لعقاب يقف وقفة ترحم على أرواح شهداء المهنة    شهادة التعليم المتوسط و"البكالوريا": والي سكيكدة تنصب اللجنة الولائية المكلفة بالتحضير    القضاء على إرهابي و قبض عنصري دعم    في خطابه له أمام نقابيي الاتحاد العام للعمال وأحدث صدا،الرئيس تبون : نجدد تمسك الجزائر بالطابع الاجتماعي للدولة ولن نتخلى عنه    قوجيل: الجزائر تدرك تماما أهمية التنوع الثقافي    اتّفاقية لتسويق الحليب بأحياء عدل    حراك الجامعات المؤيّد لفلسطين يتوسّع..    الوادي توقيف 3 مشتبه فيهم بقتل شخص    تغيّر في الأفق بمتحف المياه في توجة    بيت الحكمة.. كنز من كنوز الحضارة الإسلامية    صالون دولي للسيارات بقسنطينة    المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين يثمن الإنجازات المحققة في مجال الإعلام    تمثيلية جبهة البوليساريو بإيطاليا تنظم يوما تكوينيا لمرافقي الأطفال الصحراويين خلال الصيف    حفاوة رئاسية بالأسرة الإعلامية    حماية الطفولة: السيدة مريم شرفي تستقبل من قبل وزير المصالح الاجتماعية بكيبك    السيد العرباوي يحل ببانجول للمشاركة في أشغال قمة منظمة التعاون الإسلامي    معرض للمنتجات الجزائرية بنواكشوط    الفنانة حسنة البشارية أيقونة موسيقى الديوان    تصفيات كأس العالم 2026 : ملعب "نيلسون مانديلا" سيحتضن مباراة الجزائر وغينيا    آدم وناس يرد على قرار نادي ليل الصادم    بن طالب ينافس أوباميانغ على جائزة أفضل لاعب أفريقي في فرنسا    الجائزة الكبرى لمدينة وهران للدراجات: فوز نهاري محمد أمين بالمرحلة الثانية    استقبال الجرحى في الجزائر: سفير دولة فلسطين يثمن موقف دولة الجزائر المساند للفلسطينيين    الولايات المتحدة: الاحتجاجات الطلابية تمس أكثر من 120 جامعة أمريكية و ما يفوق 2000 معتقل    الحماية المدنية: تمرين محاكاة لزلازل بالبويرة بمشاركة 4000 عون    خلال نهاية السنة الجارية : تسطير برامج فعالة لإعادة التنمية للمناطق المحرومة في عنابة    حجز أزيد من 6 كلغ من المخدرات بعنابة    قسنطينة: وفاة طفل غرقا في بركة مائية ببني حميدان    أم البواقي : تنظيم ملتقى وطني جامعة العربي بن مهيدي    مباريات مولودية الجزائر-شباب قسنطينة: رفع الحظر عن تنقل أنصار الفريقين    بطولة إفريقيا المفتوحة أنغولا-2024 للسباحة: الجزائر تفتك خمس ميداليات جديدة منها ذهبية واحدة    دراجات/ طواف البنين الدولي: الجزائري ياسين حمزة يفوز بالمرحلة الرابعة    النفط يتأرجح بين توقعات أوبك+ ومخاوف بشأن بالاقتصاد الأميركي    الاهتمام بالتكوين ضروري لتحسين أداء الأفواج الكشفية    الاتحاد الأوروبي سيمول 7 مشاريع للطاقة عبر "بنك الهيدروجين"    الايطالي جيانلوكا كوستانتيني.. فلسطين في التظاهرات الطلّابية    مراسلون بلا حدود: إسرائيل قتلت أكثر من 100 صحافي فلسطيني    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي : الجائزة الكبرى "الغزالة الذهبية" من نصيب الفيلم الاسباني "ماتريا"    دعا لها مشاركون بندوة علمية بسطيف.. ضرورة بناء وتكوين قدرات فعالة في إدارة المخاطر محافظة على الموروث الثقافي    عطاف يواصل المشاركة في الندوة الوزارية إفريقيا-دول شمال أوروبا بكوبنهاغن    مشاركة قرابة 20 ولاية في المعرض الوطني للفنون والثقافات الشعبية    أولمبياد باريس 2024 : اللجنة الأولمبية تعين برباري رئيسا للوفد الجزائري في الأولمبياد بباريس    البرلمان العربي: الصحافة العربية لها دور ريادي في كشف جرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال الصهيوني استهدف منزلا برفح    تيارت..هلاك ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين في حادث مرور    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    لعقاب يدعو إلى تعزيز الإعلام الثقافي ويكشف: نحو تنظيم دورات تكوينية لصحفيي الأقسام الثقافية    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    "تحيا فلسطينا": كتاب جديد للتضامن مع الشعب الفلسطيني    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    انبهار بجمال قسنطينة ورغبة في تطوير المبادلات    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    الجزائر تتحول إلى مصدّر للأنسولين    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"لا أطمح لرئاسة السلطة الفلسطينية ودحلان قاتل"
نشر في الخبر يوم 27 - 02 - 2018

قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" الفلسطينية ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية ورئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، اللواء جبريل الرجوب، إن قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس المحتلة هو مس بوضع قانوني وسياسي وتاريخي وديني واستخفاف بالشرعية الدولية وكذا بالعرب والمسلمين والمسيحيين، مشيرا إلى أن الفلسطينيين لن يبرحوا وبصدورهم العارية وبإمكانياتهم المحدودة سيصمدون، مردفا، في حوار مع "الخبر"، أنهم يراهنون على الجزائر "لحسم معركتنا مع عمقنا الإقليمي بما يبقي على فلسطين على جدول أعمال المجتمع الدولي".
وأكد الرجوب أنه لا يوجد لديه أي طموح أو أي أجندة شخصية للوصول إلى رئاسة السلطة الفلسطينية، رافضا مقارنته بالقيادي المطرود من "فتح"، محمد دحلان، واصفا إياه بالقاتل والسافل.

أثار القرار الأمريكي نقل سفارتهم من تل أبيب إلى القدس المحتلة شهر ماي المقبل جدلا كبيرا، كيف تنظرون إلى هذه الخطوة؟

مسلسل سلوك الإدارة الأمريكية في الحملة الانتخابية وما تلاها في البداية خداع للجانب العربي بأن الإدارة الجديدة قادمة من أجل حل مشكلة القرن، بما يضمن إنهاء معاناة الجميع وتطبيق العدالة الدولية، ولكن الخطوة الأولى المتمثلة في قرار الاعتراف بالقدس موحدة عاصمة إسرائيل شكلت صفعة لكل الحالمين والواهمين بأن أمريكا ممكن أن تكون وسيطا نزيها، لأن القرار هو مس بوضع قانوني وسياسي وتاريخي وديني من جانب هذه الإدارة واستخفاف بالشرعية الدولية وكذا بالعرب والمسلمين والمسيحيين، لأن لا المسيحي ولا المسلم يقبل بتسليم مفاتيح مقدساته لليهود تحت أي ظرف، ومن هنا بدأت العملية التي أدت إلى كشف الوجه الحقيقي لهذه الإدارة كألعوبة في أيدي الصهيونية العالمية.
نحن كفلسطينيين من جانبنا أخذنا ثلاثة قرارات، الأول عدم القبول بأمريكا وسيطا وحيدا في هذا الصراع، وهي الوضعية التي احتكرتها على مدى ربع قرن، والثاني قطع أي اتصالات رسمية مع هذه الإدارة ومؤسساتها، والثالث طالبنا ونطالب المجتمع الدولي بما في ذلك ما حصل في مجلس الأمن بضرورة البحث عن آلية جديدة ومرجعيتها قرارات الأمم المتحدة لحل هذا الصراع، المرتكزة على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، فهي ضرورة إستراتيجية للاستقرار الإقليمي والسلم العالمي.
وقد عقدنا اجتماعا للمجلس المركزي، وفيما بعد الأخ محمود عباس أبو مازن قام بسلسلة من الجولات والزيارات للاتحادين الأوروبي والإفريقي ومؤتمر دول العالم الإسلامي، بالإضافة إلى الزيارة المهمة التي قادته إلى روسيا، ونحن نحاول إقناع المجتمع الدولي بإيجاد آليات مختلفة لمعالجة هذا الصراع، حيث إن الجهة التي تريد المعالجة يكون لها ذلك بقرار من مجلس الأمن، ومرجعية الحل هي قرارات مجلس الأمن والجمعية الأممية.

