يعتبر حي ''الصومام'' المحاذي لواجهة البحر والواقع ببلدية البرج البحري غرب العاصمة من أقدم الأحياء على مستوى البلدية، إذ يعود تاريخ إنشائه إلى 1982 إلا أن هذا الحي العتيق يفتقر للماء الشروب الذي جفت حنفياتهم منه منذ فترة طويلة من الزمن، حتى لم تعد تنفع معهم مضخات المياه التي قاموا بتركيبها لأجل ذلك. وقد أكد سكان الحي أنهم يسهرون لساعات متأخرة من الليل وأحيانا إلى غاية الساعة الثالثة صباحا في طوابير غير منتهية ينتظرون ملء دلائهم بالماء من الأحياء المجاورة إليهم. كما أوضحوا أن معاناتهم قد فاقت الحد خصوصا وأن منازلهم تفتقر أيضا لغاز المدينة حتى في موسم الشتاء، ما يجبرهم على نقل قارورات الغاز من هنا وهناك للطبخ والتدفئة ونحوهما، مشيرين في ذات الوقت إلى أنهم قد أودعوا ملفاتهم لدى مصالح شركة سونلغاز ودفعوا مستحقات توصيلهم بهذه المادة الضرورية منذ أكثر من سنة ونصف مضت، إلا أنهم لم يستفيدوا من أي جديد يذكر على الرغم من مراسلاتهم العديدة بالسلطات المحلية. كما يشكو حي ''الصومام'' من اهتراء جل شوارعه والأرصفة والطرقات بسبب عمليات الحفر التي شرعت فيها مصالح البلدية لمد أنابيب غاز المدينة، وهو ما جعل التنقل داخل الحي أمرا عسيرا نظرا للحفر التي تغمرها الأوحال وتزداد مع نزول المطر لتحول دون التحاق التلاميذ والعمال بمراكز الدراسة والعمل شتاء، أما صيفا فتطاير الغبار يكون هو سيد الموقف. وردا على هذا الانشغال أكد الناطق الأول باسم المجلس الشعبي البلدي لبرج البحري ناصر بن شابي أن الحي مزود بالماء الشروب وفق التوزيع بالتناوب، مشيرا إلى أن العملية لا تشمل السكنات القصديرية المجاورة. وأضاف ذات المتحدث بخصوص غاز المدينة أن شبكة الأنابيب موصولة بصفة كاملة، ولم يبق إلا إيصال الغاز من العداد إلى المنازل، وهو المشكل الذي لا يزال مطروحا بين مؤسسة سونلغاز من جهة، والمؤسسة الخاصة والمكلفة بالتوصيل وهو ما ستقوم لجنة المدينة على حله خلال انعقادها الشهر الجاري، مشيرا في نفس الوقت أن تهيئة طرقات الحي هي إحدى الأولويات التي وضعتها مصالحه وسطرتها وفق برنامج عملها إذ ستقوم بتهيئة الطرقات وتزفيتها شطرا بشطر. في حين لا تزال انشغالات المواطنين مرفوعة، في انتظار ما سيتحقق من وعود مصالح البلدية قبل نهاية هذه السنة، خصوصا إذا علمنا أن معاناة القاطنين بحي ''الصومام'' على هذه الحالة منذ أكثر من 26 سنة.