غزة: وزارة الصحة تحذر من كارثة في القطاع حال توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات    سيدي محمد عمار يجري مباحثات مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية    الأمم المتحدة تطالب بوقف هجمات المستوطنين والجيش الصهيوني في الضفة الغربية    كأس الجزائر: عملية القرعة تقام يوم غد الاربعاء بمقر التلفزيون العمومي    الكرة الطائرة/البطولة الإفريقية للأندية: فوز جمعية البليدة على نادي الأمل الكونغولي (3-0)    حوادث المرور: وفاة 47 شخصا وإصابة 2017 آخرين بجروح خلال أسبوع    رفع سرعة تدفق الأنترنت لمدة شهر    أي دور للجامعة في الفضاء الاجتماعي؟    شنقريحة يستقبل نائب وزير الخارجية الروسي    روسيا حريصة على تطوير شراكتها بالجزائر    دعت إلى وضع حد لآلة القتل الهمجي للشعب الفلسطيني: الجزائر تحذر من اتخاذ الرد الإيراني ذريعة لاجتياح رفح    تنويه بدور الجزائر المحوري داخل مجلس الأمن    يخص المترشحين الأحرار في شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط: انطلاق الامتحان في مادة التربية البدنية والرياضية يوم 8 ماي    الجزائر تحتضن المعرض الإفريقي للتجارة البينية    كعباش يفوز بكأس تركيا لكرة اليد    رفضت تأهيل ملعب بكامبالا واللقاء في بلد محايد: الكاف تمنح الخضر امتيازا قبل مواجهة أوغندا    في وقت تضاربت الأسباب ما بين "إعفاء" وعقوبة: استبعاد دحان بيدة من إدارة لقاء سوسطارة ونهضة بركان    وليد يعرض بسويسرا جهود الجزائر    مكتبة ابن باديس تُثري جامع الجزائر    تنافس 70 فيلما على "الغزالة الذهبية" وفلسطين في قلب الحدث: أسماء بارزة بمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي    في ذكرى يوم العلم..    "نوافذ على الآخر" كتابٌ جديد للدكتور أزراج عمر    قراءة في رواية « باب القنطرة» للكاتبة نجية عبير: «السّيّدات» .. انظر ما يوافق تربة قلبك وانثره فيها    وفق تقرير لجامعة هارفرد: الجزائري سليم بوقرموح ضمن أهم العلماء المساهمين في الطب    يُعتبر الأكبر وطنيا وتعليمات بالإسراع في الإنجاز: مصنع كربونات الكالسيوم بقسنطينة يبدأ الإنتاج بعد أسابيع    إنعقاد الدورة الأولى للمجلس الإستشاري لمعرض التجارة بين البلدان الإفريقية بالجزائر    عملية الجني انطلقت جنوب ميلة: توقع مردود يفوق مليون و 630 ألف قنطار من الثوم    توقيف لص والقبض على عصابة اعتداء: وضع حد لعصابة سرقة المواشي بباتنة    عين عبيد: مطالب بالتهيئة والربط بالشبكات بقرية زهانة    انطلاق فعاليات أسبوع الوقاية: جمع 3790 كيس دم خلال شهر رمضان    وهران.. أكثر من 200 عارض منتظرون في الطبعة 26 للصالون الدولي للصحة    بعثة الجزائر لدى الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد    اتفاقية تعاون بين جامعة البليدة وأكاديمية اسطنبول    حجز 29 طنا من الكيف و10 ملايين قرص مهلوس    محافظ بنك الجزائر يشارك في اجتماعات واشنطن    انطلاق عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان    انطلاق عملية حجز التّذاكر للحجّاج المسافرين    عصرنة خدمات "بريد الجزائر" لرفع مستوى الخدمة العمومية    لا سلام في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطين المستقلة    رفع الحصانة عن 7 نواب بالبرلمان    20 مليون يورو لمن يريد عمورة    