مجلس الأمن يخفق في تمرير مشروع قرار متعلق بانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة    عطاف يجري بنيويورك محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة    فلاحة: القطاع على أهبة الاستعداد لإطلاق عملية الإحصاء العام    محاكم تجارية متخصصة: اصدار توصيات لتحسين سير عمل هذه المحاكم    "مشروع تحويل المياه من سدود الطارف سيحقق الأمن المائي لولايتي تبسة و سوق أهراس"    الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش يحضر جانبا من تدريبات النادي الرياضي القسنطيني    عطاف يشدد على ضرورة منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين    إحالة 14 ملف متعلق بقضايا فساد للعدالة منذ أكتوبر الماضي    وزير الصحة يشرف على لقاء لتقييم المخطط الوطني للتكفل بمرضى انسداد عضلة القلب    كاس الجزائر أكابر (الدور نصف النهائي): مولودية الجزائر - شباب قسنطينة بدون حضور الجمهور    فلسطين: ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 33 ألفا و 970 شهيدا    زيتوني يشدد على ضرورة إستكمال التحول الرقمي للقطاع في الآجال المحددة    فايد يشارك في أشغال الإجتماعات الربيعية بواشنطن    مسار إستحداث الشركة الوطنية للطباعة جاري    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار وتوقيف 10 عناصر دعم للجماعات الإرهابية خلال أسبوع    الجهوي الأول لرابطة باتنة: شباب بوجلبانة يعمق الفارق    سدراتة و«الأهراس» بنفس الإيقاع    من خلال إتمام ما تبقى من مشاريع سكنية: إجراءات استباقية لطي ملف «عدل 2»    سطيف: ربط 660 مستثمرة فلاحية بالكهرباء    أرسلت مساعدات إلى ولايات الجنوب المتضررة من الفيضانات: جمعية البركة الجزائرية أدخلت 9 شاحنات محمّلة بالخيّم و التمور إلى غزة    سترة أحد المشتبه بهم أوصلت لباقي أفرادها: الإطاحة بشبكة سرقة الكوابل النحاسية بمعافة في باتنة    رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي يؤكد: تشجيع الإشراف التشاركي في العملية الانتخابية المقبلة    أكاديميون وباحثون خلال ملتقى وطني بقسنطينة: الخطاب التعليمي لجمعية العلماء المسلمين كان تجديديا    وزير الاتصال و مديرية الاعلام بالرئاسة يعزيان: الصحفي محمد مرزوقي في ذمة الله    كرة اليد/كأس إفريقيا للأندية (وهران-2024): الأندية الجزائرية تعول على مشوار مشرف أمام أقوى فرق القارة    الحكومة تدرس مشاريع قوانين وعروضا    عطّاف يؤكّد ضرورة اعتماد مقاربة جماعية    مجمع سونلغاز: توقيع اتفاق مع جنرال إلكتريك    68 رحلة جوية داخلية هذا الصيف    تظاهرات عديدة في يوم العلم عبر ربوع الوطن    لم لا تؤلّف الكتب أيها الشيخ؟    توزيع الجوائز على الفائزين    عون يؤكد أهمية خلق شبكة للمناولة    من يحرر فلسطين غير الشعوب..؟!    تفكيك جماعة إجرامية تزور يقودها رجل سبعيني    الجزائر تضع باللون الأزرق مشروع قرار طلب عضوية فلسطين بالأمم المتحدة    دعوة لضرورة استئناف عملية السلام دون تأخير    الصّهاينة يرتكبون 6 مجازر في يوم واحد    هذا موعد عيد الأضحى    أحزاب ليبية تطالب غوتيريس بتطوير أداء البعثة الأممية    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    أول طبعة لملتقى تيارت العربي للفنون التشكيلية    بطاقة اشتراك موحدة بين القطار والحافلة    ضرورة جاهزية المطارات لإنجاح موسم الحج 2024    نحضر لعقد الجمعية الانتخابية والموسم ينتهي بداية جوان    معارض، محاضرات وورشات في شهر التراث    شيء من الخيال في عالم واقعي خلاب    مكيديش يبرر التعثر أمام بارادو ويتحدث عن الإرهاق    نريد التتويج بكأس الجزائر لدخول التاريخ    حجز 20 طنا من المواد الغذائية واللحوم الفاسدة في رمضان    نسب متقدمة في الربط بالكهرباء    تراجع كميات الخبز الملقى في المزابل بقسنطينة    انطلاق أسبوع الوقاية من السمنة والسكري    انطلاق عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زياني يُحضر حقائبه للإلتحاق ب فرنسا أو إسبانيا والشعب الجزائري متضامن معه
نشر في الهداف يوم 10 - 04 - 2010

تتواصل معاناة اللاعب الدولي الجزائري كريم زياني مع ناديه الألماني “فولفسبورغ”، الذي أعلن الحرب على لاعبنا منذ فترة، وبالضبط منذ نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة التي جرت بأنغولا، حينها اعتقدنا جميعا أنها مجرد سحابة عابرة سرعان ما ستنقشع وتعود المياه إلى مجاريها، لكن المعاناة طالت وامتدت إلى الأيام القليلة الأخيرة التي تبقت عن عمر “البوندسليڤا”..
