حلت أول أمس، الذكرى ال4 لرحيل أميرة الطرب العربي، هذه القامة الموسيقية التي قدمت الكثير للموسيقى الجزائرية والعربية مما جعلها تعتلي إماراتها لحقبة من الزمن دون أن يتم إزاحتها منه من أي اسم فني آخر وذلك رغم المحاولات العديدة إلا أنها ولا تزال أغاني وردة محل اهتمام من قبل العاشقين والمتتبعين للموسيقى الأصيلة ذات الكلمات الراقية. .. ذكرى وردة الجزائرية تمر وسط تجاهل تام ورغم هذه المكانة التي احتلتها وجعلت منها سفيرة الموسيقى الجزائرية في مختلف ربوع العالم إلا أن ذكراها مرت مرور الكرام ولم يتم التطرق لها من قبل وسائل الإعلام كما لم يتم تنظيم لها وقفة ترحمية من قبل المؤسسات الثقافية تستذكر فيها خصالها ومسيرتها الفنية. . . . اعتزال قبل الأوان بعد مسيرة لم تكن قد اكتملت وشهرة لم تصل إليها بعد في أرجاء الوطن العربي، قررت الفتاة الجزائرية وردة رغم بزوغ موهبتها في بلاد أوروبا، أن تحتذي بنظيراتها العرب، وتركن إلى استقرار الزواج والأسرة، فاعتزلت الغناء لسنوات بعد زواجها. ذلك الصوت قرر أن يحرم الجمهور من متعته، قبل أن يستغل الرئيس هواري بومدين عيد الاستقلال العاشر للجزائر عام 1972 ويطلب أن تغني وردة لبلادها، فعادت الوردة تفوح برائحتها مرة أخرى. إلا أن الأمر لم يكن بالهين بعدما كلفها ذلك الانفصال عن زوجها جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد، لتقرر الشابة الجزائرية أن تعود إلى مصر، ولكن هذه المرة من دون لعب مع الساسة، فعادت كصوت غنائي فقط يتمناه الوطن العربي. وبالفعل خطت مسيرتها الجديدة بالقاهرة، ووجدت من قررت أن تنطلق في رحابه، إنه الموسيقار بليغ حمدي الذي تزوجها وشكل معها دويتوغنائي لم يمنعه الانفصال الزوجي في عام 1979ذلك العام الذي شهد الطلاق والانطلاق، بعدما قدمت وردة الجزائرية أغنية " أوقاتي بتحلو" لسيد مكاوي، وهي الأغنية التي كان مقررا لأم كلثوم أن تغنيها، ولكن القدر كتب كل شئ، بوفاة أم كلثوم وتقديم وردة للأغنية فيما بعد، لتسطر حروف النجاح، وتنطلق وردة إلى قلوب المصريين قبل آذانهم. الراحلة هربت من حكم بالإعدام بالجزائر. . . وفي حديث لابنها رياض القصري قال في أحد حواراته بمناسبة ذكراها "إن والدته هربت هي ووالدها من حكم بالإعدام أصدرته المحاكم الفرنسية وذلك بسبب دعمها للمقاومة الجزائرية، وبعدما قدمت أغنية للمجاهدين ضد الاستعمار الفرنسي وجاء الحكم أيضا على والدها بسبب إخفائه الأسلحة للفدائيين داخل المطعم الذي يمتلكه". وصية للفنانة وردة لم يطلع عليها أحد وتحمل مفاجأة وفي أحد الحوارات الفنية كشف الكاتب محمود معروف عن وصية للفنانة وردة لم يطلع عليها أحد من قبل والتي تحمل مفاجأة، حيث إنه كان لديه تسجيل نادر بصوت الفنانة الراحلة وردة تقول فيه إنها ترشح الفنانة أنغام أوآمال ماهر فقط لتجسيد دورها عندما يتم التفكير في تجسيد السيرة الذاتية لها فى مسلسل.