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    تراجع مقلق في مستوى بكرار في الدوري الأمريكي    جهود لإبراز المقومات السياحية لعاصمة الصخرة السوداء    وفاة قرابة 3 آلاف جزائري في سنة واحدة    جوان حجام يتحدث عن علاقته مع بيتكوفيتش    المعتصم بالله واثق ميدني.. الطفل الذي أزهر عالم الأدب    ضبط 17كيسا من الفحم المهرب    استحضار الذكرى 26 لرحيل العقيد علي منجلي    إطلاق مسابقة حول التكنولوجيا الخضراء بجامعة قسنطينة(3)    إبراز المصطلح بين جهود القدماء والمحدثين    فرصة للاحتفاء بالموسيقى الكلاسيكية الجزائرية الأندلسية    رشيد علوش:نيل فلسطين لعضوية كاملة في الأمم المتحدة سيمكنها من الدفاع عن أراضيها المحتلة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    تمكين الحجاج من السفر مع بعض في نفس الرحلة    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    قوجيل يهنئ الشعب الجزائري بمناسبة عيد الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير الأوكراني ل ''الحوار'': الأوكرانيون أساس ثورة زراعة القمح في كندا ويمكن نقلها إلى الجزائر
نشر في الحوار يوم 28 - 06 - 2009

نود مساعدة الجزائر في تقليل الإشعاعات النووية من صحراء رقان
هناك عصابات تستغل ظاهرة الهجرة غير الشرعية للنصب على المهاجرين
كييف تأمل في شراء الغاز الجزائري مستقبلا
نريد فتح خط جوي ''ستارتر'' بين كييف وتمنراست لتشجيع السياحة
مازلنا نحتفظ بذكريات طبية عن سلع جزائرية
نتمنى حل قضيتي فلسطين والصحراء الغربية
لاعب جزائري سينضم إلى نادي دينموكييف الأوكراني قريبا الحوار: سعادة السفير الأوكراني لدى الجزائر، ما تزال حقبة تاريخية يمكن وصفها بالمضيئة بين كييف والجزائر، لاسيما في الحقبة السوفيتية السابقة، كيف تقيمون واقع العلاقات السياسية الجزائرية الأوكرانية بعد أكثر من 18 سنة من قيام الدولة المستقلة؟
السفير الأوكراني سيدرجي بوروفيك: أولا لقد كنا تحت سيطرة روسية لمدة فاقت ال 30 سنة، وسنعيش بعد قرابة الشهر ذكرى الاحتفال باليوم الوطني لأوكرانيا المصادف ليوم 24 جويلية ,1991 وفي هذه المناسبة أود الثناء على الجزائر حكومة وشعبا كون الجزائر تعتبر من أول الدول التي اعترفت باستقلال أوكرانيا، وكان لذلك وقع كبير على سير العلاقات الأوكرانية الجزائرية فيما بعد والتي أقيمت في العام .1992 ونحن سعداء حين الحديث عن واقع العلاقات السياسية الجزائرية الأوكرانية كوننا نتفق على كل القضايا التي تهتم بها الجزائر وكييف كحل النزاعات الكبيرة في العالم، ونفس النظرة نتقاسمها لإحلال السلام العالمي.
والعلاقات السياسية البنية تشهد طفرة، لاسيما التعاون في إطار المنظمات الدولية، كالأمم المتحدة واليونسكو، وهناك توافق حول موضوع محاربة الإرهاب والتغيرات المناخية، ونزع السلاح والدفاع على حقوق الإنسان، ورغم تأخر الزيارات المتبادلة المنتظرة لقادة البلدين، إلا أنه ثمة زيارات لوفود البلدين ومن بينهما الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأوكراني للجزائر.
وباعتقادي أن التعاون سيتم أكثر في إطار اللجان البرلمانية بين البلدين، والتي ما تزال تنتظر دفعها أكثر من كافة المجلات، لاسيما مع موقع البلدين الاستراتيجي، فالجزائر هي ثاني أكبر دولة إفريقية وأوكرانيا هي أكبر بلد أوروبي في المساحة.
