رغم الوعود التي قطعتها الوزارة الوصية للإسراع في تصليح قطار الإنتاج الثالث، يبقى مصنع إنتاج الغاز بأكبر حوض في الجزائر تيقنتورين يشتغل بوحدتين فقط، ما قلص من طاقته الإنتاجية إلى أقل من 19 مليون متر مكعب يوميا، عقب الاعتداء الإرهابي المسلح على الموقع الغازي منذ أكثر من سنة. ولم ينجح الأجانب العائدون إلى الموقع إلى غاية الآن في تحديد آجال لإعادة تشغيل الوحدة الثالثة، غير أن هؤلاء قدموا انتقادات تتعلق بمعايير السلامة والأمن المعمول بها من طرف سوناطراك خلال فترة غيابهم عن الموقع. ويتزامن استمرار تراجع إنتاج أكبر حقل غازي في الجزائر الذي يمثل إنتاجه نسبة 18% من صادرات الجزائر من الغاز و12% من الإنتاج الوطني، مع إطلاق الوزير الأول عبد المالك سلال وعودا جديدة تؤكد ارتفاع الإنتاج النفطي بالجزائر نهاية السنة الجارية، مستندا في تصريحاته إلى العدد الهام للاكتشافات التي ستعمل سوناطراك على تثمين مخزون احتياطاتها. في نفس الإطار، كشفت مصادر مسؤولة من قطاع الطاقة أن إنتاج مصنع تيقنتورين تراجع ليتراوح بين 18 إلى 19 مليون متر مكعب يوميا، بعد أن كان حجم إنتاجه يقارب 30 مليون متر مكعب يوميا، قبل الاعتداء على المصنع. وتؤكد ذات المصادر أن تسجيل هذا المستوى من الإنتاج يتم بتشغيل وحدتي الإنتاج فوق طاقتها القصوى، ما يمكن أن يسبب مشاكل تقنية مستقبلا. وحسب نفس المصادر، فإن الرفع من إنتاج المصنع غير مبرمج حسب توقعات شركة سوناطراك لآخر هذه السنة، نتيجة تعطل القطار الثالث الذي باشرت سوناطراك في إعداد طلبيات استيراد قطع الغيار الخاصة به، ما يمكن أن يعطل تصليحه إلى غاية السنة المقبلة. للتذكير، كانت الوزارة الوصية وشركة سوناطراك قد وعدت بتصليح قطار الإنتاج الثالث قبل نهاية السداسي الأول لهذه السنة، لتدارك الخسائر التي سجلتها صادرات الجزائر من الغاز، ما انعكس سلبا على مداخليها. على صعيد آخر، كشفت ذات المصادر عن استياء العمال الأجانب العائدين منذ حوالي شهر فقط إلى موقع تيقنتورين، والممثلين للشركتين البريطانية بريتيش بيتروليوم والنرويجية ستاتويل، من المعايير التي اعتمدتها سوناطراك خلال غيابها في مجال السلامة والأمن، والتي لا تتوفر على أدنى شروط الأمن، ما تسبب في تسجيل عدد من الحوادث، كان آخرها وفاة متربصة بالشركة في المسبح المتواجد بقاعدة الحياة الخاصة بسوناطراك.