قال علي فرعون، نجل الروائي الشهيد مولود فرعون، إن التهميش الذي طال والده بعد الاستقلال، بدأ يخفت في السنوات الأخيرة، واعتبر أن كثيرا من رجال السلطة عقب 1962 شككوا في أطروحات والده، بسبب النقد الذي وجهه لبعض قادة الثورة، معتبرا أن مولود فرعون كان من أنصار فكرة الاستقلال، وكان على اتصال بجبهة التحرير الوطني، عبر شخص العقيد محمدي السعيد. ذكر علي فرعون أن والده انضم فعلا إلى جبهة التحرير الوطني، ولم يكن صاحب مواقف مناهضة للثورة، مثلما تشهد على ذلك كتاباته. وكشف، أمس، خلال ندوة حول مسار مولود فرعون نظمت بجريدة ''المجاهد''، أن العقيد محمدي السعيد كان على اتصال دائم بوالده خلال الثورة، موضحا أنه منحه وثيقة تثبت ذلك، وتؤكد ميله الذي لا يقبل الشك لفكرة الاستقلال. وكان أبناء الشهيد مولود فرعون قد نشروا سنة 2002 رواية مجهولة لمولود فرعون بعنوان ''مدينة الورود''، تبرز مساندة الروائي لفكرة الاستقلال. وفي نفس السياق، قال علي فرعون إن والده كان دائما مع فكرة الاستقلال، موضحا أن قراءة أعماله الروائية والرسائل التي بعث بها للروائي ألبير كامو، تؤكد ذلك فعلا. وقال علي فرعون: ''إن موقف البعض من مولود فرعون بدت مشككة، حتى أن البعض قرّر تهميشه بعد الاستقلال، ويعود ذلك إلى النقد الذي وجهه لبعض السياسيين الجزائريين في يومياته، وذلك النقد نجده اليوم في كتابات وأعمال المناضلين الذين نشروا مذكراتهم، وفضحوا هم أيضا ما فضحه فرعون قبلهم بسنوات طويلة''. وصرّح المتحدث أن تأسيس مؤسسة تحمل اسم والده، تعود أساسا إلى وجود اهتمام كبير من طرف الأساتذة والباحثين الجزائريين بدراسة أعمال صاحب رواية ''نجل الفقير''. وقال إن المؤسسة قرّرت إعادة نشر كل أعمال فرعون، ابتداء من شهر جوان القادم، وإصدار مجلة تحمل عنوان ''فورولو''، نسبة إلى الشخصية الرئيسية في رواية ''نجل الفقير'' التي نشرها فرعون سنة .1950 وذكر أن العدد الأول من المجلة سيتضمن نص رسالة التهديد التي تلقاها مولود فرعون من طرف المنظمة الإرهابية ''لو. آ. اس''، قبل أن يغتال يوم 19 مارس. وأكد أن والده كان يدعو في جلّ أعماله الروائية إلى التشبث بالقيم الإسلامية، كوسيلة للدفاع عن الشخصية الجزائرية.