من العلاقات السياسية إلى العلاقات الاقتصادية والتجارية، ألا ترون أن حجم التبادل بين البلدين ما يزال في غير ما هو متطلع إليه، لاسيما بين حليفين سابقين ما زالا يسعيان لتبوء مكانة بين الدول النامية؟
فعلا أن أوافقكم، لكن ينبغي القول إنه لا يوجد حدود للعلاقات التجارية بين البلدين- فالعلاقات كما ذكرتم هي قديمة وترجع للحقبة السوفيتية، حيث قدم أساتذة وأطباء ومهندسون من أوكرانيا للعمل هنا بالجزائر، من جانب آخر فقد بلغ التبادل التجاري ذروته بين البلدين بين العامين 2005 و,2006 حيث بلغ إلى حدود 660 مليون دولار.
وقد كانت أوكرانيا ضمن ال 10 دول الأولى التي تصدر البضائع نحو الجزائر، وكانت في المرتبة الأولى في أوروبا الوسطى والشرقية، ولأسباب موضوعية انخفضت هذه الأرقام قليلا، وفي العام 2008 وصل التبادل التجاري إلى 330 مليون دولار، وأعتقد أن الأرقام ستكون نفسها هذا العام، لكن المهم نود التأكيد أن هذه الأرقام لا يوجد فيها أي برميل واحد من البترول، أو أي سنتمتر مكعب للغاز وهذا شيء جيد وينتظر تطويره.
ونحن متوافقون مع شركائنا الجزائريين على ضرورة تطوير الأمور أكثر، فالصادرات الأوكرانية تفوق بكثير ما تستورده من الجزائر، ونحن نسعى لتطوير الاستثمارات العلمية والتقنية، وأوكرانيا تستقبل الاستثمارات وهي مهتمة بجلب الاستثمارات، واهتمامنا الآن على الاستثمار في العقول (الخبراء)، واستثماراتنا الحالية في الجزائر تكمن اليوم في مصنع الأسمدة الفلاحية في أرزيو، ويوجد أيضا مصنع اليوم في صيانة وإصلاح الطائرات العمودية، ونحن بانتظار ولوج السوق الجزائرية مع دخول الشركة الأوكرانية، للبناء التي تعد من أكبر الشركات في العالم وستشارك في إعادة تهيئة وبناء أجزاء من خطوط السكك الحديدية في الجزائر.
نحن نعلم أن الجزائر ومصر يعدان من أكبر مستوردي القمح الصلب في العالم، وفي المقابل تعتبر أوكرانيا والظاهر من لون علمها الأصفر دلالة على لون القمح أحد أكبر مصدري القمح في العالم، وبإنتاج يفوق ال 50 مليون طن في العام، هل لديكم النية لمساعدة المصدرين في بلدكم وما هي احتمالات الاستثمار في هذا المجال هنا في الجزائر؟
هذا سؤال مهم جدا، وكما قلتم فأوكرانيا كما كانت في الحقبة السوفيتية وما تزال اليوم قادرة على تلبية حاجات كل أوروبا، والكثيرات من دول العالم في هذا المجال، وكل عام نحن نحصل على محاصيل كبيرة نصدرها إلى العالم.
وفي الحقيقة نحن نعلم أن الكثير يريد شراء القمح الأوكراني هنا في الجزائر، فهذا تقوم به المكاتب الخاصة التي تبيع هذا المحصول، ولا توجد في الظرف الحالي بين أوكرانيا والجزائر مبادلات مباشرة، والجزائر تشتري القمح من فرنسا وكندا ولكل دولة لها إستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي.