فبقيت حالة لاعبنا الدولي كما هي وأصبح يجد نفسه خارج قائمة 20 وليس فقط قائمة 18، سواء في مباريات البطولة الألمانية أو خلال مباريات “أوروبا ليغ”، على غرار ما كان عليه الحال سهرة يوم الخميس المنقضي عندما وجد اللاعب السابق لنادي “مرسيليا” نفسه خارج القائمة خلال مباراة الإياب أمام نادي “فولهام” الإنجليزي، وهي المباراة التي أقصي من خلالها ناديه المغمور من المنافسة الأوروبية بعد هزيمته بنتيجة هدف دون رد.
بعد 9 ماي لن يرى الألمان وجهه
ولم يكن جديدا على زياني أن يجد نفسه خارج قائمة 18 في هذه المرة لأن اللاعب اكتشف خيوط المؤامرة التي تحاك ضدّه منذ مدة، وقال بصوت عال ل“الهدّاف”: “انتهت الحكاية ولم يعد يهمّني أن ألعب في هذا الفريق وسأحزم أمتعتي وأغادر فور نهاية الموسم”، وهو ما يتأهب لفعله حاليا، حيث لم تتبق سوى جولات قليلة وتنتهي “البوندسليڤا” ولن يرى الألمان وجهه بعد 9 ماي (تاريخ نهاية الموسم في ألمانيا). فاللاعب حاليا يتدرب مع فريقه للحفاظ على لياقته حتى لا تتأثر سلبا على أن يحزم أمتعته دون رجعة بعد التاسع من الشهر القادم.
يضع “الليڤا” في المقدمة، يُفضّلها ل فنّها، سحرها وسحر نجومها
وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإن زياني لا زال يطمح في خوض تجربة احترافية في البطولة الإسبانية التي كان قاب قوسين أو أدنى من اللعب فيها خلال العديد من المرات السابقة بالنظر إلى العروض التي كانت تتهاطل عليه خلال تلك الفترة، لكنه أخطأ التقدير واختار وجهة ألمانية لم يكن يتوقع ما سيحدث له فيها فعانى ما عانى منه وبسبب تلك المعاناة ها هو يرغب الآن في الهروب إلى “الليڤا” حيث يوجد اللعب الجميل، الساحر والأنيق وحيث يوجد سحرة مثل ميسي، رونالدو، فيا، تشافي وغيرهم، ولعل ما جعل زياني يضع الانضمام إلى البطولة الإسبانية كأولوية من أولوياته هو اعتماد طريقة اللعب هناك على الجانب الفني وهي سمة لاعبنا الدولي الذي يميل إلى اللعب الفني الجميل عكس البطولة الألمانية التي تمزج بين الاندفاع البدني واللعب السلبي، فضلا عن أن المناخ في إسبانيا يساعده أكثر من المناخ في ألمانيا وبالضبط في “فولفسبورغ” التي لم يتمكن من الاندماج لا مع مناخها البارد ولا مدنها الشاغرة ولا لغتها الغريبة التي لم يحفظ منها ربما سوى صباح الخير ومساء الخير فقط.
