تربية: التسجيلات في السنة الأولى ابتدائي بداية من هذه السنة عبر النظام المعلوماتي    الفريق أول شنقريحة يشرف على افتتاح أشغال الاجتماع السنوي لإطارات العتاد    الرئيس يكرّم قضاة متقاعدين    انطلاق أشغال منتدى دافوس في الرياض بمشاركة عطاف    بوغالي يؤكد أهمية الاستثمار في تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي    نريد ديناميكية ونجاعة وتلبية انشغالات المواطنين    مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري يثمن قرار خفض نسب الفائدة على القروض الاستثمارية    الجزائر الجديدة.. إنجازات ضخمة ومشاريع كبرى    1000 مليار لتعزيز الأمن في المطارات    قسنطينة: السيد ديدوش يعاين عديد المشاريع الخاصة بقطاعه    الصهاينة يتوحّشون في الضّفة    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 34 ألفا و454 شهيدا    الجزائريان مسعود وبلقاضي يُتوّجان بالذهب    الكرة الطائرة/ بطولة إفريقيا للأندية/سيدات: جمعية بجاية تتغلب على ليتو تايم الكاميروني (3-2)    الجزائر وفرت الآليات الكفيلة بحماية فئة المسنين وتعزيز مكانتها الاجتماعية    لحوم الإبل غنية بالألياف والمعادن والفيتامينات    خلال زيارة تفقد وعمل إلى سكيكدة: دربال يحمل مسؤوليه المحليين واقع قطاع الموارد المائية غير المقبول    خنشلة: التوقيع على اتفاقيتي تعاون مع مديريتي الشؤون الدينية والتكوين المهني    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي: طرح الصعوبات التي يواجهها المخرجون الفلسطينيون بسبب الاحتلال الصهيوني    بغالي: الإذاعة الجزائرية ترافق الشباب حاملي المشاريع والمؤسسات الناشئة من خلال ندواتها    وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ستواصل جهودها لمواجهة كل من يسيء للمرجعية الدينية للجزائر ولثورة نوفمبر    البليدة: إطلاق أول عملية تصدير لأقلام الأنسولين نحو السعودية من مصنع نوفو نورديسك ببوفاريك    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة بالنسبة لمطار أدرار    حج 2024: دورة تدريبية خاصة بإطارات مكتب شؤون حجاج الجزائر    مهرجان الجزائر للرياضات-2024: اختتام الطبعة الأولى بأصداء إيجابية في أوساط العائلات والشباب    كرة القدم/الرابطة الأولى "موبيليس" : مولودية الجزائر تعمق الفارق في الصدارة وشبيبة القبائل تبتعد عن الخطر    كرة اليد (البطولة الإفريقية للأندية وهران-2024): تتويج الترجي التونسي على حساب الزمالك المصري (30-25)    انطلاق أشغال منتدى دافوس في الرياض بمشاركة عطاف    فلسطين : العدوان الإرهابي على قطاع غزة من أبشع الحروب التي عرفها التاريخ    فلاحة/مؤسسات ناشئة: اطلاق الطبعة الرابعة لمسابقة الابتكار في قطاع الفلاحة في افريقيا    تسخير كل الإمكانيات البشرية والمادية لإنجاح الإحصاء العام للفلاحة    غرداية : اقتراح عدة معالم تاريخية لتصنيفها تراثا ثقافيا    ممثلا لرئيس الجمهورية.. العرباوي يتوجه إلى كينيا للمشاركة في قمة المؤسسة الدولية للتنمية    اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال في الضفة الغربية    الإقبال على مشاهدته فاق التوقعات    إياب نصف نهائي كأس الكونفدرالية: الاتحاد متمسك بموقفه وينتظر إنصافه بقوة القانون    لا صفقة لتبادل الأسرى دون الشروط الثلاثة الأساسية    10 % من ذخائر الاحتلال على غزّة لم تنفجر    