وأعتقد أن وجود مثل هذا التبادل مهم جدا للبلدين، لاسيما وأني قرأت أن الجزائر تشتري الطن الواحد ب 195 إلى 230 يورو للطن الواحد، وأعتقد أن هذا السعر سيكون أقل لو جاء من موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود، وعلي فكرة فعملية فلاحة واستصلاح الأراضي في كندا بدأها فلاحون أوكرانيون سافروا قبل قرن من الزمن إلى هناك، حيث استطاعوا إنجاح هذه الزراعة في بلد يعد من أكبر مصدري القمح في العالم اليوم، وقد أرسلنا الأسبوع الماضي سجلا رسميا بكل المؤسسات الأوكرانية التي تصدر القمح في العالم إلى غرفة التجارة الجزائرية، وهناك اتفاقية بين الغرفتين الفلاحية في الجزائر وأوكرانيا، وهي تنتظر فقط التوقيع عليها من طرف مسؤولين في البلدين، ومؤخرا قام أحد رؤساء الأكاديمية الأوكرانية الفلاحية بزيارة الجزائر لتشجيع تبادل بذور القمح وتزويد الجزائر بها.
من الفلاحة إلى التعاون العسكري، عندما تذكر أوكرانيا فالأكيد أنه يتبادر إلى الذهن ذلك الإرث الضخم الموروث من أكبر الجيوش في العالم، الجيش الأحمر السوفيتي وتتبادل إلى ذهننا الصناعات العسكرية كطائرات أنتونوف الأضخم في العالم، ما الذي يمكن قوله في هذا المجال، وما هي إمكانات الشراكة في هذا المجال الاستراتيجي بين الجزائر وكيف؟
في الحقيقة هذا الباب يهمنا كثيرا، وفي العام الماضي زار وزير الدفاع ورئيس الأركان الأوكرانيين الجزائر، وقد جرى تباحث الكثير من وجهات النظر، كذلك زارت الجزائر السفينة الكبيرة للقوات البحرية الأوكرانية، وهناك زيارات رسمية كثيرة من الجانب الجزائري، حيث زار السيد قائد الأركان الجزائري أحمد قايد صالح أوكرانيا، زيادة على ذلك فقد صوت البرلمان على اتفاقية للتعاون التقني العسكري مع الجزائر، حيث ستنظم اللجنة المشتركة العسكرية بين الجزائر وأوكرانيا، والعسكريون الجزائريون يتابعون التدريبات، وهناك بعثات جزائرية تدرس بأوكرانيا منذ الحقبة السوفيتية كما أننا اشتركنا سوية في التدريبات مع منظمة حلف شمال الأطلسي لتمرينات ملاحقة الإرهابيين في عرض البحر المتوسط.
وبالنسبة لطائرات ''أنتونوف'' فالجزائر ما تزال لا تستعمل هذه الطائرات، ونحن نتمنى أن نتعاون في كل المجالات في هذا المجال مع الخبراء العسكريين بين البلدين في الإصلاح والصيانة وتحديث الطائرات الحربية.
دائما في مجال التعاون الاقتصادي فكما تعلمون أن الجزائر تعد من أكبر الدول المصدرة للغاز في العالم، وفي المقابل يشاهد كل العالم ما يحدث بين بلادكم وروسيا حول مشكل الإمداد بالطاقة، هل هناك إمكانية للاستفادة من الغاز الجزائري علما أن المسافة بين البلدين ليست بالبعيدة جدا؟
؟شكرا على هذا السؤال، وهذا الموضوع مهم للغاية بالنسبة لأوكرانيا، وأيضا للعديد من الدول الأوروبية التي تريد الحفاظ على أمنها الطاقوي، وفي المستقبل أظن أن أوكرانيا ستكون من الدول التي ستستورد الغاز الجزائري، ونحن نبحث عن تنويع منابع الطاقة لأوكرانيا لتقليل المخاطر الموجودة كل سنة، والمهم جدا يجب أن لا ننسى أن إقامة أنبوب الغاز يستوجب دراسة مهمة، كذلك يجب الفهم أن تصدير الغاز إلى أوكرانيا يفرض اجتياز البواخر الناقلة للغاز لمضيق البسفور والدردنيل في تركيا، وهذه الأخيرة ولبعض الأسباب المتعلقة بالحفاظ على البيئة حددت عبور السفن الخاصة بنقل البترول والغاز عبر هذا المضيق، ولهذا السبب يجب دراسة والبحث عن طرق لنقل هذا الغاز من الجزائر إلي أوكرانيا، حيث سيصبح ذلك واقعا في المستقبل، ومن المهم جدا القول إن النوعية الكيميائية للغاز الجزائري هي جيدة للغاية لكن بودي القول إن ما يشجعنا على ذلك هو أن الجزائر لا تقوم باستخدام الغاز كسلاح سياسي في وجه زبائنها من المجتمع الدولي مع تطبيقها لكل الاتفاقيات.
