لم يتوان الكثير من المهتمين بشؤون مولودية باتنة في تحميل إدارة الفريق مسؤولية ما يحدث منذ بداية الموسم، وفي مقدمة ذلك رئيس النادي الحاج زيداني الذي بات بمثابة الحاضر الغائب منذ عدة أشهر، ما جعل أصحاب اللونين الأبيض والأسود يعيشون مشاكل كثيرة عقدت وضعية النادي بصورة واضحة. وهو ما تترجمه النتائج السلبية التي قلصت من حظوظ البقاء في حظيرة القسم الأول، الأمر الذي جعل مستقبل أبناء الأوراس في مفترق الطرق أمام قلة الخيارات المتاحة موازاة مع الجولات القليلة التي تفصل عن نهاية الموسم وصعوبة التدارك، إضافة إلى حالة التقصير التي تميز التسيير العام للنادي رغم تحركات البعض التي يبدو أنها لم تضف الجديد في ظل الصمت المطبق من المشرف الأول على الهيئة المسيرة. بقاؤه بعيدا عن التشكيلة أثر في اللاعبين ومن الجوانب التي كان لها التأثير السلبي في معنويات اللاعبين، هو إحساسهم بعدم وجود مسؤول فعلي على النادي، خاصة وأن الحاج زيداني يفضل الغياب عن محيط النادي، بدليل عدم متابعته لأي مقابلة رسمية بباتنة منذ منتصف مرحلة العودة. وهو ما اعتبره البعض بمثابة تهرب من المسؤولية وغياب واضح للتضحية في مثل هذه الأوقات، بحكم أنه لم يسبق لفريق في البطولة الوطنية أن غاب عنه مسؤوله الأول في أغلب المواعيد الرسمية التي نشطها. وهي سابقة تاريخية زادت من تعقيد الأمور على أصحاب اللونين الأبيض والأسود الذين لم يجدوا لمن يقدموا شكاويهم اليومية والكلام نفسه يقال على الطاقم الفني الذي بات يكافح بمفرده فوق الميدان. تهديده بالاستقالة دون تجسيد عقّد وضعية النادي في المقابل وقف الكثير على حجم القرارات الارتجالية التي صدرت من الإدارة الباتنية خلال النصف الأول من البطولة من خلال تهديد الحاج زيداني بالاستقالة في أكثر من مناسبة دون أن يجسد ذلك إلى شيء ملموس، وهو ما جعل الشارع الباتني منقسما إزاء هذه الوضعية التي وصل إليها النادي وعدم اتضاح القرار النهائي لزيداني بين الذهاب الفعلي أو الاكتفاء بسياسة التهديد. وهو ما عقّد الأمور وأخّر تصحيح الكثير من المشاكل رغم تواجد العديد من الفرص لإعادة المولودية إلى السكة، في الوقت الذي اعتبر بعض المتتبعين بأن القرارات الاستعجالية في “الميركاتو” جاءت بصورة متأخرة، خاصة ما يتعلق بالمدرب لطرش الذي لو تكفل مبكرا بالعارضة الفنية لأمكنه تصحيح مسار الفريق بشكل أفضل. حصة الاستئناف تمت بحضور 12 لاعبا عادت التشكيلة الباننية إلى جو التدريبات مساء أول أمس على هامش حصة الاستئناف التي جرت فوق أرضية ملعب عبد اللطيف الشاوي، حيث اقتصر الحضور على 12 لاعبا، على غرار طوال، بن فيسة، ياسف، زياد، بن أمقران، لوكيلي، لومان، أمعوش، لطرش، دبوس وغيرهم، في الوقت الذي تأخر البقية عن الموعد لأسباب مختلفة على أن يكونوا قد التحقوا بالمجموعة بداية من صبيحة أمس. لمودع وزغيدي بالزي المدني كان لمودع وزغيدي حاضرين في ملعب الشاوي خلال حصة الاستئناف إلا أنهما لم يتدربا مع المجموعة بسبب معاناتهما من إصابة تعود إلى اللقاء الأخير، الأمر الذي جعل الجهاز الفني يطلب منهما الركون إلى الراحة مؤقتا إلى حين التماثل إلى الشفاء، خاصة في ظل التوقف المؤقت للبطولة وتأخير إجراء الجولة 25 إلى نهاية الأسبوع المقبل. ------- لطرش: “الحظ خانني والعيفاوي لم أفهم كيف أخرج الكرة!” كيف هي الأجواء داخل التشكيلة؟ رغم آثار الهزيمة الأخيرة أمام وفاق سطيف إلا أن الأمور تسير بصورة طبيعية بين اللاعبين، بدليل أننا استأنفنا التدريبات في الموعد المحدد وبحضور أغلب اللاعبين، حيث أن ما يهم هو أداء ما علينا تجاه الفريق إلى آخر جولة من البطولة. وكيف تنظر إلى وضعية المولودية بعد الخسارة الأخيرة؟ كنا نراهن كثيرا على النقاط الثلاث من أجل التنفس ومواصلة المشوار بنوع من الارتياح، إلا أن هذا الإخفاق صعب من مهمتنا وجعلنا تحت الضغط، لأن لا أحد يريد الوصول إلى هذه الوضعية. كان بمقدوركم الفوز أو على الأقل التعادل، فلماذا لم يحصل ذلك؟ كل من تابعوا المقابلة أشاروا إلى ذلك بحكم أننا كنا أفضل من المنافس في أغلب فترات اللقاء، لكن الحظ ابتسم للوفاق بمجرد استغلاله أفضل فرصة له، وهذه هي كرة القدم من يسجل هو الذي يفوز. ضيعت هدفا محققا مع نهاية اللقاء، فإلى ماذا ترجع ذلك؟ الحظ لم يكن إلى جانبي لأنني كنت في وضعية جيدة لمخادعة الحارس شاوسي، إلا أن المدافع العيفاوي خطف الكرة بسرعة بطريقة غير منتظرة ولم يتوقعها هو الآخر. هل اعترف لك بذلك؟ نعم، حيث قال بأنه لم يفهم تماما كيف أخرج الكرة إلى الركنية بتلك الطريقة والسرعة، وكما قلت لك فإن الحظ يلعب دورا كبيرا في كرة القدم. هل بدأت تتأقلم تدريجيا مع التشكيلة؟ عموما لم أجد صعوبات كبيرة، فرغم أنني التحقت في “الميركاتو” فقط إلا أن ذلك لم يمنعني من العمل بجدية حتى أكون في خدمة الطاقم الفني، كما أن زملائي اللاعبين من القدامى ساعدوني كثيرا في مهمة التأقلم، ما يجعلني أتفاءل بأن أكون أفضل خلال المباريات المقبلة. كيف تنظر إلى اللقاء المقبل أمام اتحاد العاصمة؟ سنلعبه دون أي مركب نقص، حيث أن الخسارة الأخيرة لن تجعلنا نبقى مكتوفي الأيدي مادام أن البطولة لم تنته بعد، وفي كرة القدم ليس هناك مجال للمستحيل، لذلك من اللازم العمل بصورة عادية للحفاظ على ما تبقى من حظوظ البقاء. لكن المهمة صعبة إن لم نقل مستحيلة؟ نحن اللاعبين لا نؤمن إلا بالميدان، وعليه سنتفاوض مع المباريات المقبلة بصورة أكثر جدية من أجل الحصول على أكبر عدد ممكن من النقاط من باب تحسين مكانة المولودية، وإذا حققنا البقاء فهذا هو الأفضل، وإذا خاننا الحظ يكون ضميرنا مرتاحا مادمنا قد أدينا ما علينا حتى النهاية. هل تفاجأت للحضور القياسي من أنصار المولودية؟ جمهور المولودية معروف بحبه لفريقه ولا أحد بإمكانه قول العكس، أشكرهم كثيرا على وقفتهم الإيجابية، وهو ما يجعلنا نحن اللاعبين نعي ما ينتظرنا بغية تشريف ألوان النادي حتى النهاية. جيلاني يضع الجبس وقد يغيب أسبوعا يعاني الظهير الأيسر جيلاني من إصابة على مستوى الكاحل أثناء مواجهة السبت المنصرم أمام وفاق سطيف، حيث أرغم على وضع الجبس في إحدى المصحات الكائنة بسطيف، ما قد يرغمه على الركون إلى الراحة لمدة تزيد عن أسبوع. حيث يكون جيلاني قد أعلم الإدارة الباتنية بوضعيته الصحية من باب تبرير غيابه الاضطراري عن التدريبات. رزيوق لم يحضر لأسباب عائلية تعذر على المدافع المحوري رزيوق تأكيد حضوره في أولى الحصص التدريبية لهذا الأسبوع لأسباب قيل إنها عائلية بحتة، ما حتم عليه المكوث يوما آخر في مسقط رأسه عين قشرة. علما بأن الغيابات مست المدافع الشاب هزيل الذي لم يعرف أسباب تخلفه، إضافة إلى حفيظ الذي يشكو هو الآخر من إصابة على خلفية لقاء سطيف وعمرون الذي غاب عن أجواء التدريبات منذ الأسبوع المنصرم. بن جاب الله تكفّل بأول حصة تكفل المدرب المساعد بن جاب الله بشؤون الحصة الأولى لهذا الأسبوع بسبب عدم حضور المدرب الرئيسي لطرش ومدرب الحراس لعور اللذين مددا كذلك فترة الراحة، علما بأن لطرش كان يعاني في وقت سابق من زكام حاد علاوة على تكفله ببعض الأمور الشخصية، ما جعله يكلّف مساعده بالسهر على الحصة الأولى على غرار ما حدث بداية الأسبوع المنصرم. بيطام، ليتيم وعليلي يتدربون مع الأواسط سمح الجهاز الفني للثلاثي الشاب بيطام، ليتيم، عليلي بالتدرب منذ بداية الأسبوع مع أواسط النادي الذين يشرف عليهم المدرب عبد الحق برحلة، وهذا من باب التحضير بصورة مباشرة للقاء الكأس المنتظر نهاية الأسبوع أمام اتحاد العاصمة بملعب بجاية. حيث يراهن رفقاء حجيج على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة وتعزيز التعداد بمثل هذه الأسماء التي فرضت نفسها مع الأكابر من باب منح الإضافة اللازمة في مجمل المناصب الحساسة. ويكون اللاعب الشاب لطرش قد استهل التدريبات هو الآخر مع الأواسط منذ أمس بعدما أجرى حصة الاستئناف مع الأكابر.