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    مباشرة إجراءات إنجاز مشروع لإنتاج الحليب المجفف    استئناف أشغال إنجاز 250 مسكن "عدل" بالرغاية    مظاهرات الجامعات يمكن البناء عليها لتغيير الموقف الأمريكي مستقبلا    دورة تكوينية جهوية في منصة التعليم عن بعد    حساسية تجاه الصوت وشعور مستمر بالقلق    إنجاز جداريات تزيينية بوهران    15 ماي آخر أجل لاستقبال الأفلام المرشحة    أكتب لأعيش    هدم 11 كشكا منجزا بطريقة عشوائية    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    الاتحاد لن يتنازل عن سيادة الجزائر    رياض محرز ينتقد التحكيم ويعترف بتراجع مستواه    بيولي يصدم بن ناصر بهذا التصريح ويحدد مستقبله    فتاة ضمن عصابة سرقة بالعنف    منظمة الصحة العالمية ترصد إفراطا في استخدام المضادات الحيوية بين مرضى "كوفيد-19"    حج 2024 : استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهدي لحسن:“سأشعر بحرج شديد لو أرى منصوري على كرسي الاحتياط في المونديال وأنا فوق الميدان“
نشر في الهداف يوم 20 - 03 - 2010

عندما التقينا مهدي لحسن وتحدثنا معه مطولا، تفاجأنا بصراحة الرجل وعفويته التي جعلتنا نغير نظرتنا عن هذا اللاعب الذي كان يبدو لنا متحفظا لأبعد حد.
والحقيقة أن مهدي بعيد كل البعد عن هذه الصفات التي كنا نحملها عنه قبل أن يخصنا بهذا الحديث المطول حول طاولة الغداء بسانتاندير أين اكتشفنا طيبة قلبه وصراحة شديدة في عباراته، منها هذه الجملة التي بقيت راسخة في ذهننا: “أشعر بحرج شديد عندما أرى منصوري على كرسي الاحتياط وأنا فوق الميدان لو أشارك في المونديال“.
“لا أريد أن أتجاهل عواقب إدراجي أساسيا بالنظر لرد فعل منافسي في المنصب نفسه“
في هذا الوسط الكروي المتميز بالأنانية، لا يريد لحسن أن يظهر وكأن شيئا لم يحدث لو يصبح أساسيا ويخطف مكانة أحد اللاعبين الذين سبق لهم اللعب لسنوات في المنصب نفسه، وهو ما جعله لا يتردد في القول لنا: “لا أريد أن أتجاهل عواقب إدراجي كأساسي على ظهر زملائي القدامى بالدرجة الأولى أولئك الذين أنافسهم على المنصب”. و بهدوء شديد ودون أي لف ولا دوران رغم أن الموضوع شائك للغاية، إلا أن اللاعب يشعر على ما يبدو دائما بأنه لا يتجاهل رد فعل الآخرين حتى لو كان أجدر بمكانة الأساسي على حساب لاعبين آخرين.
صراحة شديدة في الحوار وتكلم هذه المرة دون أي مقدمات
خلال اللقاء الشيق الذي جمعنا بمهدي لحسن، بدا لنا هذه المرة صريحا أكثر من مقابلاتنا الأخيرة، حيث تحدث بثقة شديدة عن التشكيلة الوطنية والوطن والجمهور الذي أصبح يعرفه أكثر من وقت سابق. حيث جرى الحديث بعفوية ودون ضغط عكس ما يكون عليه الحال دائما مع أي لاعب عندما يواجه صحافيا، حيث يريد كل طرف السيطرة على منافسه. الصراحة الشديدة التي كان عليها لحسن جعلتنا لا نشعر بالوقت يمر مع هذا اللاعب في هذا الحوار الذي ندعوكم للتمتع به على أمل أن نكون قد نقلنا كل أفكاره بأمانة ويبقى الحكم لكم في نهاية المطاف.
مهدي لحسن:“مازلت أشعر أن بعض لاعبي المنتخب الوطني ليسوا راضين تماما عن وجودي في صفوف الخضر“
مهدي، في الجزائر الجميع قلق على عدم مشاركتك مع ناديك أساسيا منذ انضمامك للمنتخب الجزائري، ما الذي يحدث بالضبط؟
خلال مباراة صربيا تعرضت للإصابة في رجلي اليسرى والتشنج الذي أعاني منه لم يشف بعد، لذا المدرب لم يشركني إلا في دقائق أمام فالنسيا ثم في ساراڤوسا.