في مجال الطاقة دائما، لكن في مجال الاستفادة منها في المجال النووي الموجه للأغراض السلمية ودائما في إطار ما تم وراثته عن الاتحاد السوفيتي السابقة وقعت بلادكم اتفاقيات للتعاون النووي بين ليبيا وغيرها من الدول هل هناك إمكانية للتعاون في هذا المجال مع الجزائر؟
صحيح نحن لدينا خبرة، ورهانات الاتحاد السوفيتي السابق منها ما تسبب في حادثة أليمة بالنسبة لبلدنا، وحقيقة فنحن لدينا خبرة في استعمال الطاقة النووية وهذه الخبرة التي لدينا والتي حصلنا عليها في المجال الكيميائي والفيزيائي يمكن تبادلها والاستفادة منها، وهذا القرار يمكن اتخاذه من طرف رئاسة البلدين في المستقبل القريب.
وماذا عن التعاون في المجال الفضائي، علما أن الجزائر قد وقعت مع بلدكم اتفاقية في هذا الجانب؟
؟حقيقة هناك تعاون في هذا المجال، وقد زار وفد في العلوم الفضائية الجزائر ونحن نتمنى أن تجسد اتفاقيات جديدة للاستفادة من الخبرة الأوكرانية في هذا المجال، ونحن ننتظر وفدا من ASSAL الوكالة الجزائرية المتخصصة في القضاء وستزور أوكرانيا للبحث في التعاون في المجال الفضائي، وخلاصة هذا التعاون هو العمل على إطلاق الصواريخ الفضائية، وتعليم الجزائريين الغوص في هذا المجال، نحن جاهزون للتعاون في هذا المجال.
عرفت الجزائر بحكم موقعها ونتيجة للظروف التي مرت بها في سنوات التسعينات تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية، والتي جعلت من بلدكم وجهة للمرور إلى دول أروبية محاذية كبولونيا التي تعد مدخلا إلى ألمانيا، هل لديكم جزائريون محتجزون أو أفراد من باقي الدول المغاربية والعربية؟
نحن نعلم بالظروف التي مرت بها الجزائر، وتألمنا لتلك المصاعب التي أفرزتها تلك المرحلة، ونتمنى أن تمحى للأبد، لكن ليست فقط تلك الأزمة هي السبب لهذه الظاهرة، فهي ظاهرة عالمية، وأوكرانيا تعتبر حسب تصنيف خاص بالأمم المتحدة من أهم الدول في العالم التي تستعمل أراضيها من طرف المهاجرين غير الشرعيين كنقطة عبور وهذا بحكم موقع بلدنا الجغرافي، وبخصوص هذه العينة فأكثرهم من دول آسيا وأفريقيا السوداء، والحدود الأوكرانية الروسية أيضا تعد من أكبر المناطق في هذا المجال، وأوكرانيا كما تعلم لديها مسؤولية لتقليص هذا النوع من الهجرة بحكم الرغبة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ونحن نحارب هذه الظاهرة عبر إنشاء مراكز للحجر على هؤلاء المهاجرين لدراسة أحوالهم ونقل هؤلاء فيما بعد لدولهم.