ماعدا إشبيليا، فالنسيا أو أتليتيكو مدريد لا أحد يقدر على إشرائه
وكشفت لنا مصادرنا الخاصة أن الوكيل القائم بأعمال لاعبنا دخل منذ فترة في إتصالات مع العديد من الأندية التي ترغب في ضم زياني ومن بينها فرق إسبانية عبّرت عن رغبتها سابقا في ضمه على غرار إسبانيول، لكن الأمر الذي يطرح إشكالا حسب ما علمناه هو القيمة الباهظة التي حددها ناديه الألماني “فولفسبورغ” مقابل بيعه ولا تقل عن 8 مليون أورو، وهي قيمة كشفت مصادر مؤكدة من إسبانيا أن فرقا مثل إسبانيول” لا تقدر خزينتها على دفعها وأن الفرق الثلاثة التي بإمكانها أن تسددها هي ثلاثة فقط وهي إشبيليا، فالنسيا وأتلتيكو مدريد هذا دون أن نتحدث عن العملاقين برشلونة وريال مدريد القادرين على دفع أية قيمة خيالية مقابل أي لاعب يرغبان في ضمه، ولا يكمن الإشكال الوحيد في القيمة الباهظة التي حددها ناديه بل أن الإشكال يكمن أيضا في رد فعل الأندية القادرة على الدفع عندما يعلمون بأن زياني لم يلعب كثيرا طيلة الموسم واكتفى بالمشاركة في 27 دقيقة فقط منذ نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، وهو عائق قد يحول دون ضمه مهما كانت الرغبة التي تحدو أي ناد في خطفه.
فرنسا وجهته الثانية ... رين، موناكو و”بي. أس.جي” يُريدونه
وإذا وقفت تلك العراقيل في طريق زياني لخوض تجربة في إسبانيا، فإنه لن يجد أي مشكل في العودة إلى البطولة الفرنسية، حيث كبر وتربى وترعرع وتعلم أبجديات كرة القدم، لاسيما أن العديد من الأندية هناك ترغب في ضمه مهما حصل ف “رين” يريده بأي ثمن ونادي “موناكو” يريد ضمه هو الآخر دون أن ننسى فريق العاصمة “باريس سان جرمان” الغريم التقليدي لفريقه السابق “مرسيليا” والذي دخل السباق هو الآخر وصار يُتابع باهتمام ما يحصل ل زياني مع ناديه الألماني لعله يستثمر في تلك المشاكل ويظفر بعصفور نادر قادر على العودة إلى سابق عهده في أية لحظة لو يجد المناخ والمحيط الملائمين.
مونديال رائع يعني الإنضمام إلى ناد كبير
ورغم أن وكيل أعمال زياني كان قد أكد ل “الهداف” في حوار سابق أنه سيحسم الأمور مع إدارة النادي الألماني الذي يلعب له زياني وأنه سيحسم في وجهة اللاعب أيضا قبل انطلاق نهائيات العالم المقبلة، إلا أنه قد يواجه صعوبات في ضمه إلى ناد آخر إذا تمسّك نادي السيارات الألماني بمطالبه المالية التي لا تقل عن 8 مليون أورو، وفي تلك الحالة قد يضطر وتضطر الأندية التي تريد ضمه إلى الدخول في مفاوضات حول تخفيض القيمة المالية وهو ما قد يستغرق وقتا إضافيا قد يصل إلى حد انطلاق المونديال، وهناك سيكون زياني أمام اختبار حقيقي للحسم في وجهته بفضل قدميه لأن مجرد خوضه مونديالا في المستوى مع المنتخب الوطني سيسمح له بالظفر بعقد مع ناد كبير من الأندية التي تراقبه وتطمح إلى ضمه أو إلى أي ناد سيتواجد مناجرته في بلد “نيلسون مانديلا” لخطف اللاعبين المتألقين، وهو الهدف الذي يسعى من أجله زياني الذي أسرّ لنا مقربوه بأنه وضع هدف التألق في جنوب إفريقيا بين عينيه حتى ينفذ بجلده من “فولفسبورغ” نحو ناد كبير.