ماذا تغير في حياتك اليومية بعد أول استدعاء لك مع الخضر؟
لا شيء يذكر باستثناء أن الهاتف لم يتوقف عن الرنين خاصة أن مصدر المكالمات هو 00 213 (يضحك).
هذا الشطر الجزائري من حياتك لم يكن موجودا سوى منذ مدة، أليس كذلك؟
في قرارة نفسي لم أنتظر استدعائي الأول ضمن المنتخب الوطني لأعبر عن وطنيتي الجزائرية، لأنني جزائري منذ مولدي وسأبقى جزائريا حتى الممات، صحيح أنه منذ مباراة صربيا، أصبح المواطنون من الأصل المغاربي يتصلون بي أكثر، والأمور أكثر حدة مع أفراد عائلتي.
كيف ذلك؟
أخبروني بأن كل الحي أصبح يعيش على وقع المنتخب الجزائري منذ أن تلقيت استدعائي الأول للعب ل “الخضر“، إلى درجة أن هناك عددا من المغاربة عبروا عن فرجتهم بأعلام جزائرية تحت نوافذ منزلي بفرساي، كما رددوا مطولا أغاني المنتخب الجزائري في أجواء حماسية خارقة، وهو ما لم يصدقه والداي وتعجبا كثيرا لذلك.
وكيف كان رد فعلك إزاء هذا الحماس؟
بصراحة، أنا بعيد عن كل هذا هنا في سانتندير ثم إنني من الأشخاص غير المعنيين بهذا الحماس والحرارة مثلما تقولون، لأنه ليس من طبعي أن أبحث عما يقال أو يفعل حولي.
لكن، ليس بالإمكان أن تكون بعيدا عن كل هذا طالما تعتبر المعني الأول بالمونديال وليس عائلتك؟
لكن، لست متأكدا من المشاركة في المونديال، لأني لست أنا من يقرر هذا الأمر، بل الناخب الوطني. أكتفي فقط ببذل أقصى الجهود فوق الميدان دون الاكتراث بما يكتب أو يقال عني. لست من أولئك الذين يتحمسون لما يكتب عنهم مقال مثير في الصحافة، لأن هذا ليس من طبيعتي، فأنا لا أعير اهتماما لكل ما يجري خارج المستطيل الأخضر.
ولو تمضي غدا مع ريال مدريد أو البارصا، فكيف سيكون رد فعلك؟
أكون سعيدا لا غير، وهذه حقيقة فأنا لست بصدد قول شيء غير صحيح أو أريد أن أعطي هذه الصورة عني للناس، بل هذه طبيعتي، التي تختلف ربما عن الآخرين، فلو تعلق الأمر بشقيقي أو والدي فهما بإمكانهما مطالعة ڤوڤل في الأنترنت ووضع اسمي لمعرفة ما يكتب عني، أما أنا أبدا لا يمكنني أن أفعل ذلك، وصدقني أن كل ما يكتب عني لا يهمني تماما.
بصراحة، ألم تبحث في ڤوڤل عما يكتب عنك؟
في البداية قمت بذلك لأنني كنت في بداية مشواري، لكن بعد ذلك أبدا لم أقم بهذا الأمر تماما، إلا إذا أخبرني والدي أو شقيقي بوجود موضوع مهم عني ويصران عليّ لأقرأه، ما عدا ذلك، فإني بعيد كل البعد عن هذه الأمور ولا أستيقظ أبدا في الصباح لأكتب مهدي لحسن في الأنترنت لمطالعة مواضيع تتعلق بي.
ألا ترغب أحيانا في قراءة ما كتب عنك؟
قلت لك، إنني قمت بذلك في البداية لأنه كانت لي تلك الرغبة، لكن طباعي تختلف تماما عن متابعة ما يقال ويكتب عني، لأني لا أعيش من أجل ذلك أو ألعب كرة القدم لأقرأ ما كتب عني، فإذا لعبت جيدا أم لا، فسأعلم به لدى دخولي غرفة حفظ الملابس لأن المدرب هو الوحيد المخول لتقييم أدائي وليس رجال الصحافة أو هواة الأنترنت.
