سعدي يُراهن على الرابعة ويصرّ على مباغتة الحراش

تمكن لاعبو إتحاد العاصمة من تحقيق فوز ثمين ب (2-1) عندما استقبلوا عشية السبت نظرائهم من أهلي برج بوعريرج..
وكان وراء الهدفين المهاجم الشاب معاوية مكلوش الذي فتح باب التسجيل في الدقيقة الأولى، وبالضبط في الثانية 36، ما سمح لأشبال المدرب سعدي باللعب بارتياح شديد في ظل التقدم في النتيجة. وهو ما أكده المهاجم الآخر نوري أوزناجي الذي عمّق الفارق قبل انتهاء الشوط الأول بأربع دقائق، وبهذا الفوز المستحق الذي سجله أبناء “سوسطارة“، فإنهم ارتقوا لأول مرة منذ بداية الموسم إلى المرتبة الخامسة في انتظار المواصلة في هذا النسق التصاعدي وتحقيق المزيد من النتائج، والبداية ستكون من مواجهة الغد أمام إتحاد الحراش في “داربي“ عاصمي قوي، حيث سيكون الصراع على أشده من أجل الظفر بالمرتبة الرابعة التي يريدها المدرب سعدي وإنقاذ هذا الموسم الصعب الذي عاشه أصحاب الزي الأحمر والأسود.
الفوز على البرج أكد صحة الإتحاد
وبالإنتصار المسجل عشية أول أمس أمام منافس كان يُقاسم الإتحاد المرتبة السادسة ب 46 نقطة ويتعلق الأمر بأهلي البرج، فإن رفاق دحام أكدوا على صحتهم في الجولات الأخيرة وعودتهم القوية في المباريات السابقة التي حقق فيها أشبال سعدي نتائج إيجابية متتالية، وراح بعض المتتبعين إلى التأكيد على أن أبناء “سوسطارة“ يُقدمون مستويات كبيرة في مختلف مبارياتهم إن لم نقل الأحسن في الوقت الراهن مقارنة بتراجع عديد الأندية حتى فيما يتعلق بتلك التي تتنافس على اللقب، لأن من يشاهد مباريات رفاق دزيري في بولوغين يتذكر الأيام الزاهية للإتحاد ولو أن الأسماء تغيّرت بوجود مكلوش، دحام، سايح وحميدي بالإضافة إلى لاعبي الدفاع على غرار شكلام، ريّال وخوالد وكذا آيت واعمر وعوامري.
غيابات عديدة، لكنها لم تؤثّر في المردود
وما وقفنا عليه في لقاء البرج أن المدرب سعدي لعب منقوصا من عدد لا بأس به من اللاعبين الأساسيين على غرار المهاجم حميدي الذي غاب بسبب الإصابة التي تعرض لها في لقاء القبائل، بالإضافة إلى سعيدون وسايح المتواجدين في إيطاليا مع المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة ناهيك عن اللاعبين طاتام وبن علجية مهدي المتواجدين في سويسرا مع زملائهما من الأواسط للمشاركة في دورة دولية طيلة هذا الأسبوع، وعلى الرغم من كل المخاوف إلا أن حنكة وخبرة المدرب سعدي سمحت له بإيجاد الحلول اللازمة للإطاحة بمنافس من العيار الثقيل يضم في تعداده أسماء لا يستهان بها على غرار عمور، إيلول، بن طيب وحشود.
عودة دزيري، عشيو وغازي تُرعب المنافسين
وجاءت عودة اللاعبين الثلاثة المخيفين في وسط الميدان بالنسبة لإتحاد العاصمة ويتعلق الأمر بكل من القائد بلال دزيري، حسين عشيو وكريم غازي في الوقت المناسب بعد غيابهم في المدة الأخيرة. ففيما يتعلق ب دزيري، فقد كانت آخر مباراة له في “داربي“ المولودية ب 5 جويلية أي منذ ما يقارب الشهرين، أما عشيو فقد عاد بعد 6 أشهر من الغياب إثر الإصابة البليغة التي تعرض لها، وغازي غاب لما يقارب الشهر، ومباشرة بعد عودتهم عاد الأداء الراقي لأصحاب الزي الأحمر والأسود، حيث شاهدنا عروضا كروية جميلة صفق لها الجمهور الحاضر مطوّلا، خاصة من طرف “المايسترو” بلال دزيري، وإلى جانبه آيت واعمر الذي يقوم بعمل كبير في وسط الميدان إلى جانب خوالد وكريم غازي الذي عرف كيف يسيّر بقية مجريات اللقاء بفضل خبرته الطويلة في الميادين، دون أن ننسى أن الجميع فرح بعودة المتألق حسين عشيو الذي اشتاق له محبو الفريق كثيرا بسبب غيابه الطويل عن الميادين.
