* الجالية المسلمة قد تكون عرضة لهجمات عنصرية انتقامية بسبب خطابه خرج الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن النص حيث قال في خطابه بعد العملية الارهابية التي هزت مدينة نيس، إنه لا يمكن إنكار "الطابع الإرهابي" لعملية الدهس التي تمت في المدينة، معتبرا أن فرنسا كلها تقع تحت ما وصفه ب "تهديد الإرهاب الإسلامي"، ما أثار استنكار الجالية المسلمة في فرنسا، وهذه أول مرة يربط فيها الرئيس الفرنسي الإرهاب بالإسلام، ما ولد مخاوف كبيرة لدى الجالية المسلمة في فرنسا، مخافة تعرضهم لاعتداءات عنصرية، خاصة أن هذا الخطاب جاء من المسؤول الاول للبلاد بعدما كان حكرا على اليمين الفرنسي المتطرف. وكان اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا قد أدان هجوم نيس، الذي أودى بحياة عشرات الفرنسيين ودعا الاتحاد في بيان نشر على صفحته على "فيسبوك" إلى الوحدة الوطنية، مقدما تعازيه ومواساته لعائلات ضحايا الهجوم وأقاربهم وقتل أكثر من ثمانين شخصا على الأقل وأصيب العشرات بجروح -بينهم حالات بالغة الخطورة- في حادث دعس نفذه شخص فرنسي من أصل تونسي يقود شاحنة كبيرة في مدينة نيس جنوبيفرنسا في وقت متأخر من مساء الخميس خلال الاحتفال باليوم الوطني لفرنسا، وقد تمكنت أجهزة الأمن من قتل سائق الشاحنة. وعقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، صباح امس، اجتماعا مصغرا لمجلس الأمن والدفاع، للوقوف على تطورات هجوم نيس، والذي خلف 84 قتيلا، فضلا عن إصابة العشرات. وذكرت تقارير إعلامية أنه يشارك في الاجتماع رئيس الوزراء مانويل فالس، وعدد من الوزراء المعنيين والقيادات الأمنية والعسكرية. ومن المقرر أن يتوجه الرئيس هولاند مباشرة، عقب الاجتماع إلى مدينة نيس للإعراب عن دعمه للسلطات المحلية وزيارة المصابين. للإشارة كان الرئيس الفرنسي قد عقد مؤتمرا صحفيا فجر الجمعة، معلنا عن سلسلة من التدابير الأمنية، أبرزها مد حالة الطوارئ التي كان من المقرر انتهاؤها في 26 جويلية، لثلاثة أشهر أخرى، واستمرار عملية "سانتينال" العسكرية لتأمين المواقع الحساسة بالأراضي الفرنسية بكامل قواتها، أي 10 آلاف عسكري، بالإضافة إلى قوات الشرطة والدرك. كما أعلن هولاند عن استدعاء قوات الاحتياط لدعم وحدات الشرطة والدرك، لا سيما في عملية مراقبة الحدود، متعهدا في الوقت نفسه بتكثيف العمليات العسكرية ضد معاقل الإرهابيين في سوريا والعراق.
سياسيون وخبراء أمنيون ونواب.. يؤكدون ل"الحوار": اعتداء نيس دليل إضافي على عدم نجاعة المقاربة الأمنية الفرنسية * بلورة استراتيجية دولية.. السبيل الأنجع لمواجهة الإرهاب اعتبر سياسيون وخبراء أمنيون ممن تحدثت "الحوار" معهم حول الاعتداء الإرهابي في مدينة نيس جنوبفرنسا، والذي أفضى إلى قتل 84 شخصا على الأقل وإصابة العشرات، دليل إضافي على دعم نجاعة المقاربة الأمنية الفرنسية لمعالجة ظاهرة الإرهاب التي ترتكز فقط على الحل الأمني وتهمل الجوانب الأخرى، معتبرين أن فرنسا تدفع ثمن مواقفها في أفغانستان ودول الربيع العربي، مشددين أن بلورة استراتيجية أوربية ودولية هو السبيل الأنجح لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