متى قمت بذلك لآخر مرة، ولا تقل لنا منذ 3 أو 4 سنوات؟
قبل 3 أو 4 سنوات لم يكتب عني شيء في الجرائد أو عبر الأنترنت لأنني كنت نكرة ولا أحد يعرفني (يضحك)، لكن إذا أردت أن أعطيك مثالا ففي اليوم الموالي لمباراة الجزائر أمام صربيا، لم أبحث عن الجرائد لقراءة ما كتب عني في الصحافة الجزائرية، والجريدة الوحيدة التي أخذتها معي هي “لوبيتور“.
هذا شرف كبير لنا...
لقد أعطاني إياها وليد (صادي) لما قمت بزيارة مقر “الفاف“ لنتوجه بعدها إلى المطار، أما الصحف الأخرى فلم أطلع عليها، ولا أدري بالضبط ما كتب عني بعد مباراتي الأولى مع “الخضر“، ربما لو كان لاعب آخر فسيدفعه الفضول لقراءة التعاليق، وليس أنا، وحتى بعد عودتي إلى إسبانيا لم أكن أرغب في معرفة ذلك عبر الأنترنت لأني لست راغبا في ذلك وهو شيء غريب، ألا ترى ذلك؟
بطبيعة الحال، أجد الأمر غريبا وعليك أنت أن تشعر بذلك...
نعم، أجد تصرفي غريبا، لأن عددا كبيرا من اللاعبين يطالعون الجرائد التي يشترونها بكميات كبيرة أو يبحثون في الأنترنت بعد كل مباراة يخوضونها، شخصيا لا أرى سببا لذلك وأعتبر فعلا الأمر غريبا لكنني لا أقول بأنني لا أشتري الجرائد تماما بل أحيانا أقوم بذلك عندما تقتضي الضرورة ولو أنني لا أعتبر الأمر على درجة عالية من الأهمية في حياتي اليومية، ثم إنه هنا في سانتاندير هناك جريدة محلية فقط وليست جريدة وطنية مثل “آس“ أو “ماركا“ يقرأها الجميع في إسبانيا.
ولو يقال لك إن مقالا جميلا حول مهدي لحسن صدر في “آس“ أو “ماركا“، فهل تشتريها؟
صراحة، أشتريها. هل تعرفون لماذا، لأعطيها للوالدين لأنهما يفرحان عندما يقرآن موضوعا عني. كما أن والدتي تحتفظ بقصاصات الجرائد التي تتحدث عني، وتقوم بجمعها كل سنة لتضعها في كتاب خاص تحتفظ به، أنا سعيد لرؤيتها تقوم بذلك، لكني لا أقوم بمثل هذه الأمور.
وهل تقوم بهذا العمل عندما يتعلق الأمر بابنك عندما يصبح لاعبا محترفا.؟
أطلب منه أولا إن رغب في ذلك، في هذه الحالة أقوم به دون أي مشكل، خاصة وأن أمي تجد حاليا صعوبة في جمع المقالات الكثيرة الخاصة بي بعد انضمامي للمنتخب الوطني، حيث صدرت عدة مواضيع في المدة الأخيرة. ولما أزور عائلتي أقوم بمطالعتها باعتزاز شديد، أكتشف دائما بأني ضيعت أكثر من 80 بالمائة من المواضيع التي تتعلق بي، ثم إن والدتي لا تفرز المواضيع بل تجمع كل ما كتب عني سواء كان إيجابيا أو سلبيا.