لكن، ألا تعتقدون أن الانتفاضة الفلسطينية تظل أحسن وسيلة للرد على هكذا قرار وعلى الكيان الصهيوني؟

سؤال منطقي، وأنا أتمنى من عمقنا العربي أن يقتنع بمسألتين، الأولى هي أن النضال والمقاومة شيفرة جينية عند كل الفلسطينيين، والثانية أن من حق الفلسطينيين الموجودين داخل فلسطين أن يقرروا شكل النضال والمقاومة، هذه الأخيرة بالنسبة لنا وسيلة والهدف إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة ومحاصرة العدوان أحادي الجانب علينا وعلى أرضنا وقضيتنا، وكذلك نحن نؤمن بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يتحرك في ثلاثة فضاءات، الوطني والإقليمي والدولي، ونحن مهمتنا ومسؤوليتنا الوطنية أن نبقي على حالة صدام بين هذه الفضاءات التي لها مصالح وعندها قيم والشرعية الدولية كذلك بالنسبة لها مهمة مع هذا الاحتلال، وقناعتنا في هذه المرحلة هي أن المقاومة الشعبية التي فيها شمول بالمعنى الاجتماعي والسياسي والجغرافي هي أكثر وسيلة ممكن تقود إلى محاصرة هذا الاحتلال، ومن اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعترافه بالقدس عاصمة للاحتلال، وعلى مدار الساعة، هناك حراك شعبي وشهداء وجرحى وأسرى، ولكن تجليات المقاومة يجب أن ترتكز على أننا نريد مقاومة فيها صمود، أي بقاء المقاوم على أرض الوطن، فنحن موجودون من 5 جوان 1967 تحت الاحتلال، وشكل العلاقة الموجودة بيننا وبينه مبنية على الصدام.

تكلمتم عن الصمود، ما الذي يغذيه؟

الصمود معناه أن نبقى في أرضنا، ولكن نريد أن يكون لعمقنا الإقليمي العربي الإسلامي الدولي وقفة معنا، فالاحتلال يسعى إلى خنقنا داخل فلسطين، ويحاصرنا، كما يسعى إلى ترحيلنا وتهجيرنا، ويمارس علينا كل أشكال الإرهاب، هدفه الإستراتيجي هو نفي أرض وشعب ومقدسات من الخارطة، ونحن الوجه الآخر نريد أن نظل في بلدنا ونحافظ على عروبتنا وعلى مقدساتنا الدينية بالمعنى الإسلامي والمسيحي. نحن من جانبنا صامدون وليس لدينا أي خيار، وليس عندنا إلا هذا الوطن، ولكن الكرة الآن مطروحة عند عمقنا العربي والإسلامي، فأين أنتم من توفير أسباب الصمود لهذا الشعب؟ هذا الشعب الذي هو بحاجة إلى رعاية ومساعدة وقرار سياسي وإرادة قومية وعربية وإسلامية ودعم ورعاية مالية. الكثيرون يتكلمون عن القدس والمقدسات، لكن هناك ثلاث دول فقط عربية ملتزمة بتقديم الدعم والإسناد بكل الأشكال لفلسطين وهي الجزائر والسعودية والكويت، فأين بقية العرب؟ بعضهم بالعكس يخربون علينا ويلعبون في ساحتنا. نحن نتمنى أنه فعلا أمتنا العربية، ونحن على أبواب مؤتمر قمة، تقوم بمراجعة لموقفها من فلسطين وأن يتم التعامل معها كقضية قومية وليس كقضية تعالجها أجهزة الأمن، نحن لسنا ملفا أمنيا بل قضية دولة وهوية، وأن يتم التمسك بالمبادرة العربية فلا يتراجع عنها بأي شكل من الأشكال، ولا يُقبل بأي تحريف أو قلب للهرم حسب ما يريده اليمين الإسرائيلي والإدارة الأمريكية. والموضوع الثاني أن فلسطين قضية قومية وليست جزءا من تجاذبات هذه الدول ولا أجنداتها ولا تناقضاتها وخلافاتها والتمحورات المتشكلة، وأن يتم دعم فلسطين بمنظور قومي وإسلامي.
نحن لن نبرح هذا الوطن ولن نغادره، وأرقى أشكال المقاومة أن يبقى الفلسطينيون في وطنهم بصدورهم العارية وبإمكانياتهم المحدودة، ليس أمامنا إلا خيار البقاء والصمود.

