شكّلت وزارة الفلاحة خلية أزمة لمتابعة وباء الحمى القلاعية الذي يهدّد أكثر من 620 ألف بقرة و7 ملايين رأس غنم في الولايات الشرقية. وتلقت مصالح الدرك الوطني والشرطة والجمارك تعليمات بالقضاء وردم أي حيوان يدخل من الأراضي التونسية باعتبارها مصدر الوباء. أفاد مدير المصالح البيطرية الدكتور بوغانم كريم في اتصال مع “الخبر”، أن “الوزارة باشرت أمس عملية تلقيح استثنائية لحوالي مليون و800 ألف رأس بقرة و25 مليون رأس غنم عبر كافة ولاية الوطن، خصص منها 900 ألف جرعة للولايات الشرقية فقط، في محاولة لمحاصرة الوباء”. وذكر بوغانم أن “الوزارة تتعامل مع الوباء كخطر حقيقي يهدد الثروة الحيوانية، عن طريق تشكيل خلية أزمة تتابع الوضع وتصلها تقارير يومية، رغم أن وباء الحمى القلاعية لا ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، ويمس فقط صنف المجترات: الأبقار والأغنام والماعز”. وطمأن المسؤول المواطنين بأن “الإمكانيات المتوفرة من شأنها محاصرة الوباء لكون الجزائر عرفته سنة 1999، ومن هذا التاريخ إلى غاية الآن تقوم المصالح الفلاحية بعملية تلقيح سنوية للحيوانات المعنية بالوباء”. وكشف مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة أن “قيادات الدرك الوطني والشرطة والجمارك تقلت منا مراسلة رسمية لإعطاء تعليمات لعناصرها عبر الشريط الحدودي، بالقضاء وردم أي حيوان (بقر أو غنم أو ماعز) يدخل من الأراضي التونسية، حتى لو لم يكن مصابا، بهدف الاحتياط من الحيوانات التي ترعى خارج أعين الرقابة البيطرية”. وتتوفر الجزائر، حسب متحدث “الخبر” على مليون و800 ألف رأس بقرة، و25 مليون رأس غنم، ترتكز منها 620 ألف بقرة وحوالي 7 مليون رأس غنم في الولايات الشرقية، ما يضعها عرضة لخطر إصابتها بوباء الحمى القلاعية المعروف بسرعة انتقال عدواه بين الحيوانات. وأوضحت وزارة الفلاحة في بيان سابق أن الحمى القلاعية يصيب الحيوانات وينتقل بينها عن طريق الرياح ويمس الأبقار والأغنام والماعز ويتسبب في هلاكها، ما يؤدي إلى خسائر معتبرة في الإنتاج. وتعرف الإصابة بالحمى القلاعية بعد معاناة الحيوانات من أعراض الارتفاع في درجة الحرارة وظهور تقرحات على مستوى مخاط الفم والأنف والثدي وتقرحات على مستوى الحوافر، ما يؤدي إلى العرج. ودعت الوزارة المربين إلى التقليل من تنقلات الحيوانات وطلب المساعدة من الأطباء البياطرة في حالة الضرورة، حيث يتم تنظيم تنقلات المجترات (الأبقار والأغنام والماعز) بموجب شهادة صحية بيطرية. ومنع المربون أيضا من إدخال حيوانات جديدة للمستثمرة دون مراقبة من طرف المصالح البيطرية والحد أيضا من دخول الأشخاص الأجانب إليها. ويلزم المربون في هذه الفترة بوضع الوسائل المناسبة لتطهير الأرجل وعجلات السيارات على مستوى مداخل المستثمرات ونثر الجير عند مداخل مباني تربية الحيوانات للوقاية من إمكانية انتقال العدوى وحماية القطيع.