للأسف ... دزيري سيعتزل أمام النصرية
وكما أشرنا إليه في أعدادنا السابقة فقد تأكد خبر اعتزال قائد الإتحاد دزيري بلال الذي يبلغ من العمر 38 سنة وأربعة أشهر بعد أن قضى ما لا يقل عن 15 عاما في صفوف إتحاد العاصمة مع بعض التنقلات إلى خارج أرض الوطن لكنها لم تدم طويلا، وعليه فقد أراد دزيري أن يكون لقاؤه الأخير بألوان فريق “سوسطارة“ الذي يعشقه حتى النخاع (انظر الحوار) هذا الجمعة عند مواجهة نصر حسين داي في مباراة الجولة 33 وما قبل الأخيرة في الموسم، التي ستكون بمثابة حفل الوداع لهذا اللاعب الذي قدّم الكثير لكرة القدم الجزائرية، ومن المنتظر أن يحضر آلاف الأنصار إلى بولوغين من أجل توديع مدللهم طيلة العشريتين الأخيرتين لأنه ابتداء من يوم الجمعة لا يمكننا أن نستمتع برؤية “بلالو“ مجددا فوق الميادين وهو الذي لا يزال قادرا على اللعب لموسم آخر على الأقل حسب شهادة مدربه سعدي لكنه يفضّل الخروج من الباب الواسع.
مكلوش المفاجأة السارة هذه المرة
عوّدنا المدرب سعدي على المفاجآت السارة في مختلف المباريات التي يلعبها الإتحاد، فبعد المهاجم آيت طاهر في أول لقاء له مع شبيبة بجاية في مرحلة الذهاب مرورا بإبراز كل من مهدي بن علجية وطاتام أمام إتحاد عنابة، دون أن ننسى تألق كل من سعيدون وسايح في مرحلة الإياب حيث صارا من الركائز في التشكيلة الأساسية، ها هو سعدي يفاجئنا مرة أخرى بالمهاجم الشاب معاوية مكلوش الذي يملك مستوى كبيرا لكنه لم يستفد من الفرص اللازمة لتقديم نفسه كما ينبغي، وفي أول مناسبة أقحمه فيها سعدي مع التشكيلة الأساسية استغلها كما ينبغي وأبهر الجميع بمستواه الكبير وكان مسجل الهدف الأول وصاحب التمريرة الحاسمة في لقطة الهدف الثاني الذي وقعه أوزناجي.
دحام يؤدي جيّدا، لكنه لا يسجل كثيرا
ومن اللاعبين الذين يوجدون في أحسن أحوالهم ومن كل النواحي نجد المهاجم دحام الذي أصبح يقدم مستويات راقية بفضل تحركاته العديدة في الخط الأمامي، ما عاد بالفائدة على هجوم الإتحاد الذي عرف إستفاقة ملحوظة حيث لا تمر مباراة إلا وسجل فيها أصحاب الزي الأحمر والأسود هدفين على الأقل وهو معدل محترم، وما ينقص دحام مؤخرا هو عدم تسجيله للأهداف على الرغم من العمل الكبير الذي يقوم به، فمثلا في مباراة أهلي البرج كان وراء التمريرة الحاسمة للهدف الأول وقدم كرة الهدف الثاني إلى مكلوش الذي قدمها بدوره إلى أوزناجي الذي وضعها في الشباك. وتجدر الإشارة إلى أن دحام تمكن من زيارة الشباك لكن الحكم ميال لم يحتسب الهدف بداعي التسلل المشكوك فيه.
الجميع يُعوّل على هزم الحراش... والرابعة
في ظل هذه المعطيات الإيجابية يبقى الأمل كبيرا في مواصلة هذه النتائج في الجولات الثلاث المتبقية، فالجميع يركّز على مباراة الغد أمام إتحاد الحراش في ملعب 20 أوت التي ستنطلق على الساعة الرابعة، وستكون هذه المواجهة بمثابة قمّة عاصمية الجميع ينتظر أن تجري في روح رياضية عالية مثلما عوّدنا عليه أنصار الفريقين، على الرغم من أنّ الصراع سيكون قويا فوق الميدان نظرا لأهمية نقاط هذه المواجهة التي في حال تمكن رفاق دزيري من تحقيق الفوز بها فإنهم سيضربون عصفورين بحجر واحد بحكم أنهم سيرتقون إلى المرتبة الرابعة من جهة وسيتخطون صاحب تلك المرتبة إتحاد الحراش من جهة أخرى.
... وحتى الثالثة ليست مستحيلة في حال تعثّر بجاية
صحيح أن الهدف المنشود في الإتحاد منذ عدة جولات هو حصد أكبر عدد من النقاط قصد الظفر بالمرتبة الرابعة أو على الأقل الخامسة، لكن بالنظر إلى المعطيات الموجودة بين أيدينا والرزنامة المتبقية، فإن رفاق عشيو قادرون حتى على الظفر بالمركز الثالث دون مبالغة، لأنه لا تفصلهم إلاّ 5 نقاط عن الثالث شبيبة بجاية الذي سيكون في مهمة غاية في الصعوبة عندما يتنقل على التوالي إلى وهران لمواجهة المولودية المحلية التي تصارع من أجل البقاء، ثم إلى الخروب التي لن تفرّط في نقاط المباراة بسهولة، ثم إستقبال وفاق سطيف الذي سيرمي بكل ثقله من أجل التتويج في بجاية باللقب وهو ما من شأنه أن يكون في صالح أشبال سعدي للظفر بهذه المرتبة وكل شيء سيتحدد في الأيام القليلة المقبلة.