تتربع ولاية الجلفة على مساحة مهمة مترامية الأطراف من الجهات الأربع، كما تعد الولاية همزة وصل تنموية ما بين الشمال والجنوب على مستوى طول الطريق الوطني رقم 01 لتأخذ موقعا استراتيجيا يؤهلها لتكون رئة الهضاب العليا، لا سيما أنها تنام على أراضي رعوية وفلاحية شاسعة، وتحصي رقما هائلا من المواشي المعروفة بجودة لحمها وطنيا. تبعد ولاية الجلفة عن الجزائر العاصمة ب 300 كم، يحدها شمالا ولاية المدية، وشرقا ولاية المسيلة، ومن الشمال الغربي ولاية تيسمسيلت، ومن الجنوب الشرقي ولاية بسكرة وولاية ورقلة، ومن الجنوب ولاية غرداية، ومن الجنوب الغربي ولاية الأغواط، ومن الغرب ولاية تيارت.
كما تقع الولاية على سفح الأطلس الصحراوي، وبمفترق الطرق من الشمال إلى الجنوب، بين أحضان السهوب الوسطى عند التحام الصحراء بالهضاب العليا. وشساعة المساحة أعطت المنطقة تنوعا طبيعيا، إذ نجد مثلا أنواعا تضاريسية متعددة على امتداد مساحتها الشاسعة، فهناك سلسلة جبلية في وسط الولاية تمتد من دائرة دار الشيوخ شرقا إلى الإدريسية في أقصى الغرب، حيث تتخلل هذه السلسلة قمم جبلية فارغة، تبلغ مداها الأقصى في قمة جبل "محاسن الكفا" بالقرب من منطقة بن يعقوب المرتفعة ب 1613 مترا، وينخفض هذا الارتفاع كلما توجهنا غربا دون أن ننسى جبل بوكحيل الذي يقع بدائرة فيض البطمة، والذي يأخذ مساحة في الشمال الشرقي لدائرة مسعد، ويمتد حتى بوسعادة، وكذا جبل الملح بالمكان المسمى "حجر الملح"، وهو ثالث جبل ملح في العالم، ويقع على بعد حوالي 30 كلم شمال مدينة الجلفة.
توجد بالمنطقة أيضا منخفضات ببلدية الجلفة، وبلدية دار الشيوخ، وأحواض بالإدريسية وبالقرب من مسعد، وسهول بعين الإبل ومسعد.
ويمر وادي جدي بالجزء الغربي للجلفة، والغطاء النباتي هو الأشجار التي تغطي 150 هكتار، وتقع هذه المناطق الغابية بالجنوب الغربي والشمال الشرقي لبلدية الجلفة وشرق مسعد، وبالقرب من عين وسارة. وتغلب عليها أنواع: الصنوبر الحلبي، وأشجار العرعار، بالإضافة إلى أنواع نباتية استبسية، مثل الحلفاء التي تغطي مساحة تقدر ب: 658000 هكتار، والشيح، والإكليل، كما أتاحت الطبيعة الصحراوية جنوب المنطقة وجود الواحات والحمادات في منطقة مسعد.
* عبد القادر جلاوي يعد بدفع عجلة التنمية
وبعيدا عن جغرافيتها التي تحفزها لأن تكون ولاية مهمة، يعول والي الجلفة عبد القادر جلاوي، كما صرح عدة مرات، على إعطاء الاستثمار أولوية قصوى لما له من مردودية اقتصادية وتنموية عبر مختلف أنواع الاستثمار بعد أن برمجت منطقة صناعية جديدة بمسعد جنوب الولاية والتي تعرف بإنتاج المشمش محليا، وترافق نقاط ظل المنطقة الصناعية بالجلفة التي تنفرد بالاستفادات العشوائية في وقت سابق ما حدا بالوالي إلى محاولة افراغ القطع والجيوب غير المستغلة رغم الضابط القانوني الذي يلوح به المستفيدون، وتشهد المنطقة الصناعية بعاصمة الولاية فوضى متأتية من سوء تسيير ملف المنطقة رغم محاولات والي الولاية وضع النقاط على حروف الاستفادات المشبوهة التي كرست في سنوات فارطة على طريقة (دعه يأخذ.. دعه يستفيد) بعضه بلا نشاط بالمعنى الاستثماري الذي تنشده الدولة في عز الأزمة المالية وانخفاض سعر البترول منذ اشهر. وتأمل السلطات في أن تأخذ المنطقة الصناعية بعين وسارة منحى استثماريا ذا قيمة تنموية واقتصادية لخلق أنموذج محلي في الاستثمار، وتعتبر منطقة السرسو ببلدية بنهار شمال الولاية منبعا فلاحيا بامتياز للاستثمارات الفلاحية ذات النوعية والجودة الخالصة.
