ق.ر مرت مؤخرا، سنة واحدة على مشاركة "الخضر" في كأس العالم بالبرازيل، وما تخللها من فوز عريض على كوريا الجنوبية، وتأهل تاريخي للدور الثاني. وقبل هذا المونديال تمكن "المحاربون" من تحقيق المشاركة الثالثة بجيل جديد من اللاعبين بقيادة المخضرم رابح سعدان وإعادة ذكريات المونديال للجزائريين بعد فترة فراغ رهيبة وغياب عن العرس العالمي دام 24 عاما، حيث تمكن رفاق عنتر يحيى ونذير بلحاج ومجيد بوقرة من التأهل إلى نسخة 2010 بجنوب إفريقيا، باعتباره المنتخب العربي الوحيد الذي تأهل لهذا العرس العالمي، بعد مباراة فاصلة أداها أبطال "الخضر" أنذاك في نوفمبر 2009 بملعب أم درمان بالخرطوم (السودان)، بما عرف آنذاك ب"ملحمة أم درمان" الذي يعد شاهدا على هدف تاريخي وقعه المدافع عنتر يحيى في مرمى الحارس المصري عصام الحضري في المباراة الفاصلة، كان جواز السفر إلى المونديال الذي استضافته القارة السمراء للمرة الأولى في تاريخها. ولم يكن مشوار "الخضر" جيدا خلال المونديال، حيث لم يوفق زملاء كريم زياني في مباراتهم الأولى أمام سلوفينيا وتكبدوا الهزيمة صفر-1 بعد خطأ فادح للحارس شاوشي، ولم يكن رد فعل المنتخب الجزائري موفقا في المباراة الثانية أمام المنتخب الإنجليزي بقيادة مدربه فابيو كابيلو، حيث سقط في فخ التعادل السلبي، قبل أن يتعرض للخسارة في الثالثة في الجولة الأخيرة أمام الولاياتالمتحدة 0-1 ويودع المنافسة دون أن يسجل أي هدف.
مشاركة تاريخية في بلاد السامبا تمكن المنتخب الوطني من التأهل لمونديال البرازيل لثاني مرة على التوالي ولرابع مرة في تاريخه، بعد الفوز المحقق على المنتخب البوركينابي بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، حيث كانت هذه المشاركة استثنائية، وخرج على يد المنتخب الألماني، هذا الخروج الذي وصفه العالم بالمشرف ورفع للجزائر قبعة الاحترام والتقدير بعد الأداء الرائع المقدم من طرف محاربي الصحراء طيلة مبارياتهم الأربعة، حيث سجلوا خلالها 7 أهداف كاملة ليحملوا بها لواء العرب كأحسن ممثل لهم على مدار تاريخ البطولة العريقة. وفرض المنتخب الوطني احترامه على الجميع في مونديال البرازيل 2014، الذي انتهت فيه مغامرة الخضر في الدور ثمن النهائي أمام نظيره الألماني، فبعد خوض منافسات المونديال في المجموعة الثامنة لم يكن الكثير يراهن عليه لبلوغ الدور الثاني لأول مرة في تاريخه، حيث وضع الخضر حدا ل32 سنة من السنوات العجاف، بعد انهزامه أمام بلجيكا ب(2-1) وفوزه على كوريا الجنوبية ب (4-2) ثم التعادل مع روسيا ب(1-1). ونال أداء الخضر إعجاب الصحافة البرازيلية التي أثنت كثيرا على المنتخب الوطني بفضل طريقة لعبه الجيدة التي تحسنت من مقابلة لأخرى.
ملحمة خيخون الأفضل لكل الأوقات وتبقى هذه المشاركة الأحسن في تاريخ المشاركات الجزائرية منذ المشاركة الأولى سنة 1982 بإسبانيا التي اتسمت بالفوز التاريخي الذي حققه أشبال المدرب الكبير محيي الدين خالف على ألمانيا. وقد أثبت هذا الجيل الجديد من اللاعبين، أنه يملك إمكانيات كبيرة و يتمتع بمؤهلات عالية مكنته من ترك بصماته في مونديال ألمانيا الذي يبقى الأفضل لكل الأوقات، رغم تمكن جيل جديد من اللاعبين من تحقيق إنجازات أخرى أكبر في المستقبل. فأمام منتخب ألمانيا، الذي يعد أحد أهم المنتخبات المرشحة للتتويج النهائي كان المنتخب الوطني قريبا من إحداث الإنجاز الكبير، ويكفي هذه المجموعة فخرا أنها أسالت العرق البارد للماكنات الألمانية التي اقتطعت تأشيرة المرور إلى الدور ربع النهائي بشق الأنفس، وأجبرت على لعب 120 دقيقة قبل أن تتنفس الصعداء.