الإعلام الجواري ساعدني على تنمية قدراتي و حلمي تغطية إحدى طبعات المونديال

بعيدا عن وجع الكتابة ، وإرهاصات البحث عن المعلومة الصحيحة لنقلها للقارئ والمستمع معا ، وبعيدا عن ضوضاء المدينة كون ضيفنا اليوم
الإعلامي حسان أسعيد واحد من الأقلام التي تحبذ الهدوء والسكينة ، إختار الصحافة عن حب ومارسها بالصدفة بعد أن وجد نفسه في رحلة دفاع عن نجم الكرة الجزائرية لخضر بلومي ، فإستهوته الكتابة وبدأت معها رحلة ميلاد قلم صحفي من عمق الأوراس الأشم .
* حاورته : حنان حملاوي
بداية من يكون الصحفي حسان أسعيد ؟
حسان أسعيد المدعو "ياسين " إبن هذا الأوراس الأشم رأيت النور ذات العاشر من شهر مارس بعد سبع سنوات من عمر الإستقلال من برج الحوت ، من عائلة تتكون من إحدى عشرة فردا سبعة ذكور وأربع بنات وأنا عاشر إخوتي ، متزوج وأب لثلاثة أبناء هم رفيق الدين بكر أبنائي وفادي الإسلام أوسطهم ، و ردينة قرة العين وهي آخر العنقود .
حاصل على ديبلوم تقني سامي في المحاسبة والتسيير ، ديبلوم الدراسات التطبيقية الجامعية في التوثيق ، وآخر في قانون الأعمال من جامعة باتنة للتكوين المتواصل .
دخلت عالم الصحافة بالصدفة ذات عام من 1995 بعدما أردت الرد على موضوع كتب في جريدة "الأوراس الكبير "عن لخضر بلومي الذي رفض تكريما له في مدينة عين مليلة رفقة فريقه غالي معسكر ومن ذلك اليوم كانت الولادة الإعلامية لصحفي بدأ مسارا لا أدري أين سينتهي .
بعد "الأوراس الكبير "كانت الوجهة جريدة "الراية "المتخصصة في الرياضة والتي صدرت لعام ونصف قبل أن يكون مصيرها التوقف وفي تلك الفترة وصلني عرض من جريدة "الخبر" من قبل الأستاذ الشاذلي زقادة بأن ألتحق بمكتب باتنة وهذا على هامش حفل تكريم للفنان فؤاد ومان بمقر جريدة "الراية "، فكانت ولادة ثانية لقلم يريد أن يثبت جدراته فكانت الرحلة التي تعلمت فيها الكثير خاصة من الطاقم الذي عملت معه أنذاك في مكتب "الخبر" بباتنة الأستاذين مصمودي عبد الحميد والشاذلي زقادة .
وبالموازاة مع ذلك إشتغلت متعاونا مع إذاعة باتنة الجهوية وهذا بالضبط سنة 1998 وكنت مكلفا بالأمور الرياضية .
وفي سنة 2007 رسمت إلتحاقي بالإذاعة الجهوية لباتنة كصحفي محقق مباشرة بعد مشاركتي في تغطية الألعاب الإفريقية التي إحتضنتها أنذاك الجزائر ، وإلى غاية اليوم أنا صحفيا بها وأتشرف بذلك .
وسط هذا الحراك كيف تصور لنا الفعل الإعلامي بباتنة ؟
في الحقيقة باتنة كانت ولا تزال رائدة في مجال الإعلام فيكفي أنها أعطت للساحة الإعلامية الكثير من الأقلام الكبيرة التي خدمت الصحافة على غرار المرحومين :كمال عياشي ، صالح بن حبرو وأسماء أخرى لا تزال في الساحة من الجيلين القديم والحالي ، ناهيك على العناوين الصحفية التي غزت الساحة وتركت بصماتها ، فمنها إنطلقت "رسالة الأطلس "قبل أن تتوقف ، ومنها كانت "الأوراس " قبل أن تتحول إلى "الأوراس الكبير "الأولى عمومية والثانية خاصة ، ومنها صدرت " الراية " بحلتها القديمة والجديدة واليوم "الأوراس نيوز "بطاقم شبابي مئة بالمئة .
عموما باتنة قفزت قفزة نوعية في مجال الإعلام رغم الصعاب التي تعترض أهل المهنة ، لكن لذتها في التعب والصعوبات كما يقال عندنا .
المراسل والصحفي كثيرا ما يحدث التمييز بينهم ، بماذا تعلق على هذا الأمر وأنت عشت الفترتين ؟
الحديث عن التمييز غير موجود إطلاقا ربما البعض يريد أن ينسب لنفسه مهنة وهو بعيد عنها لغاية في نفس يعقوب ، والبعض موجود فيها ولكنه يريد التنصل منها لأنه يرى أن غرباء قد دخلوها وشوهوا صورتها الجميلة من أنها مهنة شريفة ، هذا هو الفرق فقط ما عدا هذا الكل يعمل وفق شروط ربما اليوم هي أحسن بكثير من السنوات السابقة ، وربما بطاقة الصحفي المحترف سترفع الكثير من الغبن عن محترفي مهنة الصحافة وسيظهر الغث من السمين .
