سمح رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، للرجل الأول في “حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة”، عبد السلام طرمون، بأداء مناسك الحج، ويفهم من ذلك أن قائد التنظيم الانفصالي الذي ارتبط اسمه بالإرهاب في وقت سابق، تمكن من تسوية وضعيته القانونية تجاه القضاء، واستفاد من عفو في إطار المصالحة الوطنية. وكشف مقربون من طرمون أن ملف الحركة طوي تماما، إذ استفاد أغلب أعضاء الجماعة الذين كانوا في حالة نشاط سري مسلح من العفو. ونشر مقربون من الجماعة، بشبكة التواصل الاجتماعي، صورة لزعيم الحركة عبد السلام طرمون وهو في البقاع المقدسة. ويعد هذا التطور نهاية فعلية لتنظيم “حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة”، الذي عاود أعضاؤه البارزون النشاط في بداية عام 2012، وشارك أبرزهم، وهو لمين بشنب أبو عائشة، في عملية احتجاز الرهائن الجزائريين والغربيين في تيڤنتورين بعين أمناس، مطلع 2013، ولقي مصرعه في هذه الحادثة على أيدي القوات الخاصة، عندما كان بصدد الهرب مع رهائن على متن سيارة رباعية الدفع. ويرجح متتبعون للملف أن هذا التطور يندرج في إطار صفقة أكثر تعقيدا تضمنت دورا مهما لطرمون عبد السلام في صفقة الإفراج عن الدبلوماسيين الجزائريين، الذين احتجزتهم حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا لأكثر من عامين، ومن المعروف أن التوحيد والجهاد احتضنت أعضاء حركة أبناء الصحراء في إقليم بمنطقة أزواد شمالي مالي عام 2012. وكان طرمون قد أعلن، بشكل غير مباشر، في آخر تسجيل فيديو نشر له، عن مصالحة جديدة مع السلطات، حيث امتدح الوزير الأول عبد المالك سلال، ثم سلم عدد من أعضاء تنظيمه المسلح أنفسهم للسلطات في ولاية إليزي، معقل الحركة. وكان طرمون طلب الاستفادة من المصالحة في عام 2008، لكنه حرم من تدابيرها بسبب مشاركته في تأسيس حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة وتنفيذ هجوم مسلح ضد مطار جانت.