* فرنسا هي الدولة الأكثر استهدافا بسبب سياسياتها اعتبر عبد الوهاب بن خليف، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر، في تصريح خص به "الحوار" أن الاعتداء الإرهابي الذي ضرب مدينة نيس الفرنسية، دليل إضافي على دعم نجاعة المقاربة الأمنية الفرنسية لمعالجة ظاهرة الإرهاب التي ترتكز فقط على الحل الأمني وتهمل الجوانب الأخرى المرتبطة بالقضايا الاقتصادية السياسية والاجتماعية، مردا أن العمل الإرهابي الخطير الذي أودى بحياة أكثر من ثمانين مواطن وجرح عشرات آخرين يحمل في طياته أكثر من رسالة، فهو يأتي بعد دورة كاس أوروبا واحتفالات فرنسا بعيدها الوطني المصادق ل14 جويلية من كل سنة، كما انه يقول يأتي أياما بعد احتضان العاصمة الفرنسية باريس مؤتمر المعارضة الإيرانية. في السياق، قال محدثنا إن هذا العمل الإرهابي الذي وقع في مدينة نيس، هو استمرار لعمليات إرهابية أخرى ضربت فرنسا كتفجيرات شارلي ايبدو، وتفجيرات 13 نوفمبر الماضي على وجه الخصوص، بالإضافة إلى تفجيرات أخرى في عواصم أوروبية أخطرها تفجيرات مطار بروكسل وتفجيرات مطار اسطنبول وغيرها، مشددا أن مثل هذه الاعتداءات الإرهابية المتكررة في هذا البلد الأوروبي، دليل على أن الاستراتيجة او المقاربة الفرنسية والأوروبية عموما على المستوى الأمني والاستخباراتي أثبتت فشلها الذريع في الداخل الفرنسي وفي الفضاء الأوربي، وبالتالي فإن استمرار مثل هذه الاعتداءات يشدد تستدعي إعادة المنظومة الأمنية عموما، خاصة أن فرنسا هي الدولة الأكثر استهدافا من طرف الجماعات الإرهابية. بالمقابل، أوضح الأستاذ بن خليف أن تصاعد العمل الإرهابي عدديا ونوعيا ارتبط بتوجهات السياسة الفرنسية سواء الداخلية والخارجية، فعلى المستوى الداخلي يقول تشهد فرنسا تصاعد نبرة الخطاب اليميني المعادي للمهاجرين، وعدم اعتماد مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار مكافحة التطرف الثقافي والديني ومعاداة الإسلام والمسلمين في أوساط الجالية المقيمة في فرنسا، وكذا الاعتناء بالجانب الاجتماعي المتردي، أما خارجيا فإن السياسة الخارجية الفرنسية التي ساهمت في تحطيم دول عربية على غرار ليبيا وسوريا وعدم اتخاذها مواقف ايجابية بناءة ومؤثرة لمجريات الأحداث في بؤر التوتر في العالم العربي انجر عنها هجرة غير مسبوقة لأوروبا لم تشهد مثلها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، هذه الهجرة أصبحت تشكل عبئا كبيرا بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي، حسب محدثنا. وفي نفس الموضوع، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر أن استمرار السياسة الخارجية في نفس التوجه لم يعد يخدم فرنسا لا داخليا ولا خارجيا: "وبالتالي فإن مراجعة سياستها الداخلية تجاه جاليتها الأجنبية وسياستها الخارجية تجاه الأزمات المشتعلة أصبح أكثر من ضرورة"، مشيرا إلى أن هذه التحديات الأمنية لا تواجهها فرنسا فقط، ولكن تمس كافة دول الاتحاد الأوروبي.
* اعتداء نيس لن يؤثر على الجالية الجزائرية في فرنسا كما أن مكافحة الإرهاب وإيجاد تعريف موحد للإرهاب يوضح بن خليف لم يعد شأنا أوروبيا ولا أمريكيا، ولكن أصبح شأنا عالميا، فلا يمكن حسبه لأي دولة مهما كانت قوتها الأمنية والاستخباراتية أن تواجه الإرهاب بمفردها، إلا في إطار دولي، على اعتبار أن الإرهاب لم يعد يعترف بالحدود والأوطان وبإمكانه أن يضرب في أي منطقة، كما ضرب في دول كبرى كروسيا وأمريكا وفرنسا وبلجيكا… إلخ، مشيرا في ذات الإطار إلى أن بلورة استراتيجية أوروبية ودولية هو السبيل الأنجح لمواجهة الإرهاب، وأن الحرب على الإرهاب يقول "لا تماثلية ومشاركة الجميع ضرورة ملحة". من جانبه، قلل البرلماني عن الجالية الجزائرية في الخارج، نورالدين بلمداح، من تأثير هذا الاعتداء الإرهابي على الجالية الجزائرية في الخارج قائلا في تصريح ل "الحوار": "الاعتداء الذي ضرب مدينة نيس الفرنسية لا يحمل أي تأثير سلبي على جاليتنا في الخارج، خاصة وأن منفذ الاعتداء ليس من أصول جزائرية، ولكنه فرنسي من أصول تونسية، ونحن نتمنى ألا تتعرض جاليتنا إلى أي مكروه".
