالك مسكر من مدينة خميس مليانة بولاية عين الدفلى. كما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفنان محمد أيمن سلاقجي، في حين توج الفنان رياض شرقي بجائزة أصغر مترشح، وهو في سن الرابعة عشرة. وأحيت السهرة الختامية للمهرجان كل من جمعية "الجنادية" من مدينة بوفاريك وجمعية "ابن باجة" من مستغانم، قبل أن يعتلي الركح الفنانان ينال عكاب من البليدة وسمير تومي من الجزائر العاصمة، حيث قدما وصلات فنية لاقت تفاعلًا واستحسانًا كبيرين من الجمهور الحاضر. وعلى مدار أيام المهرجان، استمتع الجمهور بعروض فنية متنوعة قدمتها جمعيات موسيقية وفنانون من عدة ولايات، من بينها تيبازة ومستغانموالجزائر العاصمة، إضافة إلى مشاركات لمواهب شابة تنافست على المراتب الأولى، في أجواء أبرزت غنى الأغنية العروبية وقدرتها على استقطاب مختلف الفئات العمرية. وأكد محافظ المهرجان، محمد بلعربي، في تصريح صحفي، أن هذه الطبعة "كانت ناجحة بكل المقاييس"، سواء من حيث عدد المشاركين من جمعيات ثقافية ومتنافسين، أو من حيث الإقبال الجماهيري اللافت للعائلات التي تابعت مختلف سهرات المهرجان، مشيرًا إلى أن تنظيم التظاهرة لأول مرة بقاعة مسرح "محمد التوري" أضفى عليها طابعًا خاصًا. وكانت فعاليات الطبعة الثامنة قد انطلقت الجمعة الماضية وسط حضور جماهيري معتبر وتنظيم محكم، بإشراف ممثلة وزيرة الثقافة والفنون ووالي الولاية، وذلك وفاءً لذكرى الفنان الراحل محمد طوبال، أحد أبرز أعلام الأغنية العروبية، الذي توفي في 31 يوليو 1993 عن عمر ناهز 48 سنة، تاركًا إرثًا فنيًا لا يزال حاضرًا في الذاكرة الثقافية للمدينة والوطن.