شهدت مدن ليبية عدة مظاهرات ضخمة بسبب تردي الأوضاع المعيشية في البلاد وغياب الخدمات الأساسية فضلًا عن حالة الجمود السياسي. وخرج المتظاهرون حاملين لافتات ضد كل الأطراف السياسية واتهموهم بما وصلت له البلاد من تردي الأوضاع المعيشية، بسبب المعارك السياسية التي تشهدها ليبيا منذ سقوط معمر القذافي. وفي طرابلس، احتشد المئات من المتظاهرين في ميدان الشهداء (الساحة الخضراء سابقًا)، حيث طالبوا بتوفير السلع الغذائية وحل أزمة الكهرباء التي استفحلت في البلاد بعد أن وصل عدد ساعات انقطاع الكهرباء إلى أكثر من 15 ساعة يوميًّا. وطالب المتظاهرون برحيل عبد الحميد الدبيبة ومجلس الدولة، واتهموهما بإفشال المسار السياسي في البلاد بتنفيذ مخططات تنظيم جماعة الإخوان الرامية لإفشال الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وطالبا بمنح المجلس الرئاسي كل الصلاحيات وإعلان حالة الطوارئ وضرورة تقديم تفسير لأزمة الكهرباء وإلغاء قرار رفع الدعم عن المحروقات. وحاولت الميليشيات الموالية للدبيبة فض التظاهرات، لكنها فشلت مع إصرار المتظاهرين على البقاء، داعين لاعتصام مفتوح لفك الجمود السياسي الراهن. والمتظاهرون ارتدوا سترات صفراء اقتداءً بالمظاهرات الفرنسية، ودعا لتلك المظاهرات صفحة على "فيسبوك" تدعى "دولة التريس" بها أكثر من 209 ألف مشترك. كما شهدت مدينة طبرق شرق ليبيا مظاهرات غلب عليها الطابع السياسي، واتهم البعض فلول النظام السابق وأنصار سيف الإسلام القذافي بتحريكها. واجتمع المتظاهرون أمام مقر مجلس النواب، وكانت الهتافات في البداية بتحسين الحياة للمواطنين ودعمهم لمواجهة أزمة الغذاء التي يشهدها العالم، إلا أنه سرعان ما حوّلها بعض الأشخاص لتظاهرات سياسية تهاجم أعضاء مجلس النواب وحاولوا اقتحامه و إشعال النيران فيه.