ترفع شركات جزائرية تحدي إشباع السوق الوطنية من أنواع معينة من الدواء مثلما هو الحال بالنسبة لشركة "صوفال" الواقع مقرها بحاسي بن عقبة بوهران، حيث يوضح رضوان بوشنتوف مدير الترقية الطبية ب "صوفال" الظروف الإيجابية التي تجعل استثمارات جزائرية تنجح في التموقع في السوق وتحقق أرباحا بل وتضاعف مستخدميها في ظرف سنوات من 200 إلى 600 عامل، إلى جانب ذلك تظل الشركة حسب ما أكده المسؤول ل"الحوار" في الاستماع إلى طلبات المرضى والأطباء الجزائريين لتوفير أدوية كانت تستورد من الخارج وتضع ضمن أولوياتها الخدمة العمومية حتى ولو كان في بعض المرات على حساب الأرباح. * هل تقدم لنا "صوفال" في بطاقة فنية ؟ – بكل سرور، "صوفال" هي الشركة الصيدلانية الجزائرية أسست سنة 1994 يقع مقرها ووحداتها بمنطقة النشاطات حاسي بن عقبة بوهران، تنتج الدواء الجنيس بمواصفات عالية ووصلنا اليوم إلى إنتاج نحو 70 دواء في 8 وحدات إنتاج، واحدة تنتج نوعا عال من المضادات الحيوية ننتجه وحدنا في السوق الوطنية وبفضل إنتاجنا خفضّنا من فاتورة استيراد هذا النوع من الدواء. إلى جانب ذلك فإن موادنا جيدة معتمدة في السوق الوطنية وتخضع للمعايير ومعوضة من قبل صناديق الضمان الاجتماعي. يمكن القول أن الشركة الصيدلانية الجزائرية تعيل حاليا 600 عائلة جزائرية بمعنى أن خطتنا هي التوسع والتطور.
* وما هي الأدوية التي تدخل في مجال تخصصكم ؟ – يمكن اعتبار "صوفال" الأولى بعد صيدال التي بدأت الإنتاج ولم نتوقف عند المضادات الحيوية بل اتجهنا إلى إنتاج أدوية التخصصات مثل المستحضرات الموجهة لأمراض القلب وأمراض الجهاز البولي وغيرها كثير. إلى جانب نشاطنا العادي الذي طورناه على مر السنين منذ تأسيس الشركة وهو إنتاج مضادات الالتهاب، مضادات فقر الدم، مضادات التشنج، مضادات الحموضة، كما نبقى في الاستماع إلى الحاجات الوطنية سواء من قبل السلطات أو المرضى وحتى الأطباء لتطوير منتجات تحتاجها السوق أو قد توفر للبلاد عملة صعبة. فنحن نحاول خدمة بلادنا على أحسن ما يرام.
* وهل تسمح إمكانيات الشركة بتحقيق هذا الهدف؟ – هذا تحدٍ رفعته الشركة بعدما لاحظت أن السوق الوطنية بحاجة إلى وحدة بكاملها لإنتاج هذا النوع من الدواء، أنشأنا وحدة ل"سيفالوسبورين" وأطلقنا مشاريع لإنجاز مختبرات جديدة بفضل العمل الذي قامت به في القاعدة إدارة الشركة. وأعيد وأقول بأن "صوفال" قادرة على إنتاج ما يغطي حاجة السوق الوطنية من المضادات الحيوية "سيفالوسبورين" وهي بجودة عالية، إلى جانب ذلك نحضر لإطلاق وحدة جديدة لإنتاج الحقن.
* ألم يؤثر عليكم منع استيراد قائمة طويلة من المواد ؟ – لماذا استيراد مواد صيدلانية وأدوية يمكن إنتاجها في الجزائر بخبرة جزائرية ويد عاملة جزائرية. كل الشرف لنا ونحس بفخر كبير ونحن ننتج الدواء بمواصفات عالية ووفق المعايير وتحت تجارب الجودة الأكثر صرامة بخبرة جزائرية ويد عاملة جزائرية. سياسة الدولة حاليا هي منع استيراد المواد التي يمكن أن تنتج داخل الوطن، ونحن لوحدنا قادرون على إنتاج المضادات الحيوية من نوع "سيفالوسبورين" التي تحتاجها السوق الوطنية وهي أدوية لأنواع كثيرة من الأمراض منها الجلدية.
* ما هي المعطيات التي تساعدكم في تطوير قائمة منتجاتكم؟ – نحن في الاستماع إلى المريض الجزائري والطبيب أيضا وإلى حاجة السوق بصفة عامة، هناك مواد صيدلانية أوقفت شركات كبرى إنتاجها، لكن مادامت الحاجة إليها داخليا سننتجها حتى وإن كانت غير مربحة كثيرا. مثل "اوروباسيد" وهي مضادات حيوية كانت منتجة من قبل مخابر "ساندوز" ثم أوقفت هذا الدواء الجيد في علاج أمراض الجهاز البولي. وما دام الأطباء يطلبونه في السوق الوطنية فسننتجه دون حساب أرباحه لأننا مؤسسة يهمها تقديم الخدمة العمومية وخدمة المريض الجزائري.
* هل يمكن القول بأن مؤسستكم في حالة جيدة بينما يشتكي كثيرون؟ – نعم نقول الأمور مثلما هي نحن مؤسسة في حالة جيدة بدليل أنها توسع ونزيد في عدد مستخدمينا اليوم نحن 600 عامل في حين كنا منذ سنوات نحو 200 وانتقلنا بذلك إلى 3 أضعاف مستخدمينا وسنواصل التوسع وتنمية النشاط وإنشاء مزيد من الوحدات بما أن كل الظروف مواتية. كما أننا نستفيد من التسهيلات والإعفاءات الضريبية التي خصصتها الدولة كمحفزات لدفع الإنتاج الوطني.
* سوق الدواء تعرف منافسة حادة لصالح المخابر الكبيرة، ما هو وضع شركتكم؟ – لا نواجه أي مشكل من هذا النوع، فموادنا مقبولة ومطلوبة من قبل الأطباء وهي تخضع للمعايير الدولية. بل تستفيد السوق الوطنية كثيرا من الإنتاج المحلي من حيث أن المواد الصيدلانية المنتجة محليا تكون حاضرة وموجودة وبها نتجنب الانقطاعات والندرة. الأمور في هذه الحال تكون تحت السيطرة بما أن المنتج والمستهلك يكونون بأرض واحدة.
* هل تصدرون الدواء أم تنوون التصدير؟ – في الوقت الحالي هدفنا هو سد حاجة السوق الوطنية، ولدينا آفاق في المستقبل بتصدير الدواء إلى أسواق خارجية عربية افريقية ولما لا أوروبية. كل هذه الأمور ضمن استراتيجيتنا لكن أولويتنا تحقيق الاكتفاء محليا في بعض شعب الدواء.
* ما هو انطباع إطار شاب يشارك في تطوير الإنتاج الوطني؟ – متفائل جدا بالظروف الاقتصادية التي تسود، أطلقنا الشركة في ظروف صعبة سنوات التسعينات واستمرينا وأن شخصيا عملت 20 سنة لدى الشركات متعددة الجنسيات لكني اليوم فقط أحس أنني أعطي لبلدي وأخدم بلدي بكل أمانة أقول إن الصناعة الصيدلانية ستتطور ويمكننا أن نكتفي في كثير من العلاجات. غنية قمراوي