من أين لك هذا التواضع المفرط الذي يبعدك عن أضواء النجومية؟
لا أدري بالضبط. وهذا رغم أنني لاعب محترف وفخور باللعب في بطولة الليڤا. لمّا يطلب مني طفل أو أي شخص توقيعا أو أخذ صورة معي، فلا أتردد في الاستجابة لطلبه وبصورة طبيعية للغاية، لأنه واجب علي، ولا أعتبر نفسي في أي وقت من الأوقات نجما كبيرا، بل لاعبا محترفا بأتم معني الكلمة، لأن المهم لدي أن أؤدي مهمتي فوق أرضية الميدان وليس خارجه. ربما أنني لم أدرك بعد أهمية المهنة التي أقوم بها، ليبقى الأكيد أنني لا أعتبر نفسي تماما نجما ولا أدري سر هذا الإحساس.
شقيقك يلعب في منصبك نفسه، هل تراه قادرا في يوم ما على أن يصبح محترفا؟
لا أدري. شخصيا مررت عبر مركز تكوين في سن الرابعة عشرة حيث كنت ضمن مركز تكوين نادي “لافال”، وليس الأمر نفسه لأخي الذي لم يمر عبر مركز تكوين. أعرف أنه يلعب جيدا الكرة، لكن ما يهم شقيقي أكثر أن يصبح في المستقبل مدربا، وقد بدأ في التفكير في هذه المهنة منذ مدة، وأرى بأنه قادر على النجاح لأنه جدي ومتحمس في عمله كما أن انضباطه الشديد يجعله قادرا على النجاح في المستقبل.
بعد أيام من عودتك من أرض الوطن، بماذا احتفظت من زيارتك الأولى للجزائر؟
كل شيء مر على أحسن ما يرام، ولا أحد أشعرني بأنني غير مرغوب فيّ. أعجبت كثيرا بإقامتي في الجزائر والتقائي بالطاقم الفني واللاعبين، بصراحة مرت الأمور على أحسن وجه في كل شيء باستثناء الهزيمة أمام صربيا، لكنني تمنيت لو كانت الزيارة أطول في الجزائر العاصمة لأعرف أكثر المدينة، وأتمني القيام بزيارة أخرى في المرة القادمة.
هل كنت راغبا في زيارة قرية جدك في الجزائر؟
نعم لي رغبة في ذلك، لكن لا أريد أن يعلم الجميع بذلك عندما أزور المكان، وخاصة الصحافيون، فلن أجد راحتي لو تكون الكاميرات وآلات التصوير تتابعني، بل أريد أن تتم تلك الزيارة في سرية لتبقي حميمية، لأن الأمر يتعلق بجانب شخصي يخص عائلتي وليس لكل الناس أن يعرفوا ذلك.
اليوم الذي تزور فيه هذه القرية هل ستتحدث مع الجيران والأقرباء من العائلة على الأقل؟
نعم بطبيعة الحال، وبفرح شديد، لأن زيارتي ستسعد خاصة الأطفال والشبان الذي يرون فيّ لاعبا محترفا ويحمل ألوان المنتخب الوطني يزور القرية، وسأذهب لملاقاتهم دون مشكل، وهو من أبسط الأشياء لأني لست منطويا على نفسي وأنا إنساني لأبعد درجة، ولما قلت إن الزيارة ستكون حميمية، معنى ذلك أنها تبقى بعيدة عن الوسائل الإعلامية وأن لا يكون ذلك بنقل صفحات الجرائد لعناوين على غرار: “مهدي يزور عائلته وأرض أجداده بعد عدة سنوات”، بل أريد أن تكون زيارتي نابعة من القلب ليس إلا، ولا تكون مصطنعة خاصة وأن الأمر شخصي بحت وأريد أن يتم في عفوية مع الأشخاص البسطاء. هل تفهم ما أريد قوله.
لكن لما ترى زيدان يتحدث عن والديه، عائلته وأصوله الجزائرية، ألا يهمك أن تفعل مثله وتطلع أنصار “الخضر“ على حياتك الشخصية لأن ذلك يهمهم، أليس كذلك؟
نعم لكنني لست زين الدين زيدان، عندما تتكلم على زيدان فالأمر يختلف، من أكون أنا حتى يهتم الجمهور بحياتي الشخصية؟
أنت حملت ألوان المنتخب الجزائري وزيدان لم يفعل ذلك. بالنسبة لكثير من الجزائريين أنت أكثر أهمية منه في الوقت الحالي. هل تفهم ذلك؟
(يضحك)، المشكل هو أني أجد هذا الأمر غير طبيعي، لهذا السبب أجد نفسي دائما مغايرا عن الآخرين.