* فرنسا تدفع ثمن مواقفها في أفغانستان ودول الربيع العربي وبدوره اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد، رد حينما سألته "الحوار" عن قراءته لاعتداء نيس، متسائلا: "ماذا عن العمليات الإرهابية التي بدأت في سنوات سابقة في أفغانستان وليبيا وسوريا واليمن ولبنان؟ من زرع هذه الظاهرة الخبيثة واستعملها لمصالحة الشخصية اليوم تنقلب عليه وعلى من كان مولها وشجعها". وعن الإجراءات التي وجب أن تتبعها فرنسا للدفاع عن نفسها من هذه الاعتداءات، قال: "الإرهاب فكرة وعقيدة ومنهج يخترق كل الحدود، منفذ الاهتداء مواطن فرنسي يعيش في فرنسا، كيف لك أن تراقب وتدخل في عقول كل الفرنسيين، هذا غير ممكن، محاربة الإرهاب تبدأ بمحاربة الفكر الإرهابي، وطالما أن الفكرة موجودة والعقيدة مرسخة فلن تستطيع فرنسا الرسمية فعل شيء، يجب البدء من مصدر الفكرة، وكشف من يغذيها ومن يستعملها"، مؤكدا أن: "فرنسا تدفع ثمن مواقفها في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن، هذه المواقف المعادية لحقوق الإنسان كلها تجني فرنسا الرسمية ثمارها اليوم".
كانوا في "متنزه الإنجليز" بنيس أثناء العملية الإرهابية * شهادات ناجين من جنون الشاحنة تعرف مدينة نيس الساحلية الفرنسية حضورا قويا للجالية المغاربية، وكذا للطلبة القادمين من شمال إفريقيا، وكغيرهم من الفرنسيين والسياح عاشوا هم كذلك ليلة رعب يصعب وصفها، وتنقل لكم "الحوار" في هذه الأسطر شهادات حية لمن عايشوا لحظة بلحظة انطلاق "سائق الحافلة المجنونة" في قتل المدنيين بلا رحمة واحد تلو الآخر في مشهد مروع لن ينساه كل من عايشه. لم يصدق بعد الطالب الجامعي الجزائري "ح. أ" ما وقع أمام عينيه ليلة أول أمس في لمح البصر حين روى لنا ما حصل وعوارض الصدمة بادية عليه "أنا أسكن في حي "كراس" الواقع في منتزه الإنجليز، وأعمل في حي "ماسينا" في وسط المدينة، وهذا الأسبوع هو دوري في العمل ليلا" مضيفا "وككل ليلة أخرج من مسكني على الساعة 22 وعشرين دقيقة، استقل دراجة هوائية إلى مقر عملي "لكن في هذه الليلة تغيرت مشاهد المنتزه والمعالم التاريخية في الطريق إلى العمل إلى أشلاء وجثث مقطّعة.. التقيت بأول المصابين، كنت أظنه حادثا مروريا عاديا، واصلت السير بدراجتي حتى اصطدمت وجها لوجه أمام عشرات الجثث، سألت من حولي ماذا يحث، لكن لا أحد يستطيع الكلام.. الكل يكرر: شاحنة.. شاحنة، دون أي تفاصيل، لهذا قررت أن أواصل بما أن الأمر حادث مرور ليس إلا.. لكن المناظر كانت فوق طاقة تحملي" أضاف "ح. ا" الذي أكد بأنه فقد برودة أعصابه ولم يدر ما العمل " لم أعرف ما العمل، هل أواصل، هل أعود إلى المنزل، لكني قررت المواصلة على أمل أن تتوقف الجثث وتتوقف مناظر الدم، إلى أن وصلت إلى حاجز شرطة فطالبوا مني مغادرة المكان فورا، حيث أحاطوا بالحافلة التي سببت كل هذا، هنا فهمت بأن الخطر ما زال قائما.. فتركت الدراجة وجريت بكل ما أوتيت من قوة، صدقني كان أمرا مرعبا". من جهته، يروي الطالب الجامعي "س. أ" كيف نجا هو وأصدقاؤه لأنهم غيروا مكان شراء "العشاء": "كنت مع صديق وصديقة ننتظر مشاهدة الألعاب النارية، حيث كنا نمضي مباشرة إلى مكان الحادث، حيث تم توقيف السيارات من أجل السماح لأكبر عدد ممكن من الناس بالتجول، توقفنا لشراء الطعام، دقائق بعدها شهدنا مدا بشريا يجري في كل حد وصوب ويطالبوننا بالهروب… فهربنا إلى الفنادق والمطاعم أين اقترح لنا مالكوها أن نمضي الليلة مجانا لتفادي الخروج، خاصة مع تحذيرات الشرطة وطلاقات الرصاص التي اختلطت بطلقات الألعاب النارية.. لقد عشنا ليلة قلق ورعب لا توصف."