نحن نفهم أنهم ليسوا لصوصا، لكن هناك بعض الأوكرانيين يشتغلون في ذلك لربح الأموال الطائلة ورمي هؤلاء على الحدود التي تبقى من أبرد المناطق في العالم، حيث يموت البعض من شدة البرد، وهذه المراكز ليست بالسجون إنما تدار من طرف المسؤولين الأوكرانيين، وممثلين عن المنظمات الدولية للهجرة وهناك صحفيون جزائريون زاروا المركز في بداية جوان، وشاهدوا بأعينهم طرق المعاملة.
وفي السنة الماضية سافر مواطن جزائري من وهران لمدة شهرين على ظهر باخرة أوكرانية، وأعيد لبلده بعد هذه المدة، والجزائر تعرف هذه المسألة لاسيما مع اجتياز بعضهم الصحراء للذهاب إلى أوروبا، وقد اقترح على الجزائر إقامة هذه المراكز والجزائر رفضت إقامتها على أرضها، وفي الحقيقة أغلبية هؤلاء ليسو جزائريين، ولكن من دول كأفغانستان وباكستان، وبالنسبة لعدد محدد فأنا لا أملك الأرقام مدققة، لكن يمكن منحها في حالة طلبها مرة أخرى.
مادام الحديث على أوروبا في رأيكم بعدما كنتم محسوبين على الشرق انتقلتم اليوم إلى الغرب، هل أنتم مقتنعون بأن مصير أوكرانيا هو الاندماج مع أوروبا وهل لديكم الرغبة في خوض غمار التجربة مع مشروع الرئيس ساركوزي الاتحاد من أجل المتوسط، علما أن الدعوة تشمل أيضا الدول القريبة من الحوض المتوسطي؟
؟أنا متأكد أن المصير هو الانضمام إلي الاتحاد الأوروبي، والسؤال لم يكن اختيار الانضمام للمستقبل، لكن هو العودة الحقيقية لمكاننا الطبيعي، أما بالنسبة لاقتراح السيد ساركوزي فنحن لسنا دولة مطلة على البحر المتوسط، ولكن يوجد تعاون جيد في الدول المطلة للبحر الأسود، ومع هذا فنحن نقول إذا أننا حصلنا على دعوة من هذه المنظمة فليس لدينا أي مشكلة في الانضمام إلى هذا الفضاء، ونحن لدينا مصالح سياسية واهتمامات بالدول المطلة على البحر الأسود والمتوسط، والعسكريون الأوكرانيون يشاركون في تدريبات عسكرية في عرض البحر المتوسط، وخاصة مع حلف شمال الأطلسي، ومع دول أخرى وهذا يأتي في إطار الانفتاح.
ذكرتم الدخول إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، كيف ترون أهمية ذلك سعادة السفير بالنسبة لبلدكم؟
إن أوكرانيا تعتقد أن منظمة الحلف الأطلسي هي المنظمة القادرة على توفير الأمن الإقليمي والدولي بالنسبة لأوكرانيا، وهذا الاختيار يعتبر جيوستراتيجيا بالنسبة لأوكرانيا.
مادمنا فتحنا ملف التعاون والصراع في العالم كيف ترى أوكرانيا حل معضلة الشرق الأوسط: القضية الفلسطينية؟
إن هذه المسألة من المسائل التي تتابعها أوكرانيا، وفي الحقيقة نحن عضو في الأمم المتحدة ونحن دائما نساند حل هذا الموضوع مع اعتبار لمصالح كل طرف، ومنها الشعب الفلسطيني، لعلمكم فهناك سفارة وتمثيل دبلوماسي فلسطيني في أوكرانيا وهناك دبلوماسيون أوكرانيون يعملون مع دبلوماسيين فلسطينيين في أوكرانيا، لاسيما بعد فاجعة غزة، وقد استنكرنا موت الأبرياء هناك.
وفي أوكرانيا لدينا آلاف من الطلاب الفلسطينيين الذين يدرسون في الجامعات، وعليّ القول في مسألة الوساطة أنه لا يمكن مقارنة دورنا بدور القوى الكبرى كأمريكا وروسيا لكن يمكن لنا فعل شيء في إطار الأمم المتحدة من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، ولدينا تمثيلا دبلوماسيا في الأراضي الفلسطنية، حيث نتواصل معهم بشكل يومي هناك.