لكن علاقتك وعلاقة عائلتك بالجزائر تعتبر أهم شيء بالنسبة لك، أليس كذلك؟
نعم أوافقك هذا الطرح، لأن الأمر يتعلق بقصة غير طبيعية تماما و في هذا السياق أدرك جيدا بأن الكثير يريد أن يفهم هذه القصة ويهتمون بذلك، ولكن ليس من السهل الحديث عنها، لأن الأمر معقد، ربما أتحدث عنها يوما ما بمزيد من التفاصيل، لكن ليس اليوم.
و هل ستعطي الاسم الحقيقي لعائلتك وكل التفاصيل عن قصتك مع الجزائر؟
هذه القصة أعتقد أنها تهم والدي بالدرجة الأولى أكثر مني، وسأتحدث عنها شريطة الحصول على موافقته فقط، لكنني في هذه الحالة سوف أكشف أمورا كثيرة .
وسيفهم الناس أخيرا أنه ليس لعائلتك أي علاقة مع “الحركى” و الخونة إبان الإستعمار الفرنسي أو مع حكاية مشبوهة أخرى كما تردّد ...
لقد قيلت عدة أشياء تافهة وكاذبة عن عائلتي وعن أصولنا. ولتهدئة بعض الناس الذين أشاعوا الكثير من الأكاذيب أقول إن عائلتي ليست لها أي علاقة مع الخونة و” الحركى “. فمنذ 30 عاما كان والدي قادرا على العودة إلى البلاد لزيارة عائلته ولا أحد يمنعه عن ذلك. وقد عاد إلى الجزائر بمناسبة لقاء صربيا في 3 مارس الماضي، و سيقوم بزيارة عائلته لما يقرّر ذلك. و أنا متأكد من أنه سيقوم بهذه الزيارة في وقت قريب وهو الأهم بالنسبة له، رغم أنني لا أعلم التاريخ بالضبط .
هل تدرك جيدا الآن أنك أصبحت نجما في الجزائر ويأتي الناس من كل مكان لأخذ صورة تذكارية معك؟
نعم، أفهم هذا الشعور وأنا فخور بذلك. طبيعي أن أفرح، لكن أربط أحيانا ذلك بأن كل ما قيل عن مجيئي و التردّد الذي اكتنف التحاقي ب “الخضر” جعل الناس فضوليين أكثر بخصوص مجيئي من عدمه. ثم إنني أضع نفسي في مكانهم، حيث سمعوا بأن لحسن سيلتحق بالمنتخب ثم في اليوم الموالي يحدث العكس ليكثر القيل و القال حول هذا الأمر. والمشكلة أن هذه القضية استمرت وقتا طويلا وربما أطول بكثير من الوقت الذي كان يجب أن تستغرقه .
والآن وبوجودك مع “الخضر“، ألا تخشى أن يقال عنك شيء آخر؟
لا أخشى شيئا، لأني لم أفرض نفسي مع التشكيلة، بل لم أقم سوى بالاستجابة لدعوة المدرب الوطني الذي يرى أنني أستحق مكانا ضمن الفريق. من جهة أخرى أتمني ألا ينتظر الجمهور أن ألعب مثل زيدان و أقدّم مردوده فوق الميدان. أنا لاعب وسط دفاعي، و في الميدان دوري معروف، لذا أقول إنني لست من أولئك الذين يمررون الكرة بين الأرجل ثلاث مرات قبل تسجيل الهدف في المرمي في الزاوية تسعين.
ألم ترغب أن يكون استدعاؤك للمنتخب الجزائري بهدوء في وقت أنك كنت السبب في أزمة بسبب تردّدك في المجيء؟
نعم. من جهة أعترف أني كنت المخطئ في هذه القضية لأنني لم أعرف كيف أسيرها، لأنني كنت قادرا على تفادي العديد من الأمور لو عرفت كيف أتعامل مع مسألة مجيئي للمنتخب. لكن من جهة أخرى على الناس أن يفهموا أن مجيئي كان مرتبطا بأمور أخرى خارجة عن نطاقي، مثل جواز السفر الذي لم أحصل عليه و قضية اسمي العائلي وحكاية عائلتي التي يجهلها الناس حتى الآن.