الشعب الجزائري كله متضامن معه في محنته
وبعيدا عن إسبانيا وفرنسا حيث توحي كل المؤشرات بأن وجهة زياني ستكون إلى أحد البلدين الموسم المقبل، لابد من التعريج على التضامن الشديد الذي يلقاه لاعبنا الدولي من كافة الشعب الجزائري عقب الذي يحدث له مع مدربه الألماني “كوسنير” من تهميش، فالجمهور الرياضي هنا ورغم تيقّنه مسبقا كل أسبوع وجولة أو خلال كل موعد يكون في انتظار “فولفسبورغ “ محليا أو قاريا من أن زياني لن يكون ضمن حسابات مدربه الأساسية ولا الاحتياطية، إلا أنه يمنّي النفس برؤية الدولي الجزائري على الأقل على كرسي البدلاء قبل أن يصدم بواقع مرّ عند التأكد من غيابه، وهو ما سبب تضامنا شديدا وواسعا مع زياني الذي يشهد له العام والخاص في الجزائر بالخدمات التي قدمها للمنتخب الوطني منذ أن وطأت قدماه المجموعة.
... وكله ناصر فولهام أمام فولفسبورغ بسبب تهميشه
ولعلّ ما يدلّ على أن الشعب الجزائري صار متضامنا مع لاعبه أكثر من أي وقت مضى هو متابعته مباراة الإياب لحساب الدوري الأوروبي التي جمعت سهرة يوم الخميس الماضي نادي “فولفسبورغ” بنادي “فولهام” الإنجليزي، وهي المباراة التي لم يتابعها الجزائريون من أجل مناصرة النادي الألماني بل من أجل مناصرة النادي الإنجليزي الذي نجح في نهاية المطاف في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى المربع الذهبي، وكل هذا لأن زياني هُمّش مرة أخرى وأجبر على التواجد خارج الحسابات والرهانات، وهو أمر وإن دل على شيء فإنما يدل على تضامن الجزائريين مع بعضهم البعض في أوقات الفرج والشدة أيضا.
ناديه ضيّع كل شيء وقد يُضيّع مشاركة أوروبية أيضا
ويبدو أن هذا النادي المغمور الذي سقط صدفة من كتاب مفتوح ونال اللقب الألماني الموسم الفارط من ضربة حظ بعد أن استغل فترة الفراغ التي كان يمر بها العملاق بايرن ميونيخ، هو بصدد دفع ثمن التهميش الذي تعرّض زياني ومن معه من المستقدمين غاليا، ففي بادئ الأمر أهدر فرصه في التأهل إلى الدور الثاني من رابطة الأبطال الأوروبية التي يتمكن خلالها من مسايرة نسق العمالقة وكبار اللعبة، فخرج من الدور الأول قبل أن يهدر كامل حظوظه في الدفاع عن لقبه الضائع قبل الأوان. إذ توسعت الهوة مع مرور الجولات بينه وبين الكبار أمثال بايرن ميونيخ، شالك، ليفركوزن، هامبورغ وبوروسيا دورتموند وغيرهم، وها هو الآن يهدر فرصة الوصول إلى أبعد دور في الدوري الأوروبي (أوروبا ليغ) بخروجه من الدور ربع النهائي على يد “فولهام” الإنجليزي ويتأهب أيضا لتضييع كامل حظوظه في الظفر بورقة أوروبية تحسبا للموسم القادم بما أن الصف السابع الذي يحتله مؤقتا لا يضمن له المشاركة في بطولة الدوري الأوروبي.
إخفاقات تدل على فشل سياسة هذا النادي ومدربه
وإن كنا كجزائريين نحمد الله على أن هذه الإخفاقات تجسدت كلها على أرض الواقع في ظل غياب لاعبنا الجزائري المهمش، فإننا نسلّط الضوء أيضا على سياسة هذا النادي الذي غيّر مدربه السابق “أرمين فيه” المحنك ومنح مأمورية تدريبه ل “كوستنير” الذي قاد الفريق إلى الهاوية وترك بصماته بالإخفاق والفشل على مستوى كامل الرهانات (دوري أبطال أوروبا، البطولة، الدوري الأوربي) وهو يسير بخطى ثابتة لتضييع فرصة تجديد المشاركة مع المنافسات القارية، بسبب سياسة تهميش أبرز العناصر التي تم استقدامها على غرار زياني والنيجيري “مارتينز”وغيرهما، والتي لم يجن من ورائها سوى الفشل الذريع.