دائما في مسألة الصراع الدولي ماذا عن وجهة نظركم حول ملف الصحراء الغربية؟
إن مواقف أوكرانيا في هذا الموضوع واضحة، فنحن نطالب أن تحل هذه القضية في إطار قرارات الأمم المتحدة، ويجب أن تكون مجسدة على أرض الواقع كما صوت عليها المجتمع الدولي.
بعد قرابة ال 23 سنة على حادثة تشرنوبيل التي قضي فيها قرابة ال 30 ألف شخص، كيف استفادت أوكرانيا من طرق المحافظة على البيئة والموازنة بين ذلك والتطور العلمي في المجال النووي؟
أوكرانيا تعد من أكبر الدول في العالم في مجال المحافظة على البيئة، وأوكرانيا لها خبرة كبيرة في مكافحة الإشعاعات النووية وطرق المحافظة على الأرض والماء والمزروعات، وقد قامت الدولة الأوكرانية في هذا الإطار بتسييج منطقة بطول 30 كلم، حيث تم إخراج القاطنين هناك وإسكانهم في مناطق أخرى، واليوم تجري في تلك المنطقة دراسة دولية ومحلية حول ذلك المكان، ولدينا العديد من الأسئلة حول ذلك الانفجار بعد أكثر من 20 سنة، فالتساؤل اليوم واقع على ما هي العواقب المنجرة على الحيوان والأرض، وذلك بسبب الانفجار وما هي نوعية الأكل والمياه الواجب تناولها لإخراج الإشعاعات الموجودة في جسم الإنسان، وكيف يجب أن نطعم الأطفال، وكما نرى فقد ظهرت آلاف الأسئلة التي يجري حولها البحث إلي يومنا هذا ونحن نعمل من أجل تقليص كل الإشعاعات النووية الناجمة عن ذلك وبهذه المناسبة وأود أن أشكر الجزائر، ونحن نحتفل بهذه الذكرى الأليمة علي تقديم دعوة شخصية لحضور المحاضرات القيمة والتي نظمت في جامعة بومرداس حول هذا الموضوع، وأود القول إن الجزائر يمكن لها أن تستفيد من الخبرة الأوكرانية فيما يخص التفجيرات النووية، أجيرت وعواقبها عبر الدراسات التي أجريت في تشرنوبل أو ستجري مستقبلا.
لكن رغم آثار هذا الحادثة تبقى أوكرانيا بلدا رائع الجمال في قطاع السياحة وبالتوازي مع ذلك عبر مئات الأوكرانيين الذين زاروا الجزائر لاسيما الصحراء الجزائرية ما هي إمكانيات التعاون في المجال السياحي؟
؟في الحقيقة أوكرانيا أجابت وبسرعة على سؤال الجزائر فيما يخص تطوير العلاقات السياحية بين البلدين، ولكن نود أن نقول إننا في بداية الطريق وعلينا أن نصارح بعضنا فأول العقبات في هذا الجانب هو عدم وجود خطوط مباشرة لنقل المسافرين بين البلدين، وقد أعلمنا من طرف الخطوط الجوية الجزائرية أنه لا توجد فائدة تجارية من فتح هذا الخط في الظرف الحالي، فاعتقادي أن فتح خط جوي بين كيف وتمنراست أو إليزي هو جد مهم لتنشيط السياحة، وبالمناسبة فقد شارك دبلوماسيان في ماراتون الصحراء ال 42 الذي جرى بمدينة تميمون هذا العام، وقد تم إبراز الكثير مما تزخر به الجزائر على هذا الصعيد من إمكانيات وطاقات تنتظر الاستغلال أكثر فأكثر، وفي السنة الماضية زار وفد من الصحافيين الصحراء الجزائرية والذين أنجزوا أفلاما وأشرطة وريبورتجات جرى عرضها لأيام وأظهرت في أوكرانيا جمال الجزائر وضيافة المجتمع الجزائري
إضافة لذلك فأود القول إن من بين الأوكرانيين الذين أقاموا هنا في الجزائر أو درسوا، ساهموا في تأسيس لجنة صداقة جزائرية أوكرانية، وهؤلاء يجتمعون مرارا من أجل تعزيز العلاقات أكثر فأكثر، ونحن نأمل في أن يستغل الجزائريون الذين عملوا أو درسوا في أوكرانيا في إقامة لجنة أو جمعية للصداقة، مثل ما فعله الأوكرانيون أيضا.
