“15 يومًا في ثكنة في الجزائر و11 يومًا في السودان ليس من السهل تحمّلها” كيف تنظر للمباراة المقبلة للمنتخب المحلي أمام نظيره السوداني ؟ هي مباراة جد هامة، مباراة تأهل، لا توجد فيها حسابات، هناك هدف واحد ووحيد هو الصعود للدور المقبل، مباراة يجب أن نخوضها بأكثر صرامة وقوة، صحيح أن نقطة واحدة تكفينا لأجل التأهل، لكن هذا لا يعني شيئا، سنلعب بهدف الفوز، وهذا ما يدركه اللاعبون جيدا، وأتمنى أن يكونوا واعين بالمسؤولية التي تنتظرهم. شاهدناك قبل الحصة التدريبية ما قبل الأخيرة تتحدث مطولا مع اللاعبين، هل يمكن أن نعرف ماذا قلت لهم ؟ أفعل ذلك باستمرار، أقدّم لهم برنامج الحصة، كما أعود لما تحقق وما أنجزناه في مشوار البطولة هذا، ونضع النقاط على الحروف بخصوص النقائص المسجلة على كل المستويات على غرار ما قمت به مؤخرًا لمّا لُمت بعض اللاعبين بشدة على تساهلهم الذي كلّفهم نزلة برد حادة، لدي أربعة لاعبين يعانون من أعراض الزكام بسبب تقلب الجو وبسبب بقاءهم تحت مكيّف الهواء، قلت لهم لقد ضحينا كثيرا لأجل هذه البطولة ومن غير المقبول أن نخسر لاعبين بمثل هذه الطريقة، قد أقبل خسارتهم بسبب إصابة وهذا وارد في كرة القدم، لكن بسبب نزلة برد فهذا غير معقول تماما، البارح “خرجوني من عقلي”. شاهدنا أمس بوعزة الذي لم يتدرب، فمن هم البقية ؟ هناك بوعزة، الحاج عيسى ومفتاح، لكن بوعزة كان بدرجة أكبر، وهذا لم أتقبّله. وهل سيكونون جاهزين أمام السودان ؟ أتمنى ذلك، من المفروض أن يكونوا جاهزين. هل من الممكن أن ننتظر تغييرات تحسبا لمباراة السودان ؟ ممكن جدا أن نجري تغييرات. هل سيكون هذا على ضوء الحالة الصحية لهؤلاء اللاعبين المرضى أم على ضوء ما سجلته من نقائص في المباراتين السابقتين ؟ سيكون على حسب ما أريده أنا، ما أريده أمام السودان على حسب المنافس أيضا، كل مباريات بمعطياتها وحساباتها، هناك أيضا عامل الإرهاق، بعد مباراتين والتربص الطويل بدأ التعب ينال من البعض، لا زال أمامي بعض الوقت لأقرر التغييرات الممكنة. لاحظنا تركيزا خلال التدريبات الأخيرة على الاحتفاظ بالكرة، هل هو مفتاح الفوز في المباراة المقبلة ؟ صحيح، والاحتفاظ بالكرة هو الهدف الذي دائما نسعى له في طريقة لعب المنتخب المحلي، الاحتفاظ بالكرة يعني أن المنافس سيجري وراءك لتخليصها منك، ويعني هذا أنه سيتعب أكثر وبأنك في أمان أكثر وهذا ما سيسهل عليك المباراة، عملنا أيضا على الصراعات الفردية والثنائية والفعالية أمام المرمى، وهذا على حسب الملاحظات التي سجلتها على أداء منتخب السودان. ما هو تقييمك لأداء منتخب السودان على ضوء معاينتك له ؟ فوزه في المباراتين السابقتين وتأهله المبكّر خير دليل على أنه منتخب لا بأس به، بفرديات جيدة مثل صاحب الرقم 8 (يقصد هيثم مصطفى)، لديه لاعبون في مستوى جيد، لديهم خبرة طويلة، لديهم إمكانات، لكني لا أريد الحديث عن المنتخب السوداني وأركّز عليه أكثر من اللازم. المنتخب السوداني يكتفي بهدف في كل مرة من دون أن يتلقى أهداف لحد الآن، ويبدو أنه ينوي القيام بنفس الخطة مع الجزائر.. هو منتخب متكامل في خطوطه الثلاثة، يلعب بذكاء، يلعب بهدوء ويتحيّن أي فرصة أو أي خطأ لكي يباغت خصمه، بعدها يعرف كيف يسيّر المباراة، لديه مدرب كفء أعرفه جيدًا. بالنظر لقيمة المنافس المدعّم بعاملي الجمهور والأرض، هل يمكن أن نقول أنه أفضل اختبار للمنتخب الجزائري لحد الآن ؟ لا أعتقد ذلك، كل المباريات هي اختبارات جدية بالنسبة لنا، الأول كان أمام أوغندا ووفقنا فيه، وحتى الثاني لولا الهدف القاتل في الوقت بدل الضائع كنا قدمنا ثلاثين دقيقة أخيرة على أعلى مستوى. على ذكر الهدف القاتل كنت قلت بعد المباراة أنك لم تشاهد اللقطة لتحكم عليها، فماذا تقول الآن بعد أن شاهدتها، هل كان الهدف صحيحا أم لا ؟ لم يكن صحيحا، الحكام صفّروا أخطاء لم تكن بمثل وضوح تلك اللقطة، سوداني حرم من هدف بنفس الطريقة، والحكم ذاته رفض منحنا ضربة جزاء شرعية بعد لمس في اليد ولو أنكم لم تشيروا إليها، لو كان منحنا إياها لكان مسار المباراة قد تغيّر تماما، لكن نحن منتخب منضبط ولا نريد الوقوف كثيرًا عند قرارات الحكام. هل تستهدف المرتبة الأولى في المجموعة الأولى أم لا يهمك سوى التأهل ؟ ما يهمني إلا التأهل، خاصة أن المنتخبين المتأهلين ومهما كانت مرتبتهما سواء الأولى أو الثانية سيبقيان في الخرطوم، لهذا أؤكد أن الهدف الوحيد بالنسبة لنا هو اقتطاع تأشيرة التأهل بغض النظر عن الترتيب. تحدثنا عن التغييرات وهذا يجرنا لما قلت في تصريحك الأخير عن عدم رضاك بالمستوى الذي قدمه الثنائي جابو وجاليت، هل من الممكن أن يبدآ المباراة من مقاعد البدلاء في مباراة السودان المقبلة ؟ لم أقل أني لست راضيا عن أدائهما ولكني قلت بأنهما لم يتمكنا من الاسترجاع جيدا بعد مباراة أوغندا، أعرف جيدا أنهما لم يناما جيدا عشية مباراة الغابون، الأمور ليست سهلة كما يتصور البعض، اللاعبون قضوا 15 يوما في معسكر مغلق في الجزائر ونحن الآن في اليوم العاشر لنا في السودان، هذا ليس أمرًا هينا بالنسبة للاعبين شبان تعوّدوا على رفاهية وحرية أكبر في الجزائر، والآن هم في ثكنة سواء لما كنا في الجزائر أو الآن في السودان. هل يشعر اللاعبون بالضغط ؟ الضغط من أساسيات كرة القدم، اللاعب يجب أن يعيش بالضغط ويتحمّله. السودان متأهل والجزائر بحاجة لنقطة واحدة، كلام كثير حول إمكانية تساهل السودانيين لمصلحتكم، ألست متخوفا أن يصل هذا الكلام للاعبين ويجعلهم غير مركزين في المباراة ؟ هذا أمر سنأخذه بعين الإعتبار، وأعتقد أن أصدقاءنا السودانيين سهّلوا علينا المهمة بتصريحاتهم في وسائل الإعلام التي يُؤكدون من خلالها أنهم سيدخلون المباراة بنية الفوز وهدفهم إنهاء المرحلة الأولى برصيد تسع نقاط، هي التصريحات التي سننقلها للاعبين حتى يدركوا صعوبة المباراة وأهميتها، وتمنحهم الحافز، وأنا لا ألوم أشقاءنا على طموحهم هذا فهو طموح مشروع، صحيح أن علاقتنا بالشعب السوداني أكثر من أخوية لكن في كرة القدم كل واحد ملزم بالدفاع عن ألوان منتخب بلاده. تركيزكم كبير على المباراة الثالثة لكن هذا لا يمنعكم من متابعة ومعاينة بقية المجموعات وعلى رأسهم المجموعة الثالثة التي ستفرز منافسكم المقبل في الدور الربع نهائي في حال التأهل لهذا الدور، ما هو تقييمك لما شاهدت ؟ صحيح شاهدت العديد من المباريات، منتخب جنوب إفريقيا برز بقوته واعتماده على الاندفاع البدني الكبير، سجلت مفاجآت مع خروج منشط النهائي السابق (يقصد غانا مع أنها لم تقص بشكل نهائي)، وكيف أن صاحب اللقب يعاني الأمرّين (يقصد منتخب الكونغو الديمقراطية)، هناك عدة منتخبات مرشحة. ما هي المنتخبات التي ترشحها الآن بجانب الجزائر ؟ هناك السودان صاحب الأرض والجمهور، هناك أيضا منتخب تونس الذي في ساعة من اللعب الأولى ترك لدي انطباعا جيدا أنا الذي أعرف بشكل جيد القيمة الفنية للاعبيه، لكن الأمور بالنسبة للمرشحين ستتضح أكثر في المباريات المقبلة. نشعر بثقة كبيرة لديك.. أنا شخصيا لست قلقا، بل متفائل جدا وأفضل أن أنقل تفاؤلي للاعبيّ، أريد صورة الجزائري الواثق من نفسه ولهذا رفعت سقف طموحات الفريق للمباراة النهائية والتتويج، ولا أرى ما يقلق فعلا، وصلتني أصداء من فرنسا، من الجزائر وحتى من السودان كلها تشيد بما قدمه المنتخب الجزائري، كثيرون يتابعونه ويرون بأنه على السكة الصحيحة والنتائج ستؤكد ذلك. الرئيس روراوة هل لديه نفس التفاؤل والثقة في المنتخب ؟ الرئيس غائب في الوقت الحالي لكنه يثق كثيرا في اللاعبين والمنتخب ودائما يدعمنا من أجل المضي قدما في هذه الدورة. بعيدا عن المنتخب المحلي وهذه البطولة، منافسكم المقبل المنتخب المغربي فاز وديا على النيجر بثلاثية كاملة، فهل تابعت المباراة ؟ لا أريد الحديث عن المغرب، هناك من ذهب لمعاينة المباراة وهناك شريطها، كل شيء مضبوط ومبرمج، أستغرب من يقول أن بن شيخة ليس مهتما بمباراة المغرب، لست بحاجة لتذكيري بما ينتظرني، هذه مشكلتي وأنا أتحمل المسؤولية، ولست ملزما “باش ندير السينما” وأصرّح في كل مكان كما يفعلون في الجانب الآخر، وأقول أني أتابع المغرب وما يفعله تاعرابت، كل شيء مضبوط ونحن لن نتعاطى مع هذا الموضوع بالسهولة التي يتصورها البعض. أين ستواجه المغرب ؟ في وهران على أرضيته الإصطناعية، “قادرين نلعبو عليه” إذا كانوا هم غير قادرين. هل تؤكد لنا الزيارة التي تنوون القيام بها لإحدى دور الأيتام هنا في السودان ؟ صحيح، لقد برمجنا الزيارة مع سعادة سفير الجزائر في الخرطوم، وسنقوم بها مباشرة بعد أن نفرغ من المباراة الأولى أمام السودان، نفكّر في زيارة أخرى للاعبين حتى يروّحوا عن أنفسهم قليلا، لكن حاليا كل تركيزنا منصب على المباراة المقبلة. -------------------- بن شيخة يرفض السماح للصحافة بمحاورة اللاعبين فاجأ الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة كامل البعثة الإعلامية الجزائرية، خلال الندوة الصحفية التي نظمت أمس بمنعها من محاورة اللاعبين حيث فضل أن لا يتكلم أشباله للصحافة، حتى يحافظوا على تركيزهم قبل مباراة مهمة على الرغم من أنه منذ مباراة الغابون الثلاثاء الفارط لم يتم تنظيم أي لقاء بين الصحافة واللاعبين، حيث تم جلب معيزة فقط لوسائل الإعلام قبل بداية حصة الأربعاء الفارط لمدة لم تتجاوز 5 دقائق. للتذكير فإن كل الحوارات التي أجرتها “الهدّاف” في الأيام الأخيرة كانت مسجلة مباشرة بعد نهاية لقاء الغابون وبصعوبة كبيرة بعد أن وجدنا معارضة في إجرائها من اللجنة المنظمة يومها، حيث تعمدت اللجنة المنظمة عدم إجراء منطقة مختلطة يتم فيها إجراء حوارات صحفية، ولهذا الغرض فإن قراءنا سيتفهمون عدم إصدارنا لأي حوار صحفي في عدد اليوم، لأن الأمر خارج عن نطاقنا. حصة أمس على السابعة مساء في “الخرطوم” تدربت التشكيلة الوطنية يوم أمس بداية من الساعة السابعة مساء في ملعب “الخرطوم” الذي يفترض أن يحتضن مباراة اليوم والذي تعودت التشكيلة التدرب فيه منذ قدومها إلى السودان، وقد برمجت الحصة التدريبية قبل تلك التي أجراها المنتخب السوداني بداية من الساعة الثامنة (توقيت مباراة اليوم) وهذا دون حضور الجمهور ووسائل الإعلام. اللاعبون أدوا صلاة الجمعة في مسجد “الشهيد” أدى لاعبو المنتخب الوطني يوم أمس صلاة الجمعة في مسجد “الشهيد” الذي هو ليس ببعيد كثيرا عن مقر إقامتهم في فندق “كورال”، وقد رافق اللاعبين الطاقم الفني، وكان التنقل إلى المسجد مباشرة بعد تناول وجبة الغداء التي تم تقديم موعدها بقليل من أجل السماح للاعبين بتأدية صلاتهم في وقتها. الخطبة لم تكن سياسية واللاعبون دعوا للمصريين وعكس ما كان عليه الحال في خطبة صلاة الجمعة الفارطة التي أداها اللاعبون دائما في مسجد “الشهيد” أين تحدث الإمام الذي ألقى الخطبة كثيرا على أمور سياسية، فإن الأمر لم يكن كذلك يوم أمس، حيث كانت الخطبة خاصة بالفقه وهو أمر استحسنه اللاعبون الذين رفعوا أيديهم في الدعاء الذي تلاه الإمام في نهاية الخطبة من أجل عودة الاستقرار في الشارع المصري بعد الاضطرابات التي عرفها منذ أزيد من أسبوعين .