الغرب يريد تعفين الوضع في سوريا أكثر من أجل التدخل المباشر أو تقسيمها دعا رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا أكثم نعيسة، أمس، الرئيس السوري بشار الأسد إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لإجراء إصلاحات سياسية حقيقية وعميقة قبل فوات الأوان، متوقعا رفع سقف مطالب المتظاهرين في حال استمرار تماطل السلطة في تجسيد ما تم الإعلان عنه من إجراءات إلى حد الآن. ووصف رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان بسوريا في اتصال هاتفي مع ''الخبر'' قيام رئيس الجمهورية بإصدار مرسوم تشريعي يقضي بإلغاء حالة الطوارئ بالخطوة الإيجابية، لكن المهم في ذلك -كما قال- هو تجسيد هذا القانون على أرض الواقع، متمنيا استكمال ذلك بإجراءات مرافقة، سواء كان ذلك بإصدار نصوص تنظيمية، أو إلغاء بعض القوانين ذات العلاقة المباشرة أو غير المباشرة مع قانون حالة الطوارئ ، ورد الاعتبار لكل الأشخاص الذين حكموا باسم هذا القانون. وتوقع أن تعرف مسيرة اليوم التي أطلق عليها اسم ''الجمعة العظيمة'' مشاركة حاشدة، غير مستبعد أن يرفع فيها المحتجون من سقف مطالبهم من خلال دعوتهم إلى رحيل النظام، بعد أن كانت مطالبهم منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف مارس الفارط لا تتعدى المطالبة بالمزيد من الحريات، مرجعا سبب ذلك إلى فقدان الشعب ثقته في مؤسسة الرئاسة نتيجة تلكك هذه الأخيرة في تطبيق الإصلاحات السياسية، واستمرارها في إطلاق النار على المتظاهرين واعتقال الناشطين رغم تصريحات وتطمينات الأسد، مؤكدا أن هناك إرباكا شديدا من قبل السلطة لتطبيق قرارات الرئيس، مضيفا أنه كلما استمر التماطل وزاد استعمال العنف ضد المتظاهرين كلما ولّد غضبا أكبر لدى المتظاهرين. وأضاف في السياق ذاته أن هناك رهان عام على أن يقوم رئيس الجمهورية بشار الأسد بإجراء إصلاح جذري واتخاذ مواقف حاسمة لوضع حد للقوى المحافظة داخل النظام المعارضة لإحداث أي إصلاح في سوريا. ومن بين الإجراءات الفورية التي يتوجب على الرئيس اتخاذها بشكل عاجل لإثبات حسن نيته في إجراء إصلاحات يقول رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا ''وقف كل الاعتقالات التعسفية ضد النشطاء، والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين، ووضع حد لأكاذيب الإعلام الرسمي السوري، والسماح بعودة قرابة 200 ألف منفي''، مؤكدا أن أي تأخير في اتخاذ هذه الإجراءات سوف تكون له انعكاسات سلبية. وشدد الناشط الحقوقي في كلامه على ضرورة كشف هوية الأشخاص المتورطين في إطلاق النار على المتظاهرين، رغم أن الشعب السوري جد واع بهذه المؤامرة لجره إلى حرب أهلية، مضيفا أن سوريا لن تقع في مطب ليبيا، والشعب سوف لن يحمل السلاح مهما كان الأمر، وسيستمر في احتجاجاته بصدور عارية كما قال. وعن موقف الغرب والولايات المتحدةالأمريكية مما يجري في سوريا من أحداث، قال أكثم نعيسة ''إن موقف هؤلاء غير واضح، وهناك التباس مقصود في مواقفهم، لكنهم يريدون تعفين الوضع في سوريا، لأن من مصلحتهم ذلك حتى يتسن لهم التدخل المباشر في الشؤون الداخلية لبلادنا أو تقسيم سوريا''.