أوكرانيا يتذكرها الجزائريون في مجال الرياضة ويقترن اسمها بلاعب القفز بالزانة سيرجى بوكيا ولاعب كرة القدم الشهير أندري شيفشنكو، والجزائر أيضا أنجبت مرسلي ورابح ماجر، وبولمرقة، ما هي إمكانيات التعاون بين المدرسين إضافة إلى التعاون الكشفي؟
أود الإضافة أيضا أن الناس في أوكرانيا يعرفون أيضا زين الدين زيدان ورياضيين كبار ولدوا في الجزائر وأبدعوا في رياضة الملاكمة والجيدو لأن الكثير من المدربين الأوكرانيين كانوا يعملون في الجزائر
وهذه العلاقات موجودة ومتطورة فهناك مشاركات للملاكمين من الجيش الجزائري يسافرون كل سنة إلى أوكرانيا للمشاركة في دورة ''كليتشكو''، وفي المهرجان الإفريقي في طبعته الأولى كانت هناك مشاركة أوكرانية إيجابية.
وأود أن أكشف سرا كي أخبرك بوجود لاعب جزائري لن أذكر اسمه زار أوكرانيا للقاء مسؤولين في كرة القدم في نادي دنيمو كيف، وهو في اتصالات متقدمة مع الفريق.
كما أن هناك فرقا للمبارزة بالسيف تشارك في الجزائر، بالإضافة إلى لاعبي شطرنج، كما أود القول إنني كنت سعيدا عندما شاهد بعض الأطفال العلم الأوكراني الموضوع فوق السيارة الدبلوماسية وحيوه لأنه علم بلد اللاعب تشفشنكو، أضف إلى ذلك أني أود الكشف عن زيارة لوفد جزائر شباني سيزور أوكرانيا مستقبلا، كما أود القول بأننا نصدر قرابة 200 تأشيرة للطلبة الجزائريين الذين يودون الدراسة في أوكرانيا، ومنهم من يختار عالم التدريب الرياضي وتمنياتي برجوع هؤلاء الطلاب إلي الجزائر وأنا متأكد بأنهم سيكونون فخرا كبيرا للجزائر.
من جانب آخر بودي القول إننا أسسنا لعلاقات جيدة بين الكشافة الإسلامية الجزائرية والأكرانية، وقد قمت باستقبال وفد للكشافة الإسلامية الجزائرية بصفتي سفيرا لأوكرانيا بالجزائر، وقد التقيت بالسيد بن براهم واتفقنا على تنظيم زيارة لأطفال الكشافة إلى أوكرانيا، وأطفال أوكرانيين إلى الجزائر من أجل التعارف.
تبقى أوكرانيا من الدول التي يتجسد فيها مبدأ حوار الحضارات بحكم تواجد الديانات السماوية الثلاث، ماذا يمكن قوله في هذا الإطار؟
؟نعم هذا صحيح فأوكرانيا تضم الكثير من الديانات وهؤلاء كلهم يعيشون في سلام، ونحن نود أن نتمكن من تجسيد الحوار بين الحضارات والديانات بالشكل الإيجابي، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وصل قرابة مليون مسلم إلى أوكرانيا وهم من تم تهجيرهم بالقوة من شعب التتار.
وفي إطار الحوار بين الحضارات نحن نعتمد على فكرة أساسية مبدؤها أننا أوكرانيون رغم اختلاف الدين والمشارب السياسية أو الثقافية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.