أنستطيع القول إن إدراك الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية بأن ردود الفعل العربية والإسلامية لن تتجاوز التنديدات والتهديدات جعل ترامب يتجرأ على ما لم يقدم عليه 4 رؤساء قبله؟

يمكن تحليلك صح بنسبة مائة في المائة، ولكن نحن نقرأ القرار على أن ترامب تصرف باستخفاف واستهتار بالعرب وبمشاعرهم ومصالحهم، ولكن للتاريخ أعتقد أنه قرأ مواقف بعض الأنظمة العربية قراءة خاطئة، وأعتقد أنهم سيمضون معه فيما سيطرحه، ونحن واثقون بأن شعوبنا العربية لن تسمح لأي نظام بأن يتلاعب في مسألة القدس والدولة وقرارات الشرعية الدولية لحل هذا الصراع، وأنا التقيت اليوم مع رئيس الحكومة الجزائري، أحمد أويحيى، وإحدى الدول التي نراهن عليها هي الجزائر، بأن تصطف معنا، ودول الجوار مثل السعودية، حيث سمعنا كلاما مطمئنا منهم ومن آخرين أيضا، ونأمل أن يتحقق الإجماع العربي، فنحن لا نريد أن يقدموا لنا سيارة إسعاف وكيس طحين، بل نريد إرادة قومية عربية، وبصراحة هناك مجموعة من الدول تعد على أصابع اليد الواحدة ومنها الجزائر، التي نراهن على أنها تحسم معركتنا مع عمقنا الإقليمي بما يبقي على فلسطين على جدول أعمال المجتمع الدولي في إطارها وسياقها الذي يقول إن الدولة الفلسطينية المستقلة عنصر واجب وجوده في معادلة الصراع، ولب هذا الصراع هو مشكلة اللاجئين التي يجب أن تحل وفق قرارات الشرعية الدولية.

كان رد فعل تركيا على قرار ترامب بأن تعلق علاقاتها مع أمريكا، فهل تتوقعون أن يحدث ذلك الآن وقد أضحى القرار أمرا واقعا؟