بحسب ما أوردته الشرطة الفرنسية * منفذ الهجوم هو محمد بوهلال فرنسي تونسي أعلنت الشرطة الفرنسية، امس الجمعة، أنها تمكنت من تحديد هوية منفذ هجوم أول أمس الخميس بمدينة نيس الفرنسية، والذي خلف ما لا يقل عن 84 قتيلا والعشرات من الجرحى العديد منهم في حالة حرجة. وأوضحت الشرطة الفرنسية أنه تم التعرف رسميا على منفذ الاعتداء الذي دهس بشاحنته جمعا من الناس ليل الخميس في نيس بجنوب شرق فرنسا. وقالت المصادر ان منفذ الاعتداء هو صاحب أوراق الهوية التي عثر عليها المحققون في الشاحنة، وهي باسم فرنسي تونسي في ال 31 من العمر مقيم في نيس يدعى محمد بوهلال. وأعلنت السلطات الفرنسية الحداد لمدة ثلاثة أيام، وتمديد حالة الطوارئ لثلاثة أشهر.
لا ضحايا جزائريين في هجوم نيس الفرنسية * الجزائر تدين بشدة الهجوم الإرهابي بنيس أدانت الجزائر امس ب "شدة" الهجوم الإرهابي الذي ارتكب الليلة ما قبل الماضية في مدينة نيس جنوبفرنسا، والذي خلف 84 قتيلا وعشرات الجرحى، معبرة على "تعاطفها وتضامنها مع الشعب الفرنسي وعائلات الضحايا" و"استعدادها لمواصلة مساهمتها في الجهود المجموعة الدولية لاجتثاث ظاهرة الإرهاب". وأوضح بيان لوزارة الخارجية "إن الجزائر تدين بشدة الهجوم الإرهابي الليلة الماضية 14 يوليو بمدينة نيس وتعبر عن تعاطفها وتضامنها مع فرنسا ومع الشعب الفرنسي وعائلات الضحايا". وأضاف البيان "ان الارهاب الجبان والأعمى الذي ضرب من جديد والذي ما زال يضرب في العديد من المناطق عبر العالم قد بلغ مستوايات من بربرية والوحشية التي لا يمكن لأي منطق تقبلها من أي قيم او اعتقادات أو مفاهيم دينية أو أخلاقية". كما اكدت وزارة الخارجية الجزائرية أنه لا يوجد ضحايا جزائريون في الاعتداء الإرهابي الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية ليلة أول أمس. ويذكر أن الإعتداء أسفر عن مقتل 84 شخصا فيما أصيب العشرات، إثر اقتحام شاحنة حشدا تبعه إطلاق نار كثيف في شارع بروميناد ديز أنغليه بمدينة نيس الفرنسية، مساء الخميس. وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن منفذ هجوم مدينة نيس فرنسي من أصل تونسي يبلغ من العمر 31 عاما، حيث تم العثور على وثائق هويته داخل الشاحنة، وأضافت المصادر نفسها أن منفذ الهجوم يسكن في نفس المدينة التي وقع فيها الحادث. من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، تمديد حالة الطوارئ إلى ثلاتة أشهر أخرى بعد أن أكد أول أمس الخميس، قبل وقوع الحادث على رفع حالة الطوارئ في 26 جويلية الجاري وأعلن الوزير الأول، مانويل فالس، عن انطلاق التحقيقات حول الهجوم الذي ضرب نيس، كما تم إعلان حداد وطني لمدة 3 أيام وأفادت مصادر إعلامية أن محمد بوهلال منفذ الهجوم كان في مرحلة الطلاق مع زوجته ويواجه مشاكل نفسية. وأضافت أن بوهلال كان رهن الرقابة القضائية بسبب حادث مرور خلال شهر رمضان، كما أشارت المصادر نفسها أن منفذ الهجوم ليس متدينا، وهو شخص له ميل للأغاني وغير منضبط أخلاقيا. جعفر.خ/نور الدين علواش