------------------------------------------------------------
فولفسبورغ الخاسر الأكبر من تهميش زياني
منذ أن وطأت قدماه ألمانيا، تُلاحق المصائب اللاعب الجزائري كريم زياني، حيث يبقى نجم المنتخب الوطني خارج حسابات فريقه فولفسبورغ. ورغم أنه بدأ بطريقة أفضل نوعا ما بتواجد المدرب السابق “أرمن فيه”، إلاّ أنّ الأمور عادت إلى نقطة الصفر مع المدرب الجديد “لورنز كوستنر” الذي لا يحمل زياني في قلبه، وهو ما جعل نجم مرسيليا السابق خارج قائمة جميع المباريات الأخيرة دون أي سبب مقنع، خاصة أن زياني من بين أحسن اللاعبين فنيا في فولفسبورغ وهذا بشهادة الجميع. لكن قد تكون هناك أسباب خارجة عن النطاق الرياضي تحكم قرارات المدرب، فيما يبقى بطل ألمانيا في الموسم السابق الخاسر الأكبر من قرارات مدربه في ظل صرفه أموالا طائلة من أجل استقدام النجم الجزائري تكون قد ذهبت أدراج الرياح.
ملايين إستقدام زياني ذهبت أدراج الرياح بسبب عنصرية المدرب الجديد
وتم استقدام زياني في بداية الموسم من مرسيليا الفرنسي بمبلغ 7 ملايين أورو إضافة إلى امتيازات مالية أخرى تخص أجر اللاعب والمسكن والسيارة، وهو ما يثبت أنّ مدرب الفريق السابق “أرمن فيه” كان يثق كثيرا في إمكانات الدولي الجزائري. هذا ما أكدته المباريات الأولى من البطولة الألمانية حين شارك زياني أساسيا وقدم مستوى جيدا إلى غاية تراجع مستواه في المباراة الثالثة وهو الأمر الذي أفقده مكانته الأساسية. لكنه بقي يشارك بديلا كما حظي بثقة “فيه” من خلال تصريحات المدرب الألماني الذي ظل يؤكد في كل مرة أنه واثق من رجوع زياني إلى مستواه الحقيقي، فيما لعبت الإصابات دورا آخر في غياب لاعب مارسيليا السابق عن مواجهات كثيرة، ثم مع عودته من كأس إفريقيا تغيّرت جميع المعطيات عندما وجد مدربا آخر في انتظاره. وبتهميش زياني غير المبرر يكون فولفسبورغ قد فقد أموالا طائلة دون فائدة.
هو الأحسن في منصبه وإشراك مدافع في مكانه قمّة التهميش
بقاء زياني خارج قائمة 18 هو الأمر الذي لم يتوقعه الدولي الجزائري أو الجزائريون أيضا حيث انتظر الجميع أن يبرز زياني هذا الموسم مع فولفسبورغ ويصبح من نجوم الفريق خاصة مع بدايته القوية، لكن تغيّرت العديد من الأمور عند غيابه أثناء التواجد مع “الخضر” في كأس إفريقيا بوصول مدرب جديد ورحيل “أرمن فيه”، “كوستنر” لا يثق تماما في زياني ولم يعطه حتى فرصة اللعب إذ اكتفى بإشراكه خلال 25 دقيقة في مباراة هيرتا برلين التي كانت محسومة أصلا قبل دخوله (كانت النتيجة 4-1 عند إقحام زياني)، ورغم أنّ “كوستنر” يعرف جيدا أنّ التشكيلة الحالية ل”الفولفي” لا تحتوي على من أفضل من زياني أو على لاعب خارق في الجهة اليمنى (يوجد الياباني هاسيبي والألماني الشاب دياغاه)، إلاّ أنه تمادى في تهميش الدولي الجزائري ووصل به إلى الأمر لحد الزج بمدافع في تلك الجهة.