بصدق، تركيا هي رئيسة منظمة العالم الإسلامي، وتصرفت بمسؤولية عالية وحرص وغيرة على القدس والقضية الفلسطينية، سواء في دعوتها إلى عقد اجتماع دول العالم الإسلامي أو مجمل القرارات المنبثقة عن المؤتمر، ومتابعتنا الحثيثة من خلال وزير الخارجية في الجمعية العمومية تجعلنا نقول إننا راضون عما قامت به تركيا والرئيس رجب طيب أردوغان، ولكن نحن نتمنى أن يكون هذا الموقف في سياقه العربي والإسلامي، فالموضوع أكبر من دولة، لأن أمريكا قوة وتقدم مساعدات لكثير من الدول، ويجب أن يكون هناك التفاف إسلامي نصل به إلى عمقنا العربي، فحالة الانهيار الموجودة ليست سهلة.
نحن فلسطينيا، بالإضافة إلى إقرارنا بواجبنا والتزامنا تجاه مسؤوليتنا الوطنية، نعتقد أن موضوع الانقسام معيب وعار، ونحن في حركة فتح حديثا بلورنا رؤية إستراتيجية، نتمنى من إخواننا في حماس أنهم يلتقطون هذه الفرصة والظرف، فإذا لم توحدنا القدس فكيف وعلى ماذا سنتوحد؟ نتطلع إلى بناء شراكة وطنية معهم، ترتكز على مشروع الدولة ومفهوم المقاومة، هم يضعون أي شكل من أشكال النضال ونحن جاهزون وموافقون عليه، نريد أن نبني معهم نظاما سياسيا فيه سلطة واحدة وشرطي واحد، ونرى في ذلك أساسا لإقناع العالم بأن يعترف بالوحدة ويضفي شرعيته على موضوع الشراكة، ومستعدون أن نذهب رأسا إلى انتخابات ديمقراطية حرة، وهذا هو قرار "فتح" ولجنتنا المركزية بالإجماع، وبالنسبة لنا الوحدة هدف إستراتيجي وضرورة ومصلحة، والحوار هو الوسيلة، وأتمنى أن يدركوا بأنهم في نموذج الانقلاب الذي قاموا به وتعذرهم بمحمد دحلان والآن هم حلفاؤه، لم يحقق لا لهم ولا لأهلنا في غزة ولا للإسلام إلا العار.

على ذكر الوحدة الفلسطينية، لم تلب حماس والجهاد الإسلامي دعوة المجلس المركزي، كيف تلقيتم ذلك؟

في تقديري كانت هناك بعض التكتيكات التي فهمت خطأ من جانبهم، وقد كانت ردة فعلهم على قرارات المجلس المركزي إيجابية، ونحن نقدر ذلك، لذا نقول إننا متفائلون حول إمكانية أن يشكل الاقتراح الذي قدمناه لهم أساسا لإنهاء عار الانقسام، وأعتقد أنهم أخذوا قرارا بأنهم جزء من حركة التحرر الفلسطيني ببعد إسلامي، وليسوا جزءا من حركة الإخوان المسلمين، وقبلوا بمبدأ المقاومة الشعبية، وهي قضايا نعتبر بأن فيها تقدما.

بعد القرار الأمريكي وتوصيات المجلس المركزي، ما الذي تبقى اليوم من اتفاق أوسلو؟

اتفاق أوسلو انتهى في جوهره، لكن شكلا مازال موجودا لكونه عقد ما بيننا وبين المجتمع الدولي. نحن الآن نبحث عن آليات جديدة ومرجعيات قرارات الأمم المتحدة بالنسبة للحل، وأعتقد أن هذا يكفي. الآن هناك مراجعة لعلاقتنا مع الاحتلال، وهناك لجنة تناقش الأمر، قطعنا كل أشكال العلاقات مع أمريكا ولا نقبل بأن تكون هي الوسيط الحصري في هذا الصراع. الآن نعمل على تفعيل المؤسسات الدولية وهناك منظمات ستمر عليها كل هذه الأمور قيد النقاش الداخلي بالتشاور مع أصدقائنا وحلفائنا، وقد رفعت 184 دولة بطاقة حمراء لترامب لأسباب دينية وتاريخية وجغرافية وإنسانية.

رفعت البطاقة الحمراء لكنها لم تقطع علاقاتها..

الله يساعدهم.. كنا نتمنى أكثر من ذلك، لكن نقول الحمد لله.

طرحت أطراف صهيونية، مؤخرا، فكرة أن السيد جبريل الرجوب يتطلع إلى رئاسة السلطة الفلسطينية مع إمكانية تقاعد الرئيس محمود عباس أبو مازن من الحياة السياسية، والأمر نفسه بالنسبة للقيادي المفصول من "فتح"، محمد دحلان، ما المغزى من إثارة هكذا معلومات؟

