أفادت مصادر مقربة من بعض ذوي الناشطين السلفيين المستفيدين من العفو الرئاسي بنواقشط أن السلطات اعتقلت بعضهم على خلفية معلومات شبه مؤكدة تفيد سعيهم إلى الالتحاق بمعسكرات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب شمالي مالي . وحسب هذه المصادر في تصريحات لمصادر إعلامية محلية فإن أجهزة الأمن لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن المستفيدين من العفو بدأوا في الاتصال بالتنظيم بدليل القبض على أحدهم في العملية الأخيرة التي استهدفت نواكشوط . وحسب ''أنباء انفو'' نقلا عن مصادر وصفها بالمتطابقة فإن أجهزة الأمن اعتقلت الليلة قبل البارحة كلا من لمرابط ولد محمد فال وأباي ولد الشيخ ولد هميمد، وهما ناشطان سلفيان مستفيدان من العفو الرئاسي الأخير. وفي إطار تكثيف الجهود المتعلقة بمواجهة نشاطات القاعدة في البلاد، دعت الحكومة متقاعدي الجيش إلى المساهمة من خلال تجربتهم الأمنية في التصدي للعمليات الإرهابية التي تسعى لزعزعة استقرار موريتانيا، وقال محمد فال ولد أحمد يوره والي نواذيبو خلال افتتاحه ليوم تحسيسي لمتقاعدي الدرك الوطني إنه يوجه نداءا إلى كافة أعضاء ومنتسبي هيئتهم للعب دورهم الأمني ومساعدة القوات المسلحة وقوات الأمن في مهمتهم الأمنية في إحباط أي عملية إرهابية تقوم بها الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة''. وقد دعا أفراد معتقلون لدى الأمن الموريتاني من تنظيم قاعدة المغرب جميع عناصر التنظيم في الصحاري الموريتانية والمالية إلى التوبة من كل أعمال العنف التي يقومون بها والتي تزهق أرواحا بريئة والعودة إلى جادة الصواب. وأبدى المعتقلون خلال مقابلة لهم مع التلفزة الموريتانية بثت مقتطفات منها في نشرة أخبار ثامنة سابقة، ندمهم على مشاركتهم في عملية الرياض الأخيرة التي كانت تستهدف كلا من السفارة الفرنسية بنواكشوط ووزارة الدفاع الموريتانية واصفين إياها بالعملية الفاشلة. وقال السالك ولد الشيخ (اعتقل مؤخرا لدى الأمن الموريتاني بعد مشاركته في عملية الرياض الأخيرة) خلال المقابلة المذكورة ''لم أكن استوعب خطورة ما أقوم به من أعمال لصالح تنظيم القاعدة، والآن مستبشر لفشل العملية التي كانت ستؤدي بحياة أبرياء لو قدر لها النجاح''، داعيا زملاءه في التنظيم إلى العودة لأوطانهم في مراجعة ستلقى ترحيبا بلا شك من لدن سلطات بلدانهم حسب تعبيره. أما زميله المعتقل يوسف كاليسيا من مالي فقال هو الآخر أنه غادر صحراء مال متجها إلى نواكشوط عبر مدينة سيلبابي لتنفيذ عملية استشهادية تستهدف السفارة الفرنسية بنواكشوط ووزارة الدفاع الموريتانية. وأوضح كاليسيا الذي تم اعتقاله من طرف الجيش الموريتاني خلال عملية التعقب التي قام بها الجيش للبحث عن عناصر مسلحة بعد فشل عملية الرياض أن زملاءه كانت بحوزتهم سيارتان مفخختان وواحدة سليمة مخصصة للركاب، بالإضافة إلى أسلحة أخرى وأنهم كانوا سيقومون بالعملية في عمق العاصمة نواكشوط، حيث تقع السفارة الفرنسية ووزارة الدفاع الموريتانية ثم يلوذوا بالفرار عبر السيارة الثالثة المخصصة للركاب.