الإصابات أثّرت فيه وكأس إفريقيا زادت أموره تعقيدا
رغم التهميش الذي يلاقيه كريم زياني في نادي فولفسبورغ بسبب مدربه الجديد “كوستنر” إلاّ أنّ ذلك لا يُخفي تواجد أسباب أخرى ساهمت في تراجع مستوى “مايسترو” المنتخب الوطني ومن بينها توالي الإصابات عليه منذ بداية الموسم، حيث لا يكاد يشفى من إصابة إلاّ وتلاحقه أخرى وهو ما جعله خارج المنافسة لفترات طويلة، كما كان لكأس إفريقيا الأخيرة بأنغولا دور كبير في التهميش الذي يعاني منه حاليا إذ غاب عن تشكيلة فولفسبورغ لمدة تصل إلى شهر ونصف وهو الأمر الذي لم يعجب إدارة ومسؤولي الفريق الألماني، وظهر ذلك جليا من خلال تصرفات المدرب الجديد عند عودته من أنغولا فأصبح خارج حسابات المباريات وحتى خارج قائمة 18 لاعبا.
أثبت إحترافيته، واصل العمل في صمت والمونديال موعده
ويواصل كريم زياني تدريباته بشكل عادي ولم يسبب أي مشاكل في الفريق بالرغم من الظلم الفاضح الذي يتعرض له من طرف مدربه. حيث زاد نجم “الخضر” وتيرة العمل في الحصص التدريبية لأنه يريد تدارك النقص المسجل على مستوى المنافسة من أجل التحضير الأمثل للمشاركة في نهائيات كأس العالم، وهو الموعد الذي ينتظره بشوق على أمل إثبات ذاته أمام العالم بأسره ورسم الفرحة والبهجة على وجوه الجزائريين المتشوقين بدورهم لرؤية زياني والمنتخب الوطني من جديد. وبهذا يكون النجم الجزائري قد أثبت الاحترافية الكبيرة التي يتمتع بها ويواصل العمل في صمت شديد فيما سيكون المونديال موعده القادم من أجل الرد على منتقديه خاصة أن الجزائريين ينتظرون منه الكثير في جنوب إفريقيا.
الفريق الألماني يُعوّل على بروزه في المونديال
ومن جانب آخر يعي جيدا المسؤولون على الفريق الألماني أنّ فولفسبورغ هو الخاسر الأكبر من عدم إشراك زياني في المباريات، حيث تعتبر صفقات النادي هذا الصيف خاسرة بنسبة كبيرة جدا. إذ صرف الفريق 7 ملايين أورو على النجم الجزائري الذي شارك في أقل من 500 دقيقة في “البوندسليڤا” بينما لم يكن النيجيري “أوبافيمي مارتينز” والدنماركي “توماس كالانبيرغ” أحسن حالا وهما المستقدمان بحوالي 11 و5 مليون أورو على التوالي، وهو ما يعني أنّ الخاسر الأكبر من كل هذا هو النادي قبل كل شيء في انتظار ما سيفعله زياني مع “الخضر” خلال المونديال الإفريقي القادم على أمل أن يستفيد “الفولفي” من صفقة تحويله إلى ناد آخر.
فولفسبورغ يودّع البطولة الأوروبية ويجني خيبة أخرى
بعدما فقد جميع آماله في الحفاظ على لقب البطولة الألمانية أو على الأقل لعب الأدوار الأولى إضافة إلى خروجه في دور مبكر جدا من كأس ألمانيا ها هو فولفسبورغ يجني آخر خيباته بتوديع مسابقة “أوروبا ليغ” من الدور ربع النهائي على يد فولهام الإنجليزي، فبعدما خسر الفريق الألماني ذهابا بنتيجة (2-1) تجددت الخسارة فوق ميدانه بهدف يتيم سجله المتألق “بوبي زامورا”، وبهذا يواصل المدرب “كوستنر” دفع ضريبة تهميش الدولي الجزائري كريم زياني الذي كان قادرا على تقديم الإضافة لوسط الفريق المهزوز، خاصة أنه يتمتع بخبرة كافية في مثل هذه المواعيد وهو الذي شارك في أكبر مسابقتين أوروبيتين (رابطة الأبطال والاتحاد الأوروبي) في الموسمين الأخيرين مع مرسيليا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.