* الانطلاق في إنجاز مصنع الإسمنت بواد الصدر بعين الإبل
وتتوفر الجلفة على مصنعين لإنتاج الأجر والقرميد كاستثماريين مهمين مستغلين نوعية التربة بالولاية، أما مشروع إنجاز مصنع الإسمنت بواد الصدر بعين الإبل فقد انطلق انجازه من طرف شركة ازاكو المصرية في بدايات الألفية، لكنه توقف في منتصف الطريق وملفه بيد الحكومة تقول مصادر "الحوار"، وتعهد والي الجلفة على تسريع الإجراءات الإدارية للملفات المستوفاة كل الشروط وتقييدها بالمراقبة والمتابعة حتى لا تكون مجرد ملفات بالخداع لتهب قطع أرضية لتحول إلى وجهات أخرى، وهذا ما حذر منه والي الجلفة في شرحه ملف الاستثمار الذي هو الحلفة الأصعب لاختلاط المستثمرين الحقيقيين بالمزيفين الذين ألفوا فيما مضى التمرير تحت الطاولة، فالمشاريع الاستثمارية تعددت والإجراءات بسطت وفقا للقانون، فلا مجال لحديث المقاهي في ولاية تكبر كل يوم وتفتح أبوابها للمستثمرين الجادين بدعم من حكومة الوزير الأول عبد المالك سلال ومسايرة والي الولاية.
* ربط المحيط الفلاحي "عين البيضة" ببلدية دار الشيوخ بالكهرباء
هذا وتم مؤخرا بولاية الجلفة وضع في الخدمة لمشروع ربط المحيط الفلاحي "عين البيضة" الكائن ببلدية دار الشيوخ بشبكة الكهرباء في إطار ترقية هذه المناطق ودعم نشاطها الفلاحي وكذا المساهمة في تحسين المستوى المعيشي لقاطنيها، حسبما علم الأحد الماضي من مصالح الولاية.
وتشير البطاقة التقنية للمشروع الذي خصص له غلاف مالي بقيمة تفوق 10 مليون دج وتم إنجازه من طرف مؤسسة "كهريف" أنه تم إيصال ضمن الشبكة المستحدثة التي تمتد على طول 8 كلم زهاء 20 بئرا عميقة بهدف ترقية النشاط الفلاحي وتحفيز ممتهنيه بهذه الجهة التي تقع بالجهة الشرقية للولاية.
وقدرت تكلفة إيصال البئر الواحدة بالكهرباء في حدود 526 ألف دج، ما يعكس جهود الدولة في مرافقة ساكنة الريف والمناطق الفلاحية عموما. كما يعول قبل نهاية الشهر الجاري استكمال دراسة هي قيد الإعداد لمشروع توسعة الشبكة بمنطقة "عين البيضة" من أجل بلوغ إيصال نحو 19 بئرا عميقة أخرى غير مربوطة بالطاقة الكهربائية وفقا لذات المصالح.
وتتوخى السلطات المحلية للولاية بعد إتمام مشروع توصيل الكهرباء الفلاحية لمحيط "عين البيضة" تحقيق أهدافه الاقتصادية والاجتماعية من حيث مضاعفة الإنتاج الفلاحي، وبخاصة ما يتعلق بالخضر والفواكه التي تعرف بها هذه المنطقة، كما يراد أيضا من مثل هذه المشاريع الحيوية التي تهتم بتوفير الطاقة الكهربائية توسعة المساحات المسقية التي تمتد حاليا على نطاق 270 هكتارا، إلى جانب ذلك تساهم في تثبيت السكان في مناطقهم وكذا تحسين دخلهم.
* تكريم نخبة من المتفوقين الأوائل
كما تم بولاية الجلفة تكريم نخبة من المتفوقين الأوائل الذي تخرجوا مؤخرا من مؤسسات قطاع التكوين والتعليم المهنيين في اختصاصات مختلفة تضمنها المراكز.
وقد أشرفت السلطات المحلية للولاية على مراسيم تكريم المتفوقين على مستوى مركز التكوين والتعليم المهنيين بحي 100 دار بعاصمة الولاية حيث جرى تقديم هدايا رمزية للمتخرجين الأوائل وعددهم 13 متربصا حاصلين على معدلات التتويج في تخصصات تكوينية عدة تؤهلهم وتفتح الباب واسعا أمامهم للاندماج في عالم الشغل. وحسب القائمين على قطاع التكوين والتعليم المهنيين بالولاية، فقد عرفت الدفعة الأخيرة تخرج 1342 متربصا، علما أن عدد المتربصين المسجلين الذين زاولوا تكوينهم إلى غاية نهاية شهر مايو الفارط يقدر ب 14127 متربصا أطرهم 512 بيداغوجيا.
وفي إطار جملة الاتفاقيات التي أبرمها القطاع مع عدد من هيئات الدولة غاية تكوين مستخدميها، فقد وصل العدد إلى قرابة 600 عامل تم تسخير لهم كافة الإمكانات اللازمة لتلقي تكوين نوعي يرقى بقدراتهم وآدائهم.