تلقى مجمّع شركة سونلغاز تعليمات من الوزير الأول أحمد أويحيى، في ضوء الاحتجاجات العارمة التي خلفتها الانقطاعات الكهربائية في الأسابيع الأخيرة، لاسيما خلال شهر رمضان الماضي، حيث أمر باستعمال محوّلات كهربائية متحركة لمجابهة الضغط الكبير على الشبكة، في انتظار تثبيت المحوّلات الثابتة المبرمجة للقضاء على ظاهرة الانقطاعات. ونقل السيد حريز زكي، رئيس الفيدرالية الوطنية لحماية المستهلكين، في تصريح أدلى به ل''الخبر''، أمس، على لسان المدير المكلف بالتوزيع على مستوى مجمّع سونلغاز، إثر لقاء عمل جمعهما أول أمس، التدابير التي قررتها الحكومة، مؤخرا، في ضوء حالة الاحتقان والغضب التي خلفتها الانقطاعات الكهربائية في أوساط ملايين المواطنين عبر مختلف ولايات الوطن، حيث تقرر الاستعانة الظرفية بمحوّلات كهربائية متحركة، إلى حين تثبيت المحوّلات القارّة التي تجري الأشغال لتثبيتها في مواقع متعددة، من أجل توفير الطاقة، والاستجابة للطلبات القياسية التي فرضها الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة التي تشهدها جل ولايات الوطن. وحسب ذات المتحدث، فإن الاجتماع، الذي جاء بناء على طلب من فيدرالية المستهلكين، بغرض التعرف على أسباب التذبذب في التيار الكهربائي والانقطاعات الطويلة والمتواصلة، كشف عن جوانب خفية تعاني منها المؤسسة تسببت في إنتاج الوضع المتردي القائم، ''حيث أوضح لنا مسؤول التوزيع على مستوى مجمّع سونلغاز العراقيل البيروقراطية الكبيرة التي تعترض هذا الأخير في تثبيت المحوّلات، خاصة في المدن الكبرى، مستشهدا بالجزائر العاصمة التي تقدمت الشركة بطلبات رسمية يعود تاريخها إلى حوالي ست سنوات، من أجل الاستفادة من قطع أرضية تتموقع في مناطق متعددة لتثبيت محوّلات كهربائية كبيرة، إلا أنه رغم مرور هذه المدة الطويلة لم تتمكن من افتكاك الموافقة سوى على ثلاث قطع أرضية فقط، في حين لا تزال 14 أرضية عالقة لحد الآن''. وفي هذا السياق، دعت فيدرالية المستهلكين السلطات العمومية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، للتدخل من أجل تذليل العقبات المتعلقة بالأرضيات العالقة، من أجل تسهيل مهمة تثبيت المحوّلات المبرمجة في الآجال المطلوبة، باعتبار أن المجمّع غالبا ما يدخل في صراعات جانبية مع جهات متعددة، على غرار الجماعات المحلية، ومصالح أملاك الدولة، وأراض فلاحية وعقارات خاصة، تنتهي باستهلاك وقت طويل يعمّق أزمة الكهرباء التي تعيشها البلاد في السنوات الأخيرة. ونقل حريز، بناء على مضمون الاجتماع المذكور، الصعوبات الكبيرة التي يجدها مجمّع سونلغاز في توفير الطاقة الكهربائية بالمناطق الجنوبية الشرقية للبلاد، خاصة في مناطق بريكة، وبسكرة، والوادي، وذلك بفعل صعوبة توصيل الطاقة إلى هذه المناطق من مواقع إنتاجها بالشمال، الأمر الذي استدعى الاستعانة بمولّدات كهربائية كبيرة في منطقة الوادي مثلا، للاستجابة للطلب المتزايد للمستهلكين.