هل تأثرت للكتابات الصحفية التي كتبت عنك خلال ترددك في الالتحاق بالفريق الوطني؟
لا، ليس بالضرورة. أتذكر فقط مقالا متعلقا بقراري المجيء في شهر جوان الماضي لزيارة الجزائر و عائلتي. قرأت زوجتي مقالا لصحفي كتب من هذا النوع :“... يجب إخفاء مظاهر الفقر، و تنظيف الشوارع لأن الملك لحسن سيزورنا قريبا... “ وقد قرأت هذا المقال الذي قدمته لي زوجتي، وتأثرت نوعا ما، لأني لست الشخص الذي يقصده. صاحب المقال تماما .
لكن لماذا كل ذلك التماطل وهل كنت تنتظر فرش البساط الأحمر... تصور نفسك مكان المناصر البسيط فكيف كان سيتصرف مع هذه القضية ؟
من جهتي لا أرى الأمور بهذا الشكل، لأني لم أرغب أبدا في إطالة الأمور، و كان علي أن أباشر اتصالا مع الوطن قبل الدفاع عن الألوان الوطنية. ربما الطريقة التي اتبعت كانت سيئة، لأني لم أفكر أبدا في الاعتلاء و التكبر. ورغم كل هذا لا أنه لم يكن بإمكاني فعل أي شيء أمام الألسن القبيحة. ولما التحقت ب “الخضر”، هناك من قال إن المونديال هو الذي شجعه على المجيء، وهو أول موضوع تطرقت له مع اللاعبين في أول اتصال بهم في الجزائر.
ماذا قلت لهم بالضبط و من هم اللاعبون الذين تحدثت معهم؟
تكلمت مع عدة لاعبين وخاصة منصوري لأنه قائدا للفريق. فقلت لهم بالحرف الواحد:”لو لا يستدعيني المدرب الوطني للمونديال، فلن يكون هناك أي مشكل، وسأنتظر دعوتي بعد كأس العالم بصورة طبيعية، كما تمت محاورتي مع منصوري كوننا نلعب في منصب واحد وأننا خصمان. وبعد الحوار، تحدثت مطولا مع منصوري وقلت له بصراحة:” إذا كان هناك من اللاعبين من لا يرغب في مجيئي للمنتخب الوطني بعد تحقيق التأهل للمونديال وألا ّأكون ضمن ال 23 ، فليقولوه الآن و أنا مستعد لمغادرة المنتخب من الآن”، فأكد لي أن لا أحد يفكر في هذا وأن كل اللاعبين سعداء بوجودي ضمن الفوج. وهنا قلت له إن الأمور كانت ستكون أسهل لو شاركت في كأس إفريقيا بأنغولا.
ماذا كان رد منصوري حول هذا الموضوع؟
أكد لي أن لا أحد فهم سرّ عدم مجيئي في البداية، لكن لما علموا بعد ذلك أن زوجتي كانت تنتظر مولودا جديدا، وأن هناك أسباب أخرى حالت دون حضوري تفهّموا الوضع جيدا .
واليوم، هل تعتقد أن كل اللاعبين موافقون على مشاركتك في المونديال؟
لا أدري في الحقيقة، لكنني شخصيا أقول في قرارة نفسي إن بعض اللاعبين ليسوا راضين تماما عنى وجودي في الفريق، لهذا السبب قلت ليزيد (منصوري) :” لست بحاجة لإعطائي أسماء اللاعبين الرافضين لوجودي مع الخضر، لكن أريد فقط معرفة إن كانت هناك بعض التحفظات في المجموعة“، فأكد لي أن لا أحد سوى المدرب الوطني له الحق التدخل في هذا الموضوع وإذا استدعاني السيد سعدان و أعطاني القميص، فمعنى ذلك أني أستحق أن أكون عنصرا في المجموعة.