بين الجيل القديم والجيل الحالي كيف ترى واقع الممارسة الإعلامية في الجزائر ؟
لا أريد أن أتحدث عن صحافة أجيال بقدر ما أريد أن أتحدث عن صحافة تواصل بين الأجيال ، فعملي مع الكثير من الأقلام الكبيرة أفادني كثيرا ، فتصور أنك تعمل مع قامة مثل الشاذلي زقادة عشرين سنة في مكتب الخبر فالأكيد أنك ستستفيد الكثير وأيضا نفس الأمر ينطبق على عبد الحميد مصمودي واحد من الأقلام الجريئة فالأول تعلمت منه الدقة في العمل والثاني الجرأة ، ضف إلى ذلك أن تعمل مع جيل متشبع بروح المسؤولية مثل :علي مروش ، بوكري بوحفص ،رضا تيبرماسين ، حسان بوزيدي ، الطاهر حليسي فالأكيد ستنهل من كل هؤلاء أشياء جميلة وتصحح في نفسك أشياء تراها سلبية دون مركب نقص لأننا نعمل لنتعلم ومن لا يخطأ لن يتعلم إطلاقا .
إخترت الصحافة الرياضية هل هو خيارك أم هو أمر فرض عليك ؟
في الحقيقة الصحافة الرياضية لم أخترها ولكن هي من إختارتني لأكون قلما في صفها، فكوني لاعبا سابقا في مولودية باتنة وحاصل على ديبلوم تدريب في كرة القدم كلها عوامل ساعدتني على أن أكون مختصا في المجال الرياضي ، وهو الخيار الذي لم أندم عليه إطلاقا ففي الصحافة المكتوبة تشرفت كثيرا بالعمل رفقة عدلان حميدشي ، رضا عباس ، أيمن ماضي ونفس الشيء في الإذاعة كوني وجدت أمامي جيلا ذهبيا بداية : بسليمان براكتة ، يزيد بن حمودة ، عبد الحميد عويطي محليا وجيل قادم في صورة :حسان موني ، يوسف بخوش ، سليمة منزر ، محمد السايب ، وأما وطنيا فمجرد العمل مع :عيسى مدني ، سعد طرافي ، عبد الغاني العايب ، سمير بوخليفة وأسماء أخرى فهذا يعطيك الثقة بالنفس لتحقيق النجاح ، وتطمح للأفضل .
وكيف ترى واقع الإعلام الرياضي في الجزائر ؟
في الواقع الإعلام الرياضي في الجزائر يشهد قفزة نوعية وهذا دائما
نحو الأفضل ، فقط الجميع مطالب بالإحترافية والإبتعاد عن الجهوية وسيكون لنا إعلام ناجح بكل المقاييس ، خاصة مع بروز قنوات إعلامية في السنوات الأخيرة .
في مسارك المهني محطات متميزة ماهو أبرزها ؟
الدنيا بحلوها ومرها تبقى لنا بمثابة المدرسة الكبيرة مرات نفرح ومرات نحزن لكن عجلة الزمن لا تتوقف ، ربما أسوأ ما مر بي فقداني لوالدي ، وأتذكر جيدا أن وفاة شقيقيا مصطفى والخامسة تزامن الأول مع تقديمي لحصة لحظات بعد وفاته والثانية قبل لحظات من تعليقي على لقاء أهلي البرج وشباب باتنة تزامن ورحيلها للدنيا الآخرة .
أما أبرز محطات مشواري الرياضي هو تغطيتي لكأس إفريقيا 2004 بتونس ، ثم تلتها الألعاب الإفريقية بالجزائر 2007 ، وتشرفي بالعمل رفقة كبير المعلقين محمد صلاح أنذاك ونخبة من خيرة إعلامي التراب الوطني ، ثم تلتها تغطيتي لبطولة الصداقة في الكاراتي دو بتونس 2008 ، كما شاركت في تغطية البطولة العربية للأندية الأبطال للكارتي دو بالإمارات العربية المتحدة سنة 2009 ، وفي نفس السنة البطولة العالمية الأولى للأندية للكارتي بأنقرة التركية ، وفي عام 2010 الطبعة الثانية بإسطنبول التركية ، كما تشرفت بتغطية البطولة العالمية المفتوحة للكاراتي دو بمدينة لاس فيغاس الأمريكية سنة 2013 .
كما تشرفت بالتعليق على فريق القلب شباب بلوزداد ضد إتحاد الجزائر بملعب بولوغين بالعاصمة على هامش مشاركتي في تربص للمعلقين الإذاعيين .
كما لا يفوتني أن أذكر أنني من الذين عايشوا وغطوا مهرجان تيمقاد الدولي منذ سنة 1998 وإلى غاية اليوم وتشرفت بلقاء الكثير من نجوم الغناء العرب والأجانب ومحاورتهم .
والأكيد تحذوك أمنية ؟
طالما أنا في هذه المهنة أمنيتي المشاركة في تغطية إحدى طبعات المونديال إذا كان في العمر بقية ، أو التعليق على إحدى نهائيات كأس الجمهورية قبل خروجي للتقاعد الذي سيكون بعد سنوات .
أبناؤك هل تريد لهم نفس مسارك ؟
أبنائي هم من سيختارون مسار حياتهم أنا سأكون المشجع رقم واحد لهم فقط أما أن أؤثر عليهم فهذا لن يحدث إطلاقا ،وسأكون سعيدا لو يحققوا أمانيهم ويخدموا وطنهم كلا في إختصاصه ، خاصة وقد رزقني الله بزوجة رفعت عني الكثير من الأمور أعانها الله على ذلك خاصة وأنها مربية أجيال فأتمنى أن يكون أبنائي أحد هؤلاء .
كلمة أخيرة ؟
جريدة "الحوار "هي ربما أول فضاء إعلامي يفتح لي الفرصة للحديث والكلام بعد مشوار قارب العشرين سنة من العمل الإعلامي كمراسل أو كصحفي ، وأنا مدين لها بالشكر ولطاقمها بالنجاح والتوفيق على شساعة صدرهم وأتمنى لهم الريادة إعلاميا في المستقبل القريب إن شاء الله .