هذا كلام سخيف، فبالنسبة لي لا يوجد عندي أي طموح أو أي أجندة شخصية، بل أطمح إلى مسألتين: الأولى أن الفكر الوطني الفتحاوي العرفاتي الذي تربيت عليه يبقى العقيدة الوطنية عند كل الفلسطينيين وينتصر، وأن شعبنا من خلال هذه العقيدة ينتخب قيادته ويصيغ مستقبله لوحده، والثانية أن يكون هناك شخص اجتاز الحدود وهو من يختم جواز سفري.. شرطي فلسطيني، ولا أقبل أن أقارن بواحد مثل دحلان، فهو قاتل وسافل ومطرود من حركة "فتح". وللأسف، أعيب على إخواننا في "حماس" أنهم يلتقون اليوم مع دحلان، ويجب أن يجيبوا العالم والشعب الفلسطيني والأمة العربية لم اتخذتموه ذريعة وقمتم بانقلاب واستوليتم على النظام والسلطة؟ بأي حال دعينا ننظر إلى الأمام، دحلان لا يعني شيئا بالنسبة للفلسطينيين، وبالنسبة لي أنا مقتنع بأن وجود الأخ أبو مازن الآن ضرورة ومصلحة، ونحن تحت مظلته، فآخر العمالقة أبو مازن لديه إرادة العمل على إعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني، بمنطق فيه ديمقراطية وتكريس عمل المؤسسات، فهو آخر مطرقة بعد ياسر عرفات. والمرحلة القادمة ليست مرحلة أشخاص، بعد عمر طويل له، هذه مرحلة مؤسسات ونظام كي يستطيع الاستمرار وحماية المشروع الوطني، وأنا شخصيا لست طامعا ولا منافسا، ولن ترين إلا مواطنا، فأنا أنشط في الرياضة وحققت أشياء كثيرة، وأؤمن بأن كل واحد منا له خيمة يحميها.

كيف قرأتم قرار واشنطن وقف الدعم عن الأونروا؟

ترامب أخذ قرار القدس وقرار الأونروا لشطب ملف اللاجئين، وقرار غلق مكتب المنظمة للضغط علينا، وكذلك هناك موضوع المستوطنات، وتبني المشروع الصهيوني لنفي فلسطين أرضا وشعبا وتاريخا ومقدسات بكل تجلياتها.

نعرج على الرياضة، سبق أن تقدمتم بطلب للفيفا لإلغاء عضوية إسرائيل، هل تم سحبه أو إلى أين وصل الأمر؟

الحاج محمد روراوة شاهد إثبات وآخرون، كانوا يريدون دفعنا إلى التصويت، وكنا بحاجة إلى 157 صوت، ولو ذهبنا إلى التصويت لم نكن لنحصل على ثلث العدد المطلوب، وللإبقاء على موضوعنا على جدول أعمال كونغرس الفيفا غيرنا صيغة القرار لكننا لم نسحبه، هي قوانين الفيفا ونحن نعمل بموجبها. وفي 6/7 مارس هناك محكمة تنظر في طلبنا وحقنا في تطوير اللعبة، سواء أكانت كرة قدم أو بقية الألعاب في الأراضي الفلسطينية بحرية أسوة بكل الاتحادات القارية والوطنية.

خرجت القضية الفلسطينية منتصرة في المباراة الودية السابقة بين المنتخبين الجزائري والفلسطيني، فما المتوقع في مباراة اليوم؟

ما حصل المرة الماضية رسالة إلى كل العرب والمسلمين أن فلسطين يجب أن تكون قيمة إنسانية وعربية ودينية، من خلال هذا الحس والسلوك والشعور الجزائري العفوي الذي عبر عن عظمة الشعب وعن عظمة قائد عظيم قال "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". وعلى هذا الأساس الشعب الفلسطيني اقتنص الفرصة وعشية القدوم إلى الجزائر تمت تسمية أكبر ملعب في فلسطين باسم الشهيد الخالد هواري بومدين، وهو إقرار فلسطيني بدوره في نشر هذه الثقافة والفلسفة العميقة. المباراة السابقة كانت رسالة، ومباراة اليوم ستكون رسالة أيضا، لعل وعسى يستيقظ العرب والمسلمون ويعطوا فلسطين حقها ومكانها الذي يليق بها بعيدا عن أجنداتهم وصراعاتهم وتناقضاتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.