وإذا قرر سعدان إبعادك عن المونديال في آخر لحظة، سيؤثر فيك ذلك أليس كذلك؟
الآن و قد تذوّقت أجواء المنتخب سيؤثر في هذا الإبعاد بالتأكيد ولن أتقبل عدم لعبي المونديال. لن أكون منافقا وأقول لك إنني سأرضى بذلك، وأنني سأتأثر للقرار ولكنني سأنتظر استدعائي للمواعيد القادمة و تصفيات كأس إفريقيا القادمة وتصفيات كأس العالم براحة البال لأدافع عن ألوان بلادي. بصراحة أتفهم جيدا موقف لاعب شارك في كل التصفيات ثم يجد نفسه مبعدا في الأخير وأنني أخذت مكانه. لو كنت مكانه لتأثرت بهذا الابعاد.
لكن الجمهور الجزائري بحاجة للاعبين الأكثر استعدادا لتمثيل الجزائر في المونديال أحسن تمثيل. لو تخيبون آمالهم في جنوب إفريقيا، فالأنصار الذين وضعوكم فوق رؤوسهم سوف يستقبلونكم بالشتم و الحجارة لدى عودتكم. هل تعلمون ذلك؟
نعم، أعلم ذلك جيدا. وقد حكى لي اللاعبون كل شيء وأن الأنصار الجزائريين ينقلبون بسرعة من مباراة لأخرى. و قد حكوا لي خروجهم من ملعب 5 جويلية بعد الهزيمة أمام غينيا (0-2) وكيف تم رشقهم بالحجارة لدى خروجهم من الميدان. أعرف جيدا ما ينتظرنا (يضحك). من جهتي أعتبر الأمر طبيعيا لأن الحماس يفرض ذلك، لكن لا أفهم كيف آخذ مكان لاعب أساسي مثل منصوري الذي يلعب في المنصب نفسه منذ 10 سنوات وهو قائد للفريق. لا أريد أن أتحمّل مسؤولية هذا التغيير لأني أريد أن أبقى نزيها مع نفسي و مع الناس.
لكن التنافس يبقى قائما بين اللاعبين في كل المنتخبات. فإذا كان منصوري أحسن منك يوم اللقاء فسوف يلعب والعكس صحيح. ثم إن سعدان هو الذي يقوم بالاختيار.
طبيعي أن تمر الأمور مثلما تقول. فالمدرب و الفريق بحاجة إلى لاعبين الأكثر استعدادا يوم المقابلة. لكن لا شيء يمكنه أن ينزع من رأسي رؤية منصوري على كرسي الاحتياط و أنا ألعب فوق الميدان. فهو قائد للفريق الذي انتظر طويلا للمشاركة في المونديال وحمل القميص الجزائري لسنوات عديدة ، ثم آتي في آخر لحظة لآخذ مكانه. هكذا لن اكتفي بتعويضه بل بتحطيم حلمه الذي انتظره مطولا، وهذا لن أقبل به تماما.
لكن لا شيء يدريك بأن لاعبا من الأربعة سيصاب قبل المباراة خاصة وأن المدرب الوطني بحاجة إلى أربعة لاعبين من الوسط الدفاعي و أن الأماكن ستعود للأكثر استحقاقا
هذا أكيد، الفريق بحاجة إلى كل اللاعبين في المونديال، كما أن تنافسا نزيها سيحتدم بين الجميع ما يساهم في رفع مستوى الفريق. لكن أكرر مرة أخرى بأني لا أرغب في تحمل العواقب الوخيمة، وأنا أشعر بذلك كما أريد أن أكون صريحا مع الجميع فقط.
في الأخير ماذا احتفظت من الجزائر باستثناء ازدحام السيارات؟
صحيح أن الازدحام مثير للأعصاب في شوارع العاصمة. لقد خرجت مع وليد ( يقصد صادي) في جولة لبعض أحياء العاصمة، رأيت أشياء قليلة ولم أتمتع جيدا بجمالها و سأتدارك ذلك في زيارتي القادمة للجزائر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.