أن نشاهد أو نسمع كما هائلا من المناضلات، أقول مناضلات لأنه من غير الممكن أن نجد من الرجال منخرطين في صفوف الحركة الجمعوية المدافعة عن حقوق المرأة والمطالبة بالمساواة بينها وبين الرجل يقفون إلى جانب الجمعيات النسوية المشجعة لتحقيق وتفعيل ''الجندر'' ، فدفاع النساء على مسألة '' الجندر '' من أكثر الأشياء قربا إلى المعقول والفهم. وأن نسمع جهات مسؤولة على قطاعات من واجبها الدفاع عن حقوق المرأة كما جاء بها الدين الإسلامي دون مغالاة تدفعها إلى تبني أفكارغربية. تسير في ركب الخلط الذي واكب المفهوم حتى لدى المدافعين عنه، ما لا يمكن فهمه حتى ولو وظّفنا جميع القواميس فلن تتمكن هي بدورها من إيفائنا بالتفسير الشافي للكلمة البريطانية الأصل التي أوجدت لنفسها مكانا في لغتنا العربية، وهاهي اليوم تشق لها طريقا للوصول والظفر بمكانة في أفكار مسؤولين عن تنظيم شؤوننا الدينية، فتحولهم بعد ذلك عن مهمتهم تلك إلى تنظيم أمورنا الدنيوية حتى يرضى عنهم....''الجندر'' هذه الكلمة الصغيرة وكما يقال بالعامية '' محاينها كبار '' ، تلقي بظلال المحنة في مجتمعنا الذي أخذ قشورها ما زاد من المحنة محنة، فإن كان المقصود منها لدى البريطانيين خاصة والغرب عامة التعبير عن عملية دراسة العلاقة المتداخلة بين المرأة والرجل في المجتمع، وتحرير المرأة وتحسين دورها في التنمية، خلقت هذه الكلمة إشكالا من قبل المدافعات عنها ليس على مستواهن، بل على مستوى أطراف أخرى باتت تحاول إثبات ديمقراطيتها وتفتحها وتشجيعها للمطالبة بإلغاء الفروق البيولوجية ورفض الاختلاف بين الذكر والأنثى فقط حتى ترضى عنهم المدافعات عنها رغم أن هذه الجهات تعرف حق المعرفة قبل أي جهة أخرى أن الأصل في قوله تعالى: (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى) أفلا يدرون أنهم بتصرفهم هذا يزيدون من إذكاء روح العداء بين الجنسين`.